في رثاء جهاد عبدالله الزين هل نستطيع أن نصبح مثله؟

  • 5/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بالأمس رحل عنا الصديق والرفيق والشقيق الذي لم تلده أمي، جهاد عبدالله الزين (ابو عبدالله) طيب الله ثراه.. رحل ذو القلب الكبير، وذو الوجه البشوش والابتسامة المرحة. رحل الذي شهد له الجميع بطيبة القلب، وسعة الصدر، وحب الآخرين، وأداء الواجب، والكرم اللامحدود، ومدّ يد العون لكل محتاج، والصفح عن كل من أساء إليه. رحل الرجل الذي صارع المرض حتى أعياه، لكنه طيلة سنوات إصابته لم يكف عن التفاؤل بقرب الشفاء، وظل مؤمناً بربه وبارادة الله التي لا راد لها. ولم يشّك قط بأن باستطاعته تجاوز محنته الصحيه، بل كان يساند المرضى الآخرين ويدعولهم بالشفاء كما يدعو لنفسه. كان رحمه الله بشوشاً مرحاً تبتهج النفوس لرؤيته، وما كان ذلك إلا انعكاساً لبهجته برؤية الناس. فكان له وجود في أي مجلس يدخله بقامته الطويلة ومنكبيه العريضين وصوته الجهوري وتواضعه الجم، فكان دخوله هذا يجلب الابتسامة إلى وجوه الحاضرين. وكذا كان الحال عند زيارته إلى مجلس عائلتنا الأسبوعي مساء كل أحد يهلّ علينا بثوبه الناصع البياض وغترته الأنيقه، يفرح الجميع بوجوده، ويفتقدونه إذا غاب لمرض أو سفر، فكم سيفقدونه الآن بعد رحيله المبكر! جمعتني مع جهاد الزين سنوات طويلة من الصداقة العميقة التي امتدت لخمسين عاماً لم أجد فيها منه إلا الأخوة الصادقة والحب والإخلاص. كما جمعتني به علاقة مهنية في تأسيسس الجمعية البحرينية لمتلازمة داون عام 1998، واشتركنا في عضوية مجلس إدارتها عشرين عاماً شغل فيها مركز نائب مجلس الإدارة. وكانت خدماته للجمعية وللأطفال من ذوي متلازمة دوان خدمات جليلة وفعالة. وتشاركنا في الاتصال بالشركات والمؤسسات المصرفية والتجارية بحثاً عن الدعم والتبرع، فلم يتردد قط في أن «يسوم وجهه» طلباً للعون للجمعية. وكان حلمه أن تمتلك الجمعية أرضها لتبني عليها مركزاً شاملاً لخدماتها وهاقد شارف حلمه أن يتحقق بفضل أصحاب الخير ذوو الأيادي البيضاء. أما عن طيب خلقه ورقة مشاعره فلا دليل عليهما أكثر من حبه لعائلته من زوجته ندى، إلى أبنائه مي وعبدالله ومها ومريم وفؤاد. فكان رحمه الله مثال الزوج الطيب والوالد الحنون تماماً كما كان مثال الأبن البار في حياة والدته رحمها الله. بالأمس نظرت ابنتي سمر إلي بعد عودتي من جنازته، فشاركتنى البكاء عليه، ثم قالت «لقد رحل عمي جهاد ولكن باستطاعتنا أن نحاول أن نكون مثله» فكم كانت كلمة صادقة في حقه، فلو أصبح كل الناس مثل جهاد الزين لأصبح عالمنا أفضل ولغاب الشر وساد الخير على الجميع. أراك في كل الوجوه يا أبا عبدالله، وأسمع صوتك كما لو كنت معنا، وأنتظر رسائلك الصباحية الجميلة على «الواتساب» لكنها لا تأتي، فأنت رحلت عن هذه الدنيا مبكراً، رحلت تاركاً ذكراك في قلوبنا وقلوب أعداد لا تحصى من الأصدقاء والمحبين. رحم الله جهاد الزين وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصحابه الكثيرين الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون. عادل عبدالله فخرو

مشاركة :