سكان كاتالونيا أدلوا بأصواتهم في انتخابات مصيرية

  • 9/28/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أدلى الناخبون في كاتالونيا أمس، بأصواتهم في انتخابات مبكرة قد تتيح للإقليم الواقع شمال شرقي إسبانيا، نيل استقلاله، أو إخماد النزعة الانفصالية طويلاً. وسعى الانفصاليون منذ فترة طويلة إلى تنظيم استفتاء على الاستقلال، لكن الحكومة المركزية في مدريد لم تسمح به، معتبرة انه ليس دستورياً. رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الذي وصف انفصال كاتالونيا بأنه «هراء»، تعهد أن تستخدم حكومته كل الوسائل القانونية لمنع حدوث ذلك، علماً انه نال دعماً من الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. كما أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زار برشلونة في نهاية الحملة الانتخابية، لدعم «صديقه» راخوي، مشدداً على أن أوروبا تحتاج الى «إسبانيا موحدة» في «أوقات صعبة». وحذر قادة أوروبيون من أن استقلال كاتالونيا سيخرجها من الاتحاد الأوروبي ومن منطقة اليورو. لكن أرتور ماس، رئيس حكومة كاتالونيا الذي قاد حملة الاقتراع على الاستقلال، توقّع «فوزاً عظيماً للديموقراطية» في الإقليم، وزاد: «تجاوزنا كل العراقيل التي وضعتها الحكومة الإسبانية. والآن تواجه كاتالونيا مصيرها». أما أوريول جونكيراس، رئيس حزب «اليسار الجمهوري الكاتالوني» فقال: «وصل شعبنا إلى أبواب الحرية. وعدتُ جدّي بأننا سنصل إليها في أحد الأيام». في المقابل، نبّهت أليسيا سانشيز كاماتشو، رئيسة «الحزب الشعبي» اليميني في كاتالونيا، الناخبين قائلة: «مستقبل أولادنا وأحفادنا في خطر». ويشدد ماس وقادة انفصاليون آخرون على أن فوزهم بـ68 من 135 مقعداً في برلمان الإقليم، سيمنحهم تفويضاً ديموقراطياً لبدء خطة مدتها 18 شهراً للانفصال عن إسبانيا، قد تشمل إعلاناً أحادياً للاستقلال. ورجّحت استطلاعات للرأي فوزاً محدوداً للأحزاب الانفصالية. وأظهرت أن التجمّع الانفصالي الأساسي الذي يقوده ماس، «معاً من أجل نعم»، سيحتاج إلى دعم من حزب يساري متطرف لحشد غالبية من المقاعد تتيح نجاح مشروع الاستقلال عن إسبانيا. ودُعي إلى الاقتراع حوالى 5.3 مليون ناخب من 7.5 مليون يقطنون كاتالونيا. وقال جوردي بيريز، وهو موظف حكومي عمره 50 سنة، انه صوّت لـ «معاً من أجل نعم» لأنه يشعر بأن إسبانيا استخفت تاريخياً بثقافة كاتالونيا ولغتها. وأضاف: «أردتُ الاستقلال منذ كنت صغيراً. طيلة ثلاثة قرون، سلب (الإسبان) منا ثقافتنا. بلغنا مرحلة يقول فيها الشعب الكاتالوني كفى». في المقابل، لفتت ساندرا غيريرو، وهي مدرّسة عمرها 30 سنة، إلى أن هذه الانتخابات حفزتها على التصويت للمرة الأولى، مشيرة إلى أنها اقترعت لحزب «سيودادانوس» المناهض للاستقلال. وأضافت: «الكاتالونيون مشهورون بأن جميعهم انفصاليون، ولكنني اقترعت بـ «لا». أهلي هم من الأندلس (جنوب إسبانيا)، والناس من خارج كاتالونيا عاملوني دوماً في شكل جيد. أشعر بأنني جزء من إسبانيا، وأنا فخورة بأن أكون كاتالونية، ولكن أيضاً بأن أكون إسبانية. لم يسبق لي أن اقترعت، لأنني كنت خائبة من السياسة. ولكن هذه المرة فعلت، لأنها انتخابات مهمة». كثيرون من الكاتالونيين يعتبرون أن إقليمهم الصناعي الذي يمثّل نحو خمس الناتج الاقتصادي المحلي في إسبانيا، يدفع ضرائب كثيرة ويتلقى أقل من نصيبه العادل من الاستثمارات الحكومية. وأعلنت الأحزاب القومية الرئيسة أنها مستعدة لأن تناقش مع كاتالونيا تطبيق نظام ضريبي مواتٍ في شكل أكبر، وزيادة الإنفاق على البنية الأساسية في الإقليم، في حال فوزها في الانتخابات. وكان أرتور ماس الذي نظم عام 2014 استفتاءً رمزياً على الانفصال، شارك فيه 2.2 مليون شخص، قرر تقريب موعد الانتخابات النيابية الإقليمية التي كانت مقررة أواخر عام 2016.

مشاركة :