طبيب فلسطيني يساعد الأطفال المصابين بمرض القلب الخلقي في شمالي الصين

  • 5/6/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد قيامه بتعقيم يديه، توجه الدكتور محمود الصالحي، نحو سرير مريضه، وهو يحمل دمية ويحركها بلطف تجاه طفل بعمر العام كان قد خضع للتو لعملية جراحية لعلاج عيب خلقي في قلبه الصغير في مستشفى تيدا لجراحات القلب في بلدية تيانجين شمالي الصين. وعندما استرخى الطفل، انحنى الدكتور الصالحي واستمع باهتمام إلى دقات قلب هذا الصغير مستخدما سماعته الطبية. ويعمل الدكتور محمود الصالحي، وهو طبيب فلسطيني عمره 39 عاما، كرئيس لقسم قلب الأطفال (2) ورئيس قسم العناية المركزة لقلب الأطفال في المستشفى المذكور منذ أغسطس 2019، بعد انهاء تدريبه في اختصاص قلب الأطفال في كندا. وقال "لقد قبلت على الفور، لأن الصين من الدول الصديقة والداعمة جدا لفلسطين. آمل أن أساعد المزيد من الأطفال الصينيين المصابين بأمراض القلب الخلقية، وهو شيء صغير يمكنني أن أقدمه لهذا البلد العظيم" وبمساعدة زملائه الصينيين، سرعان ما تعرف الصالحي على بيئة العمل. يبدأ الدكتور الصالحي يومه بالمرور بين أسرة المرضى مع زملائه الأطباء الصينيين وفحص حالاتهم ومراجعة صور الأشعة وتخطيط القلب وتصوير القلب وسجلاتهم التمريضية، ووضع خطط علاجية وجراحية مخصصة تتناسب مع حالة المريض ثم يقوم بعقد لقاءات تدريبية وتعليمية لمناقشة بعض الحالات المعقدة وإعطاء بعض المحاضرات. ومنذ عام 2004، نفذ المستشفى وبعض المنظمات الخيرية بشكل مشترك عشرات البرامج، والتي تهدف إلى إجراء عمليات جراحية مجانية للأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية من الأسر الفقيرة في المناطق النائية في الصين. وشارك الصالحي في البرامج بعد انضمامه إلى المستشفى، حيث قال " لقد تمت تغطية نفقات العمليات الجراحية بالكامل من خلال هذه البرامج الخيرية، وتعمل الحكومة الصينية جاهدة لمساعدة الفقراء. وهذا شيء عظيم في رأي يجب أن تفخر به هذه الحكومة". وقد غطت البرامج 27 مقاطعة وساعدت بنجاح أكثر من 14000 طفل فقير على التمتع بحياة طبيعية. وأوضح الصالحي أنه عندما يقيم الأطفال المرضى في وحدات العناية المركزة بمفردهم دون مرافقة والديهم بعد الانتهاء من العمليات الجراحية، قد يشعر بعض الأطفال بالعزلة والقلق، مضيفا "على الرغم من أنني لا أستطيع التحدث كثيرا باللغة الصينية، إلا أنني أبتسم لهم. وأشعر بأنهم يحبونني". وفي وقت تفشي كوفيد-19 في ووهان، عاد الدكتور الصالحي الى كندا وبقي مع أفراد عائلته لمدة ٧ شهور، حيث قال "بسبب العديد من القيود، لم أتمكن من العودة إلى تيانجين. لذلك قمت بإلقاء محاضرات عبر الإنترنت". وعاد الصالحي إلى بلدية تيانجين في أكتوبر 2020، حيث عملت الإجراءات الصارمة لمكافحة الوباء في الصين على جعله يشعر بالأمان والسلامة. وأضاف الصالحي "أنا معجب بكيفية سيطرة الصين على الوباء بسرعة كبيرة. خلال فترة الحجر الصحي، رأيت كيف عمل الفريق بجد وقدم لي أقصى درجات الرعاية". وفيما يتعلق باللقاحات، ذكر الصالحي أنه تلقى جرعتين من اللقاح الصيني منذ حوالي ثلاثة أسابيع وأنه لم يشعر بأي أعراض جانبية، موضحا أن عملية التلقيح سارت على ما يرام وأنه يشعر بأنه أكثر أمانا ويمكنه الذهاب إلى أي مكان وهو يشعر بالثقة. وأردف "أعتقد أن أخذ هذا اللقاح سيحميني من كوفيد-19، وأيضا لأنني قضيت بعض الوقت في الصين وأؤمن بقدرتها على صنع لقاح جيد". وعلاوة على ذلك، أعرب الصالحي عن تقديره لدعم الصين لوطنه الأم فلسطين من خلال إرسالها لقاحات ومستلزمات طبية أخرى إلى وطنه، مضيفا "كان من الرائع أن ساهمت الصين في حماية صحة أبناء وطني". وفي المستقبل، يخطط الصالحي للعودة إلى فلسطين وبناء فريق متخصص في طب القلب للأطفال، مضيفا "آمل أن أفعل شيئا لبلدي ولأبناء وطني. الخبرة التي اكتسبتها في الصين ستكون العامل الأكبر بالتأكيد لإنجاز هذه المهمة بنجاح".

مشاركة :