الأيام تستبين من صباحاتها، واليوم برمته، بما في ذلك مدى سعادتك أو تعاستك فيه، إنتاجك أو عدمه، مرتهن بالكيفية التي تبدأه فيها في الصباح، ومن هنا كان من المهم الإشارة إلى بعض عادات صباحية تجعل يومك أكثر سعادة. إذًا يمكننا القول مع ريان هاوز؛ عالم النفس الإكلينكي: «إن الروتين الصباحي الصحي، والمركز يحدد نغمة اليوم بأكمله». لكن المشكلة ليست هنا، وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في أن هذه العادات الصباحية _التي سنأتي على ذكرها بعد قليل_ تتطلب مجهودًا، وتحويلًا للعادات التي درجت عليها، ومن هنا تأتي الصعوبة؛ فمقاومة العادات ليس بالأمر الهين، وعلى المرء أن يكون قوي العزيمة صلب الإرادة كيما يتمكن من مخالفة إلف عادته لسنوات طوال. اقرأ أيضًا: هل تعيش لمهنتك؟.. رهان يكسبه العمل على حساب الحياة الشخصية أتمتة الصباحات لكن ما الحل إزاء المشكلة تلك؟ أي كيف يمكن للمرء التغلب على عاداته الدارجة، وأن يتبع عادات صباحية جديدة تجعل يومه أكثر نشاطًا وسعادة؟ الحق أن الحل هو استخدام السلاح ذاته؛ أي سلاح العادة. فعلى المرء أن يعمد إلى أتمتة صباحاته؛ بمعنى أن يجعل من العادات الصباحية التي تجعل يومه سعيدًا عادات ثابتة لديه، وأن يجعلها، علاوة على ذلك، جزءًا من الطبيعة الثانية لديه. بهذه الطريقة سيكون بإمكانك اتباع عادات صباحية مفيدة وفي نفس الوقت ستكون قادرًا على متابعتها والوفاء بها دون الشعور بأي تعب أو إرهاق، لكن المسألة تحتاج إلى قوة إرادة في البداية، وبعدها سوف يسير القطار على السكة بسهولة. اقرأ أيضًا: الخوف من المستقبل.. في مديح اللايقين عادات صباحية تجعلك أكثر سعادة ويرصد « رواد الأعمال » عدة عادات صباحية تجعل يومك أكثر سعادة وذلك على النحو التالي.. انهض مبكرًا ورتب سريرك ليس سهلًا أن تنهض مبكرًا، وتنضو عنك الفراش في الصباح، المسألة عسيرة حقًا خاصة إذا كنت ممن اعتاد النوم حتى وقت متأخر من اليوم، لكن إذا أردت التغلب على هذه المعضلة فإن عليك الذهاب إلى فراشك مبكرًا في الليل، ثم استيقظ لمدة أسبوع أو شهر مبكرًا عشرين دقيقة قبل موعد استيقاظك المعتاد، وستجد أن الاستيقاظ المبكر أمسى عادة لديك. ولا شك أن الاستيقاظ المبكر ينطوي على أهمية كبرى، وليس من العسير الربط بينه وبين السعادة؛ فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة تورنتو فإن الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر يكونون أكثر سعادة بشكل عام ولديهم رضا أعلى في حياتهم ككل. لكن لا تنهض مبكرًا دون أن ترتب سريرك _وتلك مسألة أفردنا لها مقالًا كاملًا_ لكن يكفي أن نسوق إليك ذاك الاقتباس من الأدميرال البحري المتقاعد ويليام إتش ماكرافين: «إذا رتبت سريرك كل صباح ستكون أنجزت المهمة الأولى في اليوم، سوف يمنحك ذلك شعورًا بسيطًا بالفخر، وسيشجعك على القيام بمهمة أخرى وأخرى وأخرى. وبحلول نهاية اليوم ستتحول هذه المهمة الواحدة المكتملة إلى العديد من المهام المكتملة». اقرأ أيضًا: الإجابات السريعة.. لماذا يصدقك الآخرون؟ مرّن جسدك هناك العديد من الدراسات التي تربط التمرين الصباحي بالمزاج الإيجابي، فإذا أردت أن تتبع جملة عادات صباحية مفيدة فليكن التمرين الصباحي واحدًا منها. لكن ليس مطلوبًا منك الإسراف في التمرين الصباحي، ولا أن تستغرق فيه وقتًا طويلًا، خمس دقائق كافية لتشعر أن مزاجك بدأ في التحسن بالفعل، كما أن الهدف من هذا التمرين هو إعداد جسدك للمهام الآتية، حتى وإن كنت ستعود، في وقت لاحق من اليوم، إلى مزاولة تدريباتك الرياضية التي اعتدت عليها. اقرأ أيضًا: كيف تصنع خطة رئيسية لحياتك؟ لا تبدأ بالهاتف المحمول أسهل شيء يدمر يومك ويخرجه عن المسار هو البدء بالتحقق من الهاتف المحمول؛ ذلك لأنك إن فعلت ذلك في أول اليوم أو حتى وأنت لم في السرير بعد فإنك سوف تستنزف وقتًا كثيرًا، فالغرق في وهدة تويتر أو فيسبوك يكلف الكثير من الوقت. وعلاوة على أن التحقق من الهاتف المحمول يجعلك متوترًا، فهنالك الكثير من الأخبار والمشتتات التي ستنهال عليك بمجرد فتح الهاتف المحمول، وهذا وحده كفيل بأن يكدر عليك مزاجك بقية اليوم. لن يحدث شيء إن أجلت التحقق من الهاتف المحمول ومن حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الوقت، أليس كذلك؟! اقرأ أيضًا: المسافة الاجتماعية.. الطريق لصحة العلاقات الشخصية الصفحات الصباحية وأهداف اليوم وإذا كنا نتحدث عن عادات صباحية تجعلك أكثر سعادة فلا يجمل بنا إغفال كتابة أهدافك اليوم في الصباح، وهذان أمران منفصلان؛ فأولًا يجب أن تحدد ليومك جملة أهداف عليك النهوض بها؛ كيما تكون قادرًا على تقييم يومك، ومستوى أدائك فيه فيما بعد. وثانيًا عليك كتابة هذه الأهداف، وهناك من يرى أن الكتابة الصباحية، كتابة أي شيء يخطر على بالك، سيكون مفيدًا في بحثك عن السعادة. تقول جوليا كاميرون؛ مؤلفة كتاب The Artist’s Way «من خلال كتابة الصفحات الصباحية نبدأ في فرز الاختلافات بين مشاعرنا الحقيقية، والتي غالبًا ما تكون سرية، ومشاعرنا الرسمية، تلك المسجلة للعرض العام». تلك هي جملة عادات صباحية يمكنها أن تجعلك أكثر سعادة وأكثر إنتاجًا، لكن البدء فيها سوف ينطوي على بعض الصعوبة، طالما أنها لم تكن جزءًا من روتينك المعتاد، لكن الأمور ستختلف بمجرد اعتيادك عليها، ولا بد، في النهاية، دون الشهد من إبر النحل. اقرأ أيضًا: التطوير الدائم للذات.. لماذا لا يجب أن تتوقف المسيرة؟ اختبارات الذكاء.. هل من مجال للإبداع؟ كيف تشعر بالسعادة؟.. 7 عادات لتعزيز طاقتك الإيجابية
مشاركة :