عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر لـ«الاتحاد»: الإمارات أرض الإنسانية

  • 5/8/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ثمن الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، الدور الذي تقوم به الإمارات في نشر قيم التسامح والعيش المشترك، مؤكداً أن هذا الدور الذي تقوم به الإمارات ليس وليد اليوم بل هو مُتجذر فيها منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه». ووصف عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في حواره لـ«الاتحاد» الإمارات بأرض الإنسانية، مؤكداً أن وثيقة الأخوة الإنسانية أتت من أرض صالحة بأن تكون مُلتقى للإنسانية جمعاء، وأن دور الإمارات في هذا الأمر بارز ولا يخفى على أحد، وأنها دولة تحترم جميع الناس، وأن الأمن والسلام متحققان في هذه الأرض، مضيفاً: «نرى الإنسانية جمعاء تعيش فوق أرض الإمارات، وتأمن على نفسها ومالها وأولادها». وثيقة الأخوة الإنسانية عن الدور المهم الذي تقوم به مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام العالمي، أكد «العواري» أهمية هذه الوثيقة التي تُعتبر دستوراً للأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن الوثيقة الأهم في تاريخ البشرية المعاصر؛ نبعت من منطلق القواسم المشتركة بين الإنسانية جمعاء دونما نظر إلى لون أو عرق أو معتقد. وشدد «العواري» على أن البشرية متى صدقت النيات وأخذت ببنود هذه الوثيقة وطبقت مضمونها؛ فسوف تعيش في أمن وسلام وطمأنينة، وذلك لأن الإنسانية لا يمكن أن يكون من بينها من خلا من اتباع دين، سماوياً كان أو وضعياً. وأكد «العواري» أن الأديان السماوية وشرائع الله التي أرسل بها الرسل إنما أتت لتؤسس لأمن دائم وسلام مستمر تطمئن فيه النفوس، مشيراً إلى أن الإسلام دين عرف بالسلام ويدعو للسلام والطمأنينة، والله هو السلام وتحية المسلمين هي السلام، وتحقيق الأخوة الإنسانية بين بني البشر إنما هو من أجل تحقيق الخلافة الكبرى التي أرادها الله تعالى للإنسان في الأرض. أسلحة الدمار الشامل وعن قيم السلام والعيش في أمان والتي جاءت في نصوص الوثيقة، نوه «العواري» إلى أن الإنسانية لو تركت النزاعات العنصرية والاستعمارية والتعالي على الآخرين؛ لاستطاعت أن تعيش في أمن وسلام وطمأنينة، وتخلص العالم أجمع من أسلحة الدمار الشامل التي يصنعها الإنسان ليبيد بها أخاه الإنسان. وأضاف: «حريٌ بنا أن نُحقق هذه المعاني السامية التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية، وحريٌ بالإنسانية أن تتجه نحو السلام والأمن والطمأنينة، وأن تترك النزاعات والنعرات العنصرية، كي تعمر الأرض وتتحضر الإنسانية»، مؤكداً أنه ليس هناك بند في هذه الوثيقة إلا وله أصل شرعي في الإسلام. وأوضح: أن الله تعالى ما أوجدنا في هذا الكون إلا من أجل ترقيته وحضارته والقيام بعمارته حيث قال تعالى: (... هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ...)، «سورة هود: الآية 61»، مشيراً إلى أن الإسلام أكد أن الاختلاف بين بني البشر سُنة إلهية أرادها الله تبارك وتعالى تحقيقاً لقوله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم». ورش عمل وحول الاستفادة من بنود الوثيقة والتعريف بها وتعليمها للطلاب، قال العواري: «أصول هذه الوثيقة موجودة وتدرس للطلاب في سائر العلوم والفنون التي يدرسونها»، لافتاً إلى وجود ورش عمل حول هذه الوثيقة وندوات عامة ومحاضرات ثقافية يُحاضر بها العلماء الكبار. وأضاف: «ونحن في الذكرى الثالثة لتوقيع الوثيقة، وفي ظل ظروف استثنائية واحترازية بسبب جائحة «كورونا»، حيث توقفت بسببها الدراسة، فمن خلال المنصات التعليمية والندوات الافتراضية نحاول أن نعلم أبناءنا العلاقة بين هذه الوثيقة وبين النصوص التي يدرسونها في مناهجهم». الجماعات المتطرفة وحول الاستفادة من بنود الوثيقة في الرد على الجماعات التي تعتنق الفكر المتطرف، وتحاول توظيف الدين لخدمة أغراضها، قال «العواري»: إن الجماعات المتطرفة التي تستخدم الدين شعاراً لخدمة أهدافها الخبيثة؛ تفكيرها ساقط ولا يُعتد به، مشيراً إلى أنه من أجل بيان خطأ هذه الجماعات، وعدم مصداقيتها في توظيف النصوص الشرعية لخدمة أغراضها التي تدعو إلى تمزيق الأوطان والإفساد في الأرض؛ فإن مرصد الأزهر الشريف يقوم برصد هذا الفكر المتطرف بشتى اللغات، ويرد عليه ويترجم هذه الردود. الرموز الدينية وأكد «العواري» أن وثيقة الأخوة الإنسانية تسهم في بناء جيل جديد قائم على احترام الآخر، مطالباً جميع شعوب العالم بالعمل بمضامين هذه الوثيقة والعمل على بناء جيل يحترم عقائدنا ومشاعرنا وديننا وقيمنا ويحافظ على حقوقنا، مشدداً على أهمية أن تنهي هذه الوثيقة الاعتداء على الرموز الدينية والإساءة إلى الأديان.

مشاركة :