شبابية الأعلى للمرأة تستعرض مشروعا لتهيئة بيئة صديقة ومرحبة بأصحاب الكراسي المتحركة

  • 5/8/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت اللجنة الشبابية بالمجلس الأعلى للمرأة رائدة الأعمال فاطمة خالد محمد للحديث حول مشروعها تطبيق «سهل»، الذي يعتبر مؤسسة تصميمية معنية بتهيئة بيئة هندسية ملائمة لمستخدمي الكراسي المتحركة الذين يواجهون مشاكل صعوبات أو عوائق بنائية عندما يذهبون إلى أية مرافق عامة. وأوضحت فاطمة خالد أن فكرة «سهل» جاءت من أجل تهيئة بيئة صديقة ومرحبة بأصحاب الكراسي المتحركة في تلك المرافق، لافتة إلى أن الفكرة بدأت كمشروع تخرج (مركز تأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة)، مشيرة إلى أنها تبينت وجود المشكلة من خلال البحث والدراسات أثناء المشروع، ولذلك أرادت تقديم حل تمثل في وجود مجموعة من الخدمات. وقالت المهندسة المعمارية إن الخدمات في مرحلة الاستشارة أو المسح للمبنى لمعرفة مدى ملاءمة مرافقه لاستخدام أصحاب الكراسي المتحركة وحصر العناصر والاحتياجات، ومن ثم عمل تقرير متكامل بجودة المبنى، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التصميم التي يتم فيها الحلول المقترحة والمناسبة لهذه المرافق بحيث تكون وفق المعايير المحددة التي تساند أصحاب الكراسي، ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة (التنفيذ) بحيث تطبق هذه الحلول على أرض الواقع لتصبح المرافق ذات طابع يتماشى مع احتياجات أصحاب الكراسي المتحركة. وأضافت أن مشروع «سهل» تأسس في 2017، مؤكدة أن المشروع يحرص على الجانب التوعوي نظراً إلى عدم وجود الرؤية الصحيحة والواضحة لاحتياجات ذوي الإعاقة بشكل عام والإعاقة الحركية بشكل خاص، لافتة إلى أن مجال دراستها في الهندسة المعمارية هو مجال عميق يعطي مساحات شاسعة للإبداع والوصول بكل فكرة لما يتلاءم مع احتياجات المجتمع الصحيحة وبلورتها في صورة إنشائية مبتكرة وفريدة، لافتة إلى أن المهندس المعماري عند تصميمه أي مرفق فإنه يفكر بالإنسان المستخدم للمرفق ومدى ملاءمته له وكيفية الوصول إليه. وحول تحديات جائحة كورونا، قالت رائدة الأعمال فاطمة خالد محمد إنه في البداية حدث بعض التأثر نتيجة التسارع في معطيات التعامل مع مستجدات الجائحة وما حدث من إعادة ترتيب وجدولة لكثير من الأمور على المستويين الفردي والعام، حيث إن الجائحة وظروف الحجر والتباعد الاجتماعي قيدت من سهولة الوصول إلى المرافق وزيارة الحالات من مستخدمي الكراسي المتحركة، إذ زاد الحذر وقلت وتيرة العمل، ومع مرور الوقت وازدياد الوعي العام بات التعامل والعمل أكثر سهولة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية. أما بشأن الدعم الحكومي فأكدت أن مملكة البحرين أرض خصبة لريادة الأعمال وخصوصاً المشاريع الشبابية، نظراً إلى كثرة وسهولة التسهيلات المقدمة من الجهات المتخصصة وبساطة إجراءات الحصول على السجلات التجارية ما أتاح للكثيرين تحويل أحلامهم إلى حقيقة على أرض الواقع. وكشفت أن فكرة مشروع سهل تبلورت من خلال مسابقة مشروعي التي تنظمها تمكين، من خلال المرور بمراحل عديدة والتعرف على خبرات جديدة للوصول بالفكرة إلى صورتها النهائية، حيث إنه في المرحلة النهائية من مسابقة مشروعي يتمكن المشاركون من معرفة احتياجات السوق للأفكار المعروضة، لافتة إلى أنها تمكنت من الحصول على أول عميل لمشروع سهل (مطعم ماكدونالدز). وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي في دعم مشروع فكرة سهل، أشارت فاطمة خالد إلى أن ظروف الجائحة وتوقف المعارض والمؤتمرات الداعمة لأصحاب المشاريع استدعت الحاجة إلى استنباط وسيلة جديدة للوصول إلى الجمهور المستهدف وزيادة وتيرة التوعية والوعي من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إذ تم إطلاق سلسلة «دقيقة مع سهل» لتسليط الضوء على المعايير التصميمية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء التصميم كالمنحدرات والمداخل ومواقف السيارات ودورات المياه والمساحات الداخلية والأثاث بما يتلاءم مع حاجة مستخدمي الكراسي المتحركة. وأشارت فاطمة إلى أن الجمهور المستهدف لمشروعها اليوم ليس فقط المؤسسات وإنما الأفراد كذلك، منوهة بالتعاون المثمر مع الجهات الحكومية، في ظل وجود الثقة من الجهات الحكومية في مملكة البحرين وإيمانها بالشباب وإعطائهم الفرصة لتطبيق مشاريعهم وأفكارهم على أرض الواقع، وهو دعم ومحفز لمزيد من العطاء. وأكدت أن هناك زيادة في عدد المبادرات المقدمة للمجتمع، كان من أهمها مبادرة همم بالتعاون مع جامعة المملكة بهدف توفير موقف سيارات لذوي الإعاقة في أحد المرافق العامة التي لا يوجد بها مرافق مخصصة لهم وإيماناً بضرورة تعزيز هذا المفهوم لدى الطلبة بأن يؤخذ بعين الاعتبار دائماً وأبداً أهمية ملاءمة المرافق العامة لاحتياجات ذوي الإعاقة. وتطرقت إلى عمل فيديو مع المؤثر الشاب عمر فاروق بعنوان «أنا معاق» بهدف التوعية باحتياجات الأشخاص ذوي العاقة على أرض الواقع، وتنظيم حملة «سهل عليهم» بهدف تبني عدد من المرافق الخاصة لمستخدمي الكراسي المتحركة من ذوي الدخل المحدود غير القادرين على تهيئة مرافقهم وتهيئتها لهم بالصورة المناسبة من أجل تحقيق الاستقلالية لهم في تلك المرافق، مشيرة إلى أنه تمت تهيئة 6 منازل من خلال هذه الحملة. وكشفت أنه أتيحت الفرصة لها في عام 2018م للاطلاع على التجربة الأمريكية في مجال ذوي الإعاقة وسهولة وصول أصحاب الكراسي والتي كانت نقاط تحول لكثير من الأمور في أفكارها وبلورة فكرة مشروع سهل بشكل أفضل، إذ اكتشفت حداثة وتقدم التجربة البحرينية في مجال العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة والمتمثلة في تأسيس المراكز والجمعيات المتخصصة لما يزيد على 50 سنة. ووجهت فاطمة كلمة للشباب قائلة: لا بد من وجود الشغف، للوصول إلى الهدف، لا بد من الصبر ومقاومة الصعوبات والتحديات، لا بد من الإيمان بالهدف والرسالة وجعل الشغف هو المحفز الدائم والمحرك الأساسي للتغلب على كل العقبات.

مشاركة :