لن يكرر تجربة الإنتاج الدرامي قحطان القحطاني: ملايين الدولارات كلفة العمل الواحد

  • 5/8/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت: زينب إسماعيل أكد الفنان البحريني قحطان القحطاني «لأخبار الخليج» أن كلفة العمل الفني الخليجي الواحد تصل إلى ملايين الدولارات، في الوقت الذي شن هجوما على المسرح المحلي، معبرا بالقول «الله يرحمه». وذكر أنه لن يكرر تجربة الإنتاج الدرامي مرة أخرى. كان لك تجربة إنتاج واحدة من خلال «الخطايا العشر» وتوقفت. هل ستكررها لاحقا؟ تجربة الإنتاج الدرامي ليست سهلة، تتضمنها عوائق جمة وترتبط بعناصر متعددة من فنانين ومخرجين وأطراف أخرى. وهي مكلفة جدا، إذا لم تحصل على الدعم اللازم من الجهات الرسمية والخاصة. دخلت التجربة كمغامرة لاكتشاف السوق وإنتاج عمل متميز. ذللت كل الصعاب في سبيل ظهوره إلى النور. لن أكرر تجربة الإنتاج إلا مع دعم مساند يسهم في استمرار العملية الانتاجية التي هي ليست وليدة اللحظة، وإنما كان لي خبرة في المجال من خلال وظيفة مدير الإنتاج في تلفزيون البحرين طوال 16 عاما. كلفة إنتاج عمل درامي خليجي واحد؟ لا يمكن تحديد كلفة كل عمل، إذ يحددها النجوم المشاركون وطاقم العمل ومواقع التصوير. لكن تصل الكلفة إلى ملايين الدولارات. ما يرفع الكلفة عن السابق هو السوق الإعلاني الذي يعزز من العمل الدرامي في القنوات التلفزيونية. ما وجهة نظرك حول تجربة احتضان البحرين لتصوير مسلسلات خليجية؟ البحرين توفر الجو المشجع لتصوير مسلسلات درامية، سواء من حيث التضاريس والمدن العمرانية. وهي مهيأة تماما لأن تكون مركزا للإنتاج التلفزيوني في الخليج العربي. تأتي هذه المقارنة بعد اشتغالي في عدد من المسلسلات التي صورت في مدن خليجية مختلفة. وجود المنتجين الخليجيين -أيضا- يدعم الفنان البحريني ويحرك المياه الآسنة بعد توقف الإنتاج. وأيضا يشجع الجهات الرسمية والمنتجين البحرينيين لإنتاج أعمال درامية. لماذا بقيت في الأداء الرزين، هل له علاقة بشخصيتك؟ لم يعرض علي دور كوميدي أو أدوار غير رزينة. أغلب المنتجين يختصرون أدواري في الرجل الشرير أو المنضبط أو الثري، لكن الممثل له القدرة على بناء أي شخصية تسدى له. هل نستطيع القول بأن هذا الأداء أدخلك إلى دبلجة دراما الأطفال؟ لا أعتقد، ولكن بسبب تمكني من اللغة الفصحى. كما أنني شغوف بالأعمال الإذاعية، وكل لون فني يختلف عن الآخر من حيث الأداء، إذ يعتمد الأداء الإذاعي على الصوت، والتلفزيون وعلى التعابير الخفيفة والمسرح على الأداء الانفعالي والصوت الجهور. كيف ترى تطور تجربة دبلجة دراما الطفل؟ أعمال الدبلجة خلال السنوات الخمس الأخيرة أخذت منحنى جديا واحترافيا لإقبال القنوات الفضائية على الأعمال الموجهة الى الطفل والناشئة في ظل نقص كبير في قنوات البث الفضائي المخصصة للطفل، والتي تعتبر أهم من القنوات الدرامية لما لها من تأثير على تربية الطفل.  لماذا تنتقد الأعمال المسرحية البحرينية؟ الأعمال الأخيرة اتجهت نحو المنحنى التجاري الذي لا يحمل قيمة ولا حرفية. في ظل اختفاء الأعمال المسرحية اختفى الجمهور البحريني والحركة النقدية التي هي أساس الأعمال الفنية.  هناك من يشحت مقرات لتقديم العمل المسرحي، ومازالت البروفات تؤدى في مدارس وزارة التربية والتعليم. غياب كل هذه العناصر أدى إلى فشل الحركة المسرحية وانقطعت -شخصيا- عن حضور المسرحيات المحلية ومشاهدتها. متى بدأت الحركة المسرحية؟ بدأت الحركة المحلية بالتزامن مع ظهور التعليم في البحرين. هناك عمل مسرحي قدم في مدرسة الهداية الخليفية في العام 1929 بحضور حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وقتها. في الستينيات، كان هناك «سكتشات» قدمت من قبل أسرة هواة الفن. وفي بداية السبعينيات، بدأت حركة نشطة من خلال مسارح أوال والاتحاد الشعبي والجزيرة التي أسست فرق فعلية مع وجود دفعات من خريجي المسرح، على اعتبار أن أول دفعة تخرجت في عام 1977. ومن هنا انطلقت الأعمال المميزة ولاقت إقبالا جماهيريا، لكن جمهور السبعينيات والثمانينيات تغير تماما. لم نعد نجده اليوم. حتى ان المستوى الثقافي والمرجعي للحركات المسرحية انحدر.  كيف كانت مضامين المسرح في السبعينيات والثمانينيات؟ اتجهت المضامين للمسرح العالمي والعربي. اسهم عدد من المؤلفين البحرينيين في تأليف مسرحيات لا تزال في الذاكرة.  في مسرح أوال -على سبيل المثال- كان هناك اجتماع يومي لاستخراج النصوص التي تصلح لتتحول إلى المسرح، وتحمل مضامين وأهدافا نبيلة. كانت المجموعة نفسها هي من تمثل وتلصق الإعلانات على الشوارع وتبيع التذاكر على الحضور. هل هو سبب غيابك عن المسرح؟ بالطبع مع عدم وجود مسرح ذات مضمون ابتعدت عن الاشتغال، خصوصا في ظل الأعمال المميزة التي قدمتها سابقا والتي تحتفظ بها مكتبة التلفزيون.  حتى في التلفزيون، لا أقبل دورا غير مناسب. أنا أقدم فنا وليس سلعة. ما سبب نجاح الأعمال التراثية القديمة؟ هذه الأعمال جاءت بعد اهتمام تام لكل عناصر العمل. كان هناك تشجيع من التلفزيون لتقديم أعمال تراثية مقابل رغبة من الناس للتعرف على الحياة السابقة. ولأن القنوات التلفزيونية اقتصرت على البث الأرضي، لاقت تلك الأعمال مشاهدة جماهيرية خليجيا. مع الانتقال إلى البث الفضائي، أصبح هناك حاجة إلى تناول مختلف وحرفي للأعمال التراثية، إذ لم يعد يكفي تقديم نفس الأسلوب لما قبل الفضاء، نحن نصل إلى كل مشاهد في العالم. مع تكرار التجربة خلال الفترة الأخيرة، لم تلق الأعمال صدى لاعتمادها على نفس اللون والطريقة في التقديم. 

مشاركة :