ولي العهد استشرف المستقبل برؤية 2030

  • 5/8/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جائحة كورونا أظهرت للعالم إمكانات المملكة في مواجهة التحديات منذ تولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ولاية العهد ونحن نشاهد المجتمع السعودي يخطو خطوات متسارعة نحو التحديث والتغيير والمشاركة المجتمعية نحو التنمية، ونالت جميع القطاعات الدعم والرعاية والمتابعة الدقيقة بالدرجة نفسها بدءا من المشاريع الترفيهية والاستثمارات العامة بالدولة، مروراً بالتطور الاقتصادي إلى التصنيع العسكري وتطوير القوات المسلحة، وعلى مستوى تنمية القطاع الخاص ومشاركته بشكل فعّال في بناء المجتمع واستقطاب وتوظيف القوى العاملة السعودية، لذلك نجد دوماً أن هناك طرحا لأفكار جديدة واستقطاب كفاءات سعودية لتصل بالمملكة للعالمية. إن للتغيير أدواته ومهاراته وصناعته والشغف الذي يجعله تغيير خلاب يطال كل مؤسسة وجهة ومرفق ومدينة فيضفي عليها الجاذبية ويجدد ميلادها وحضورها الجغرافي ويجعل من هذا التغيير المحطة الأساسية للتزود بالتطوير المتلاحق والذي يسابق عقارب الوقت وأجندة التقويم وينافس الأحلام في اتساعها والأمنيات في تقدمها ويحاصر الأيام التي ترفض تغير ثوبها القديم؛ لأنه التغيير من أجل التغيير الحقيقي لمملكة لا يرضيها إلاّ أن تنافس وتتطور وتخطط وتبدع وتنمو وتبهر العالم وتثريه بتجربتها التي جعلتها محط أنظار العالم والقدوة التي تطمح لها الكثير من الدول؛ لأنه التغيير المغلف بالحب والعطاء والتميز، تغير له قائده الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والذي ينظر للأشياء بعينيه، فيعيد هيكلتها وصياغتها ويجعلها قابلة للتشكيل الأنيق الراقي، وللتغيير رجاله الأوفياء الذين يخططون وينفذون بهدوء ويستمعون لكل توجيه من سموه لوطن أصبح أبناؤه يدعمون ويفرحون لكل تغيير يبدل ملامح المستقبل برؤية مضيئة وينتظرون دائماً إشراقة الأحلام الجميلة على شرفات الوطن الغالي. قفزات نوعية وتحدثت د. نوف الغامدي - مستشارة التخطيط الاستراتيجي والتنمية الاقتصادية - قائلةً: إن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يسير بالمملكة مستنيراً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، نحو تحقيق قفزات نوعية في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والصحية والتعليمية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، التي تموج بالحروب، وتعاني من الصراعات والخلافات، أدخلت دولاً وشعوباً دوائر المجاعة والانهيار والفقر، بينما وقفت المملكة صامدة في وجه التحديات، بل ولم تنس مد يد العون لهذه الدول التي ما زالت تصارع من أجل معالجة أوضاعها وتجاوز أزماتها. وأضافت، كانت قيمة الناتج المحلي غير النفطي في العام 2016م تقدر بـ1.8 ترليون ريال، وبدأنا في المملكة وضع خطط لمضاعفة ذلك بوتيرة سريعة، والنتيجة كانت نمو متسارع في السنوات الثلاثة الماضية، بنسبة 1.3 في المئة في 2017، و2.2 في المئة في 2018، و3.3 في المئة في 2019م وأكثر من 4 في المئة في الربع الرابع من 2019م، وذلك رغم بعض التحديات الاقتصادية، وعلى الرغم من الجائحة وبالمقارنة مع دول مجموعة العشرين، فإننا نعتبر أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين، ونحن أكثر تفاؤلاً بأن وتيرة النمو ستتسارع مع زوال الجائحة وعودة الأمور لطبيعتها بالكامل، لنكون أحد أسرع دول مجموعة العشرين نمواً في الناتج المحلي غير النفطي في السنوات القادمة. إصلاح الملفات وأوضحت د. نوف الغامدي أن ملف البطالة أحد أولويات الدولة، وكذلك زيادة معدلات التوظيف، وقد بدأ العمل وفق رؤية 2030 على إصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات، ووضعت رؤية 2030 الوصول إلى نسبة بطالة 7 في المئة في العام 2030م كإحدى أهدافها، وخلال عام 2018م، بلغت نسبة البطالة 13 في المئة تقريباً، وبسبب رفع كفاءة الأجهزة الحكومية واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبرامج والمبادرات الحكومية الأخرى، رأينا نسبة البطالة تنخفض بشكل متتالٍ إلى 11.8 في المئة في بداية عام 2020م، وسنكون في نهاية عام 2021 من أقل الدول المتأثرة بجائحة كورونا في مجموعة العشرين والتي ارتفعت نسبة البطالة في بعضها إلى 15 في المئة و20 في المئة وأكثر. تغييرات متنوعة ولفتت د. نوف الغامدي إلى التغيير الذي حدث للمرأة السعودية قائلةً: في السابق كانت لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا تستطيع حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا تستطيع ممارسة الكثير من الأعمال، ولا تستطيع إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين، أما اليوم فتعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة، ولقد عملت المملكة على تمكين المرأة السعودية في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعلياً شريكاً للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعاً دون تفرقة، وتضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 في المئة الى 31 في المئة، وفيما يخص حقوق الوافدين، فقد قامت بإجراءات متعددة لإعادة هيكلة العلاقة التعاقدية بما يحفظ حقوقهم ويساهم في رفع درجة النضج في سوق العمل، وعملت المملكة على تصحيح أوضاع ما يقارب نصف مليون وافد على أرض المملكة، لتستقطب العمالة المؤهلة ذات القيمة المضافة. وقد تم إطلاق مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية بما يمنح العامل الوافد مزيداً من حرية التنقل الوظيفي، ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة رفع إنتاجية العامل وزيادة التنافسية في الاقتصاد السعودي. التزام ثابت ونوهت د. نوف الغامدي إلى دعوة الأمير محمد بن سلمان للعالم بالتوقف عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية والوطنية تحت شعار حرية التعبير، صوت العقل الرامي إلى عدم تأجيج مشاعر الكراهية المفضي إلى العنف غير المبرر مهما كانت دوافعه وأسبابه، وأن سموه استطاع بشكل شبه نهائي القضاء على ظاهرة الإرهاب التي ظلت دون معالجة حقيقية منذ وقوع أول عملية إرهابية في العام 1996م، حيث إن الحرب على الإرهاب والتطرف ومكافحة خطاب الكراهية هو التزام ثابت لدى ولي العهد، فقد كانت ظاهرة التطرف بيننا بشكل كبير ومنتشر ووصلنا إلى مرحلة نهدف فيها في أفضل الأحوال إلى التعايش مع هذه الآفة، ولم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الأساس، ولا السيطرة عليها أمر وارد، مبينةً أن المملكة قدمت وعوداً في عام 2017م بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأت المملكة فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر، وخلال سنة واحدة استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 عاما، اليوم لم يعد التطرف مقبولاً في المملكة، ولم يعد يظهر على السطح، بل أصبح منبوذاً ومتخفياً ومنزوياً، ومع ذلك سنستمر في مواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة. عقاب رادع وذكرت د. نوف الغامدي أنه أثبت السعوديون سماحتهم الحقيقية ونبذهم لهذه الأفكار التي كانت دخيلة عليهم من جهات خارجية تسترت بعباءة الدين، ولن يسمحوا أبداً بوجوده بينهم مرة أخرى، كما أن خطاب الكراهية هو الدافع الرئيس لتجنيد المتطرفين وأن ذلك يشمل خطاب الكراهية الذي يستخدم حرية التعبير وحقوق الإنسان كمبرر، هذا النوع من الخطاب يستقطب خطاب كراهية مضاد من المتطرفين، وهو مرفوض بطبيعة الحال، والمملكة في الوقت الذي تدين وتنبذ كل عمل إرهابي أو ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف وتلتزم بمواجهة خطاب التطرف، فإنها ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتؤكد على أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح، كما أن الإسلام يجرم هذه العمليات الإرهابية ويحرم إراقة الدماء ويمنع الغدر بالآمنين وقتلهم بدون وجه حق، مؤكدةً على أن سياسة المملكة واضحة وتحذر كل من تسول له نفسه القيام بعمل إرهابي واستغلال خطابات الكراهية بعقاب رادع ومؤلم وشديد للغاية، مؤملةً أن يتوقف العالم عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية والوطنية تحت شعار حرية التعبير لأن ذلك سيخلق بيئة خصبة للتطرف والإرهاب. نمو ونهوض وقال د. فهد إبراهيم البكر - أستاذ الأدب والنقد المساعد بجامعة حائل -: إن الثقافة اليوم في مملكتنا العزيزة أصبحت ملمحاً مهماً من ملامح النهوض والنمو المتسارع، لقد أخذت تشكل علامة فارقة ونوعية في أركان الرؤية الطموح التي أعلن عنها سمو ولي العهد أميرنا المحبوب، أمير الشباب والرؤى المتجددة والمتدفقة؛ فلقد حظيت الثقافة باهتمامٍ متواصل، ودعم مستمر من قبل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حتى صارت الثقافة في بلدنا تنافس كثيراً من الثقافات في البلاد العربية والعالمية، ودليل ذلك هو استقلالها وتميزها، فلم تعد مقترنة مثلا بالشباب، أو الرياضة، أو التراث فحسب، أو نحو ذلك كما هو معمول به في بعض الدول، بل أصبحت مظلة واحدة تتفيأ ظلالها فروع كثيرة ذات أثر ثقافي، وبعد معرفي، هذا إضافة إلى الأرقام المتصاعدة، والمبادرات المتميزة التي بتنا نلمسها يوماً بعد يوما في وزارة الثقافة، هذه الوزارة التي ما زال طموحها خفّاقاً. توهج وصعود وأوضح د. البكر أن الثقافة اليوم في مملكتنا الواعدة، مملكة الخير، والنماء تخطو خطوات حثيثة نحو التوهج والصعود، بل أصبحت الآن - في أيامنا هذه - تقفز قفزات هائلة ومشهودة؛ والحق أن الأرقام التي نراها في كل يوم أرقامٌ تؤكد كيف تسير الثقافة نحو تحقيق غايات عظيمة، لتلبي نداءات رؤية طموحة؛ رؤية يتبناها ويرعاها حامل لواء النهضة والتطوير سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - الذي ما فتئت لغة الأرقام معه تنمو وتزداد، ويعم نفعها أرجاء البلاد، وليس هذا على مستوى الجانب الثقافي، بل على مستويات كثيرة، ومجالات متنوعة والحمد لله، وتأتي الثقافة اليوم بطابعها الأخّاذ، ولونها المختلف الذي تعدّت فيه حدود الواقع؛ لتبرهن على ما يصبو إليه أهل الثقافة، وما وصلت إليه عموماً في مملكتنا الحبيبة، ولعل في التقارير الأخيرة التي أصدرتها وزارة الثقافة ما يجعلنا أكثر فرحاً، وتفاؤلاً في مستقبل ثقافتنا، قلتُ ذلك ونحن نعيش مناسبة عزيزة على قلوبنا، نستذكر فيها تاريخاً مجيداً، وهو اليوم الذي تسنّم فيه الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، هذا الأمير الذي قاد - وما زال يقود - مملكتنا الغالية إلى كثير من التقدم والنمو والرؤى الوثابة، ولعل الثقافة بألوانها الجديدة هي أحد النماذج والشواهد والأدلة التي تؤكد على ذلك وأنه لرائع أن تصل ثقافتنا إلى هذا الثراء والإثراء. تغيير للأفضل وأكد د. أحمد الأنصاري - المستشار الأمني والخبير الاستراتيجي - على أن هناك ثلاثين عاماً من عمر المجتمع السعودي كان خلالها مصابا بالجمود الفكري، وكانت هناك طبقة من المجتمع فرضت إرادتها عليه ككل وأصبح غير قادر على الانطلاق كباقي المجتمعات الأخرى، ووصفنا وقتها بالمجتمع المتأخر فكرياً، لذلك أصبح المجتمع بمختلف أطيافه متعطش لقائد يعيده للطريق الصحيح مثل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جاء مواكباً لتطلعاتنا، لذلك نجد المجتمع السعودي انطلق بقوة ودعم كل التغييرات التي قادها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والذي يقف خلف كل تغيير تشهده المملكة من أجل التغيير للأفضل، ولو أردنا أن نسمع صوت نتائج التغييرات الحاصلة في مملكتنا علينا أن نسمعها من صوت العالم خارجياً، والتي أشاد بها، ولعل أهم التغييرات من وجهة نظري هو تحرير المرأة وإعادة الدور الطبيعي لها وتحريك نصف المجتمع الذي كان معطلاً لفترة طويلة، لذلك حدث التنافس بين الشباب والذي يشكل 60 % من نسيج المجتمع السعودي، والحكومة - حفظها الله - قدمت الحافز لهم لجميع مناطق المملكة بدون تحيز منطقة عن أخرى. أبواب مفتوحة وذكر د. الأنصاري أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وضعت رؤية 2030 لتحقيق أهداف في مملكتنا الغالية، وفوجئنا بتحقيق الأهداف قبل الوقت المحدد لها، وهذا رد فعل إيجابي من الشعب للقيادة الجميلة التي قامت بدورها كاملاً في جائحة كورونا للمواطنين والمقيمين على أرضها مقارنة بدول متقدمة حدثت لديهم انتكاسات إنسانية، فالجائحة أظهرت للعالم قوة المملكة والامكانات التي لديها، وكل قطاع بالتتابع استطاع تجاوز الأزمة وأظهر مهاراته وتفوق على نفسه، مثل قطاع الاتصالات الذي أثبت تميزه عندما أقامت المملكة قمة دول العشرين كبادرة أولى على مستوى العالم عن بعد واستفادت الكثير من دول العالم بهذه التجربة، مبيناً سر التغيير أن سر التغيير يكمن داخل الشعب السعودي والذي وصفه ولي العهد بصلابة جبل طويق، والمملكة ركائزها الأساسية تكمن في الشريعة الإسلامية الأسرة المالكة والمجتمع السعودي والترابط الحاصل بينهما، وسر هذا الترابط نسمعه دائماً في الخطابات الموجه للشعب عندما يبدأ خادم الحرمين الشريفين حديثه بعبارة أبنائي وإخواني، وأن الأبواب مفتوحة دائماً للشعب منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان "حفظه الله". الأمير محمد بن سلمان عمل على التحديث لصالح الوطن ولي العهد عزّز التنمية الاقتصادية وسعى نحو شراكات دولية المرأة السعودية وجدت الفرصة لتحقيق أحلامها وطموحاتها

مشاركة :