قتل 17 سورياً بينهم امرأة وخمسة أطفال غرقاً امس، اثر انقلاب قاربهم في المياه التركية اثناء محاولتهم الوصول الى اليونان. وأفادت وكالة انباء «دوغان» التركية بأن حرس الحدود الأتراك انتشلوا الجثث من المركب الخشبي الذي غادر بودروم التركية باتجاه جزيرة ليروس اليونانية. ولم يتمكن المهاجرون من الخروج من قاع المركب حيث حاصرتهم المياه. وتمكن 20 مهاجراً آخرون كانوا على سطح المركب من السباحة الى الشاطئ مرتدين سترات نجاة، كما افادت الوكالة. ونقل الناجون الى مشرحة بودروم للتعرف الى جثث اقاربهم. وتشهد تركيا ارتفاعاً لعدد اللاجئين الذين يستقلون زوارق متهالكة للوصول بحراً الى الاتحاد الأوروبي، من اجل حياة افضل. وتفر غالبيتهم من الحرب والبؤس في سورية وأفغانستان وباكستان وأفريقيا. في غضون ذلك، اعلنت البحرية الإيطالية إن سفينتها «سيغالا فيلغوسي» اعترضت قاربين للمهاجرين في البحر المتوسط وأنقذت 245 مهاجراً امس. ونشرت البحرية لقطات فيديو وصوراً لعملية الإنقاذ الأولى التي يمكن فيها رؤية قاربين تابعين لها يعترضان قارباً للمهاجرين وينقلون ركابه الى السفينة «سيغالا فيلغوسي». وأشارت البحرية الإيطالية الى إنقاذ 112 مهاجراً من القارب المطاطي المكتظ بالركاب من بينهم 51 امرأة وخمسة رضع. وأضافت البحرية في تغريدة على موقعها في «تويتر» ان سفينتها اعترضت بعد ذلك قارباً آخر للمهاجرين وأنقذت 133 مهاجراً. على صعيد آخر، قال وزير المال النمسوي هانز يورغ شيلينغ في تصريحات نشرت امس، إن ارتفاع تكلفة رعاية المهاجرين قد يفسد خطط الموازنة لبعض الحكومات الأوروبية وإن على بروكسيل أن تدرس استثناء مثل ذلك الإنفاق من قواعد العجز في الاتحاد الأوروبي. وقال شيلينغ في مقابلة مع صحيفة «فيلت آم زونتاغ» الألمانية ان «التكاليف القصيرة المدى مرتفعة لكن يمكن التنبؤ بها. والسؤال الأهم يتعلق بالتأثيرات البعيدة المدى». وأضاف أن لاجئين كثيرين سيبقون في أوروبا ما يعني أن على الحكومات بناء مزيد من المنازل والمدارس. وقال الوزير: «أشك في أن الموازنات الجاري إعدادها حالياً ستكون كافية». ويرى بعض الاقتصاديين إن زيادة عدد اللاجئين سيقوّي الطلب المحلي ما سيرفع حصيلة الضرائب. لكن شيلينغ قال: «ينبغي أن نأخذ في الحسبان أن دفعة النمو هذه ممولة بمزيد من الإنفاق ومزيد من الديون». ورأى الوزير إن على المفوضية الأوروبية أن تنظر في استبعاد مثل هذا الإنفاق من النفقات العادية بموجب قواعد العجز. وقال: «ينبغي إجراء نقاش لمعرفة ما إذا كانت التكاليف المرتفعة لدول مثل ألمانيا أو النمسا وغيرهما بسبب الإجراءات الإنسانية، ستعتبر بنوداً استثنائية غير متكررة». ويقول وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله إنه مازال يطمح في موازنة متعادلة هذا العام والعام المقبل. ويشكك بعض المشرعين في إمكان ذلك، نظراً الى ارتفاع التكاليف نتيجة أزمة اللاجئين. الى ذلك، قال أنطونيو غوتيريس، رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن العالم انتظر وقتاً أطول من اللازم كي يرد على أزمة اللاجئين التي نجمت عن الحروب في سورية ومناطق أخرى، على رغم أن الدول الغنية فهمت الآن على ما يبدو حجم المشكلة. وقال غوتيريس في مقابلة مع «رويترز» على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة: «للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء». وأضاف: «لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة إلى أوروبا. ولو كان لدينا في الماضي دعم ضخم أكبر لتلك الدول في العالم النامي التي تستقبلهم وتحميهم لما حدث هذا». وأثار الوصول المفاجىء لعشرات الآلاف من اللاجئين من سورية والعراق وأفغانستان ومناطق أخرى إلى أوروبا بعد أن تخلى كثيرون منهم عن مخيمات اللاجئين في تركيا أو الأردن أو لبنان، خلافاً حاداً بين دول الاتحاد الأوروبي في شأن كيفية استيعابهم. وفي حين أظهرت حكومات مثل ألمانيا ترحيباً أكبر، قاومت دول أوروبا الشرقية خططاً لتخصيص حصص لتوزيع اللاجئين. وقال غوتيريس إن»اللاجئين يعيشون على نحو أسوأ وأسوأ. فلا يسمح لهم بالعمل والغالبية الساحقة منهم تعيش تحت خط الفقر. من الصعب في شكل أكبر أن يكون لديهم أمل بالمستقبل». وزاد: «من دون سلام في سورية ومن دون دعم كبير للدول المجاورة، نغامر بحدوث نزوح ضخم» للاجئين من تركيا والأردن ولبنان. وشـــكك أيضـــاً في بعض التقديرات بما في ذلك تقديرات هنغاريا بأن معظم من وصلوا إلى أعتاب أوروبا من البلقان، مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين يستحقون الحماية. وقال إن معظمهم لاجئون حقيقيون.
مشاركة :