تحل غدا الأحد ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني، الذي ولد في التاسع من مايو العام 1945، بينما رحل في أكتوبر من العام 2015. الغيطاني أصدر عدد من الأعمال الروائية المهمة مثل: الزويل، رسالة في الصبابة والوجد، رسالة البصائر في المصائر، حكايات المؤسسة، أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزيني بركات. لم تكن بداية الغيطاني، الذى عمل مُفتشًا على مصانع السجاد في القرى، تُنبئ بمستقبله الباهر، وجاء اعتقاله في أكتوبر ١٩٦٦ بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسى سرى ليُغيّر مسار حياته، فأمضى في أعقابه ستة أشهر في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي، ثم أطلق سراحه في مارس ١٩٦٧ ليعمل سكرتيرًا لـ«الجمعية التعاونية المصرية لصناع وفنانى خان الخليلي» ما أتاح له معايشة العمال والحرفيين، وكل هذا كان يُثرى تجاربه، ليُفرزها فيما بعد أدبًا. تنوعت أدوار الغيطانى طيلة حياته بين الروائى والصحفى والمراسل من خط المواجهة، وجاء مشروعه الروائى فريدًا، استلهم فيه التراث المصري، ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يُعّد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، وجاء تأثره بصديقه وأستاذه العالمى نجيب محفوظ ليلعب دورًا أساسيًا مع اطلاعه الموسوعى على الأدب القديم، فساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربى القديم بنظرة معاصرة جادة. كشف الغيطانى عن وجهه المُقاتل عقب صدور كتابه الأول، عندما عرض عليه المُفكر محمود أمين العالم، والذى كان يرأس «أخبار اليوم» أن يعمل معه، فانتقل للعمل بالصحافة، وبدأ يتردد على جبهة القتال بعد احتلال سيناء، فتفرغ للعمل كمحرر عسكرى بجريدة الأخبار حتى عام ١٩٧٦، فشهد حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر ثم زار لبنان، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران، وعاد ليترأس قسم التحقيقات، ثُم ترأس القسم الأدبى بـ«أخبار اليوم»، ثم ترأس تحرير سلسلة «كتاب اليوم»، ثم «أخبار الأدب» مع صدورها عام ١٩٩٣.
مشاركة :