أحد أهم العوامل في بناء مركز للذكاء الاصطناعي بنجاح هو تجنيد وجذب المواهب أو بناؤها. ليس سراً أنه يصعب توظيف مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات (الإحصائيين) الرائدين حتى في وادي السيليكون«Silicon Valley» . تتطلب معظم المؤسسات عددًا قليلاً من الأشخاص الذين تكون لديهم القدرة على تطوير وتنفيذ خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لنقل دكتوراه في الذكاء الاصطناعي أو علوم الكمبيوتر. ولكن يمكن تنفيذ العديد من المهام التي تركز على الأعمال للمركز من قبل محللين بمستوى ماجستير إدارة الأعمال جعلوا أنفسهم ملمين بقدرات الذكاء الاصطناعي ويمكنهم استخدام أدوات تعلم الآلة المؤتمتة. من الممكن أيضًا البدء بشكل أسرع مع مواهب الذكاء الاصطناعي من خلال تعيين مستشارين أو بائعين للعمل في مشاريع مبتكرة. سوف يكون من الضروري دمجهم مع الموظفين الداخليين في فرق. قد ترغب أيضًا الشركات الآن في البدء في بناء مواهب الذكاء الاصطناعي. لا يوجد سبب لعدم إمكانية تدريب الموظفين ذوي التوجهات الكمية على الذكاء الاصطناعي. عملت بعض الشركات، بما في ذلك (Cisco Systems) مع الجامعات لتطوير برامج تدريب في علوم البيانات للموظفين الداخليين ما أدى إلى إنشاء مئات المتخصصين المعتمدين. يمكن اتباع نفس النهج من أجل الذكاء الاصطناعي. أيضًا، تقدم شركات مثل « Reply» و«DataRobot» وجامعات مثل معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) دورات تعليمية تنفيذية قصيرة لضمان زيادة «سريعة» في المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والمصممة خصيصًا لكل شركة. الهياكل والعمليات التنظيمية على الرغم من عدم وجود هيكل تنظيمي معين يتم اعتباره الأفضل لمركز للذكاء الاصطناعي، أعتقد أنه في معظم الحالات ستستفيد المؤسسات بشكل جيد من هيكل مركزي مع موظفين منتشرين أو مدمجين، يقومون بتقديم تقاريرهم إلى وظائف الأعمال على مستوى المؤسسة. ونظرًا إلى أن مواهب الذكاء الاصطناعي نادرة، فإنه من الصعب تطوير كتلة حرجة إذا كانت منتشرة في جميع أنحاء المنظمة. وكانت تجربة الناس مع وظائف التحليلات هي أن المركزية تسهم في زيادة الرضا الوظيفي والاحتفاظ بالوظائف لهذا النوع من الدور. لتجنب البيروقراطية المفرطة، يجب على مجموعة مركزية أن تقوم بتضمين أو تعيين موظفيها -على الأقل بعض منهم- في وحدات الأعمال أو الوظائف إذ يُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي شائعًا فيها. وبهذه الطريقة يمكن لموظفي المركز أن يصبحوا مطلعين على قضايا ومشكلات الأعمال للوحدة، وتطوير العلاقات مع المديرين التنفيذيين الرئيسيين. يمكن لبرامج التناوب عبر وحدات الأعمال تحسين نمو المعرفة ونقلها. عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي في الانتشار، قد يقوم هؤلاء الموظفون المدمجون بنقل خط الإبلاغ التنظيمي الأساسي الخاص بهم إلى وحدات الأعمال أو الوظائف. هناك مجموعة متنوعة من المجالات المحتملة التي يمكن لمركز الذكاء الاصطناعي أن يقدم تقريرًا بشأنها، لكنني أرى أن أفضلها هو مجموعة استراتيجية مركزية مسؤولة أيضًا عن المهام الرقمية. قامت «ProSiebenSat.1» (أكبر شركة إعلامية خاصة في ألمانيا) بوضع فريق تحليلات البيانات بين الأعمال الرقمية وتكنولوجيا المعلومات من أجل السماح بتركيز أقوى على تطوير نماذج أعمال جديدة لاقتصاد المنصة. يقدم فريق الذكاء الاصطناعي والتحليلات في شركة Versicherungskammer»» (أكبر شركة تأمين عامة في ألمانيا) تقاريره إلى كبير موظفي المعلومات. وكما هو الحال مع العديد من التقنيات اليوم، فإنه من الأفضل إجراء مشاريع الذكاء الاصطناعي بطريقة «رشيقة»، مع العديد من الإنجازات القصيرة الأجل والاجتماعات المتكررة مع أصحاب المصلحة. وإذا كانت هناك حاجة إلى تطوير أو تكامل ودمج كبير للنظام، فقد يتم استخدام مناهج إدارة المشاريع الأكثر تقليدية. أخيرًا، نظرًا إلى بعض المشكلات الأخلاقية التي يمكن أن تنشأ عن الذكاء الاصطناعي، من المهم عدم تجاهل هذه المجموعة من المشكلات داخل مركز الذكاء الاصطناعي. قد ترغب الشركات في إنشاء مناصب متعلقة بالأخلاقيات أو مجالس مراجعة كجزء من جهود الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال قامت شركة مايكروسوفت بإنشاء دور «اختصاصي أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» لتوجيه الشركات بشأن قضايا مثل التحيز الخوارزمي وتأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستهلكين.
مشاركة :