نجحت شركة الإنشاءات رقم 16 التابعة للشركة الصينية الوطنية للهندسة الكيميائية ذات المسؤولية المحدودة في الفوز بمناقصة عقدت في أواخر شهر أبريل الماضي بشأن مشروع تجديد أحد المباني الحضارية بالعاصمة المصرية القاهرة، بفضل الجهود المشتركة للمهندس المصري صاحب ال27 ربيعا محمد خالد فتح الله، وزملائه في العمل. "حظينا أخيرا بهذا المشروع، وحصدنا نتيجة إصرارنا وعزمنا خلال فترة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)"، هكذا قال خالد ذو القامة الطويلة والبشرة السمراء بابتسامة، معربا عن سعادته البالغة. ولم يتوان مهندس الأعمال الشاب عن بذل أقصى جهده في دراسة المشروع في ظل الظروف الراهنة لوباء كورونا، حيث أجرى العام الماضي العديد من الدراسات التفصيلية للمقارنة بين متطلبات المشتريات في السوق المحلية، وتقدير مدة العمل بالمشروع وتكلفته، وصياغة مخطط تفصيلي ذي طابع خاص، مما شكل الركائز الأساسية للفوز بالمناقصة. ولم تكن فترة الوباء هي أولى التحديات التي واجهت خالد في عمله، ففي عام 2018، كان فرع الشركة في مصر ينفذ مشروع محطة توليد للطاقة الكهروضوئية بقدرة 186 ميجاوات بمحافظة أسوان جنوب مصر مسقط رأس خالد، الذي انضم رسميا إلى الشركة ليكون مسؤولا عن إدارة الموارد البشرية للمشروع. وفي النصف الأول من عام 2019، حقق المشروع القدرة الكاملة لتوليد الطاقة المتصلة بالشبكة، ومن ثم دخل في مرحلة التشغيل والصيانة. ولكن مع بداية أزمة كورونا في الصين في أوائل عام 2020 وتزامنا مع عودة العديد من الصينيين العاملين بالشركة إلى بلادهم في فترة أجازة عيد الربيع الصيني، بدأت العديد من التحديات التي تؤثر على إنتاج وتشغيل الشركة في هذا الوقت، حيث احتاج مشروع أسوان إلى تنسيق عاجل وحسن إدارة بين العاملين. وبالرغم مما شكلته الأشهر الأولى من تفشي الوباء من أوقات عصيبة، انكب الشاب المصري على العمل بكل طاقته دون تردد، وظل متمسكًا بتواجده بموقع المشروع يتعاون مع العملاء لإتمام مهام التشغيل والصيانة حتى بداية عودة الموظفين والعمال الصينيين في أواخر أغسطس 2020 لمواصلة مهامهم. ويقول خالد "عملي في الشركة الصينية يصقل قدراتي العملية، ودائما ما أشعر بالتشجيع والتقدير من زملائي الصينيين". وبدعم من الشركة استغل خالد وقت فراغه في العامين الماضيين للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال في إحدى الجامعات المحلية في مصر لتحسين مهاراته الإدارية وإفادة الشركة بشكل أفضل. وقال مدير الشركة بمصر سونغ جون، إن الشركة تولي اهتماما كبيرا لتبادل الخبرات بين المهندسين الصينيين والمصريين، وفي الوقت ذاته تحترم نسبة القوى العاملة المحلية في مصر، ويتم اتخاذ التدابير اللازمة مثل الجدول الزمني العكسي/الرجعي، وآليات تحقيق المرونة في العمل، فيما يتوافق مع أوقات العمل والراحة، وزيادة مناوبة الموظفين الصينيين في رمضان وتحقيق مدة البناء الفعالة وتعزيز تشغيل وإدارة المشروع. وقد واصل خالد استخدام مهاراته في الوصول لمنصبه الجديد في التسويق بعد عمله في الموارد البشرية، واستطاع بذكائه أن يكتسب الخصائص والمعايير الخاصة بالشركات الصينية بل ومواكبتها لتحقيق حلمه في إيجاد نطاق أوسع ليطلق عنانه في التطوير. "أنا أيضا لدي الحلم الصيني" هكذا أكد خالد، الذي كان دائما مهتما بالشأن الصيني وبالثقافة الصينية، قائلا إنه يأمل بالاستمرار ومواصلة عمله في مقر الشركة بالصين يوما ما والاستفادة من تاريخ الصين وثقافتها في الوقت نفسه. ويعمل إلى جانب خالد نخبة من الشباب المصريين كالمترجم شهاب والسائق مصطفى وغيرهم الذين عملوا بكل جد ونشاط، مما أكسبهم ثقة وتشجيع الشركة الصينية لإصرارهم وتحملهم للمسؤولية على المدى الطويل.
مشاركة :