د. عبدالمجيد الجلاَّل: إنجازات وإخفاقات جو بايدن!

  • 5/9/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تُحسب للرئيس الأمريكي جو بايدن في المئة يومٍ الأولى من فترته الرئاسية ، الكثير من الإنجازات ، ذات الصلة بمعالجة الأزمات والانقسامات داخل المجتمع الأمريكي ، الناتجة عن سياسات سلفه المتهورة والعنصرية ، خاصة في تسامحه مع العنصريين البيض، لدرجة أن مبادرات بايدن بهذا الشأن ، لإنهاء وحشية الشرطة ، واستئصال العنصرية المُمنهجة ، لاقت استحساناً لدى غالبية الأمريكيين. كذلك ، عالج الرئيس بايدن تقاعس الرئيس السابق ترامب في مواجهة فيروس كورونا ، إذ نجح في توفير الملايين من الجرعات لتطعيم الأمريكيين، ضد الفيروس ، فانخفضت أعداد الإصابات والوفيات ، وتمَّ إعداد خطة تحفيزية لمواجهة تداعيات هذا الفيروس بنحو 1.9 تريليون دولار . أكثر من ذلك ، ركز الرئيس بايدن على معالجة التحديات المحلية، وتوسيع دور الحكومة الفدرالية في تحفيز الاقتصاد، وتوفير الخدمات الأساسية، والدعم المالي للمواطنين، والالتزام بالتصدي للعنصرية، وتحديث البنية التحتية، وزيادة تنافسية الدولة ، ومكافحة تغير المناخ ، وإطلاق مجموعة من المبادرات الاجتماعية ، لدعم الأسرة ، والطفل، والتعليم ، والرعاية المنزلية . وبلغ الحجم الإجمالي لكل هذه المبادرات، نحو 6 تريليونات دولار ، ما جعلها أكبر خطة توسعية فيدرالية منذ عقود ، وهناك توجه جاد ، لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء لتغطية جزء مما ستكلفه هذه المبادرات . وفي الشأن الخارجي ، والسياسات الخارجية ، أعاد الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية ، واتفاقية باريس للمناخ ، وتعمل إدارته حالياً ، على إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، الذي انسحب منه ترامب من جانب واحد، والأهم إعادة الثقة بحلفائه في أوروبا وحلف الناتو ، بجامع الأمن الجماعي والازدهار المشترك ، وجعل حقوق الإنسان مسألة حيوية في السياسات الأمريكية العامة، وأنشاء فرقاً للأمن القومي والسياسة الخارجية تهتم أساساً بتعزيز المصالح الأمريكية في العالم ، وعبر الأطلسي. لكن ، إجمالاً ، يؤخذ على الرئيس ترامب تركيزه على الشأن المحلي ، والعلاقة مع أوروبا ، خاصة ألمانيا ، وحلف الناتو ، والصدام مع روسيا والصين ، فأهمل حلفائه في منطقة الخليج ، بل مارس الكثير من الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية على مصالحهم في المنطقة ، بما لن يساعد في نهاية الأمر ، على استقرار المنطقة في البعدين القصير والمتوسط ! لقد أهمل هواجسهم الأمنية والقومية ، في مشروع الاتفاق النووي مع إيران ، بشأن الصواريخ الباليستية ، والتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون العربية ، فلم يتم تضمين مشروع الاتفاق هذه الهواجس ، ما يعني خضوع الإدارة الأمريكية للشروط الإيرانية ، والتفريط من ثمَّ بالمصالح الخليجية . لذا ، فالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج ، التي امتدت لعقودٍ من الزمن ، يتم اليوم ، بفعل قراءة أمريكية خاطئة ، التشويش عليها ، بل وحتى تجاهلها من قبل إدارة جو بايدن ، بما يُعد خروجاً معيباً عن كل متطلبات هذه الشراكة ، وأهدافها في خدمة المصالح الأمريكية والخليجية على حدٍ سواء. قال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان إنَّ رغبة الرئيس بايدن في إعادة إحياء الاتفاق النووي تتعلق بمصلحة أمريكية رئيسة ، بالمحافظة على عدم انتشار الأسلحة النووية ، والتأكد من عدم وجودها في منطقة الشرق الأوسط ! إذن ، فالشراكة مع دول الخليج ، وتعزيزها ، والدفاع عن مصالحهم ، وأمنهم ، غائبة ، بل مُشوهة في فكر إدارة بايدن ، فاعتبروا يا دول الخليج ، ولا تعتمدوا على حماية أمريكية زائفة لمصالحكم واحتياجاتكم ، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله ” ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ وإذا قصدْتَ لحاجَة فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ . المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=412571

مشاركة :