قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم الأحد، إن جميع أعمدة دولة الاحتلال تعمل ضمن منظومة واحدة لتطبيق سياسة الاحتلال في تهويد مدينة القدس المحتلة، وإلغاء الشخصية العربية الإسلامية المسيحية للمدينة وإسقاط الصفة اليهودية الخالصة عليها، مؤكدا أن دولة الاحتلال تقوم بمحاولة تشويه المدينة ومعالمها وتاريخها وشخصيتها، وأهميتها وأبعادها الدينية الإسلامية والمسيحية. وشدد المالكي على أن المطلوب هو مطالبة الدول والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها والتلويح بإجراءات قد تتخذ بحقها في حال تجاهلها لهذه الدعوات الدولية. وطالب وزير الخارجية، في رسالة للسفراء الفلسطنيين، بضرورة التحرك الفوري المشترك مع سفراء المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة تجاه وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام والبرلمانات في الدول المضيفة، لشرح وتوضيح تطورات الأوضاع في القدس المحتلة، وما تتعرض له من عدوان إسرائيلي متواصل تشارك به شرطة الاحتلال وقواته ومليشيات المستوطنين المسلحة عامة، وما يتعرض له أهلنا في حي الشيخ جراح من اعتداءات وتهجير قسري. ويأتي هذا التحرك في إطار تنسيق الجهود المشتركة لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على دولة الاحتلال لوقف عدوانها فوراً، ووقف انتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولقانون حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين القاطنين في القدس المحتلة. وأوضح الوزير المالكي في التعميم على السفراء أن إسرائيل تستغل قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب حول الاعتراف بالقدس موحدة وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل من أجل ترسيخ هذا الإلتزام وجعل التراجع عنه شبه مستحيل. وبيّن المالكي أن الأهداف الإسرائيلية محددة وأولها المسجد الأقصى ومحيط المسجد الأقصى، بهدف ترسيخ تقسيمه زمانيا وتأكيد تقسيمه مكانيا. لكن الاستهداف يطال أيضا بقية الأماكن المقدسة الإسلامية وكذلك المسيحية بما فيها كنيسة الجثمانية ومؤخرا كنيسة القيامة وتحديدا ما حدث خلال الاحتفالات بسبت النور وعيد الفصح للطوائف المسيحية الشرقية. وطالب المالك بتوفير كل أشكال الحماية للمواطنين الفلسطينيين القاطنين مدينة القدس الشرقية وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، مع ضرورة البدء في التلويح بإمكانية إعادة النظر بعلاقات تلك الدول مع دولة الاحتلال بناء على استمرارها وتجاهلها دعوات ونداءات دول العالم لها بالكف عن ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والالتزام بالقوانين الدولية بصفتها دولة احتلال. وعبّر وزير خارجية فلسطين عن شكره لنظيره الأردني أيمن الصفدي والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على هذه المبادرة، وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها نصرة للقدس ومقدساتها ومواطنيها، خاصة في حي الشيخ جراح.
مشاركة :