حذر الباحث في معهد المشروع الأمريكي وانغ شيو من قبول إدارة بايدن بدفع الأموال إلى النظام الإيراني مقابل الإفراج عن معتقلين أمريكيين آخرين في سجون طهران.وأكد في حوار نشرته مجلة (نيوزويك) قلقه مما أوردته وكالة إيران الرسمية عن موافقة الإدارة على الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة وكذلك عن أربعة سجناء إيرانيين في مقابل أربعة معتقلين أمريكيين متهمين زورا بالتجسس ضد إيران. واتهم شيو وهو معتقل سابق في السجون الإيرانية، نظام الملالي بالخداع والتضليل والابتزاز، والضلوع في عمليات إرهاب وقمع دولية، وأكد أن التجارب السابقة تؤكد أنه لا يمكن الوثوق بوعودهم، وتصديق كلامهم.دفع الفديةورغم أن إدارة بايدن أنكرت أنها ستدفع فدية لإيران مقابل الإفراج عن معتقلين، إلا أن تقارير أخرى أشارت إلى أن القوى الأمنية الإيرانية نقلت سجناء أمريكيين من الجناح العام في سجن إيفين قبل عملية تبادل وشيكة.وتمنى شيو عودة جميع السجناء إلى ديارهم قريبا، واستدرك قائلا: لكن إذا قبلت الإدارة بتحويل أصول في مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، وبصرف النظر عن طريقة تدوير الإدارة لخبر كهذا، فسينظر النظام الإيراني إلى الخطوة على أنها فدية وسيحتجز المزيد من الرهائن الأمريكيين تمهيدا لجولات جديدة من الابتزاز.نتيجة التنازلويعود الكاتب إلى وقائع ابتزازية إيرانية شهيرة، فيقول «في يناير 2016، أعطت إدارة أوباما الإذن للإفراج عن 1.7 مليار دولار من الأصول المجمدة لإنجاح صفقة تبادل سجناء مع إيران أعادت أربعة أمريكيين إلى ديارهم، وعلى الرغم من أن إدارة أوباما نفت أن تكون الأموال كناية عن فدية، تفاخر متشددون إيرانيون في حديث إلى الإعلام المحلي بأنهم أجبروا الولايات المتحدة على دفع الأموال لإطلاق سراح سجناء أمريكيين. ودعا هؤلاء أيضا إلى اعتقالات إضافية للمواطنين الأمريكيين كي يعيدوا تكرار نجاحهم.وأدار فريق أوباما عملية تبادل السجناء بطريقة سيئة، حيث كانت لتنازلاته المفرطة تداعيات متوقعة، ترك الاتفاق سجينين أمريكيين بينما اعتقل النظام الإيراني المتجريء لا المزيد من الأمريكيين وحسب، بل أيضا غربيين آخرين للاستفادة من الإفراج عن أصوله وسجنائه، وكرر فريق أوباما تقديم الحوافز لاختطاف الرهائن وهي حوافز شجعتها خطط الرئيس ريجان حول التسليح مقابل الإفراج عن الرهائن، منذ ثلاثة عقود.اعترافات الملاليويكشف شيو كيف كان هو شخصيا أحد الرهائن الذين اختطفتهم إيران بعد عملية تبادل السجناء سنة 2016، حيث تعرض للتوقيف في أغسطس 2016، حين كان يجري أبحاثا جامعية، قال له مستجوبه بشكل واضح «إنه تعرض للاعتقال بهدف تحقيق اتفاق مع الأمريكيين للإفراج عن سجناء وأصول مجمدة، ولم تعترف إدارة أوباما قط، حتى سرا، بأن شيو اعتقل كرهينة كي يصبح بيدقا سياسيا في لعبة مقايضة».ونتيجة للضغط المستمر الذي فرضته إدارة ترمب، تم الإفراج عن شيو مقابل الإفراج عن سجين إيراني واحد في ديسمبر 2019، بعدما قضى الكاتب 40 شهرا في السجون الإيرانية، ولم تعطِ الإدارة السابقة أي أموال للنظام.ويؤكد شيو أن الإفراج عن نزار زكا والمتقاعد من البحرية مايكل وايت يظهر بوضوح أنه كان ممكنا بالكامل تحرير السجناء الأمريكيين في إيران عبر الضغط البحت والتسوية التكتيكية، أي عبر تبادل سجناء من دون أي رفع للعقوبات أو تقديم حافز مالي.خمس الموازنةويوضح شيو كيف أصبح اختطاف الرهائن (نموذج أعمال) بالنسبة إلى إيران بعد الإفراج عن 1.7 مليار دولار في 2016، ويقول «يمكن للمرء أن يتخيل ماذا يعني حصول إيران على 7 مليارات دولار من بايدن. لوضع الأمور في نصابها، بلغت الموازنة العامة الكاملة للبلاد عن سنة 2021-2022 المالية 35.57 مليار دولار».سيمثل الرقم المشار إليه خمس موازنة الحكومة الإيرانية لهذه السنة المالية، وحتى لو تم الإفراج عن هذه الأموال لغايات إنسانية، لا يمكن نسيان أن الأموال قابلة للاستبدال، وستسمح هذه المكاسب الهائلة للنظام الذي يعاني من ضائقة مالية شديدة توسيع هيمنته الإقليمية وتأثيراته الخبيثة الأخرى وتحويل موارد لبرنامجيه النووي والصاروخي ونشاطاته المزعزعة للاستقرار.لا شروط مسبقةويشدد شيو على أن الإفراج عن الأموال لإنجاح عملية التبادل سيغذي نهم النظام للحصول على فدية سهلة، وسيعرض الأمر آلافا من الأمريكيين الذين يعيشون في إيران إلى خطر الاختطاف مما سيؤدي إلى تأبيد هذه الحلقة الخبيثة من دبلوماسية الرهائن.ويؤكد في نهاية كلامه على أنه يجب على بايدن تأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين من موقع قوة، يجب على الإدارة إدراك أن النظام هو الواقف على شفير الأزمة، وينبغي عليها أيضا إفهام النظام أن الإفراج عن جميع الرهائن الأمريكيين من دون مكسب مالي هو الشرط المسبق للعودة إلى الاتفاق النووي.رهائن أمريكا في إيران: 52 رهينة أمريكي قضوا 444 يوما في طهران عام 1979 6 رهائن تم تبادلهم في العام الماضي 2020 4 معتقلين يجري الحديث عن صفقة تبادل بشأنهم الآن