أعلن عملاقا البث الرقمي "نتفليكس" و"أمازون" مقاطعتهما لرابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود المانحة لجوائز جولدن جلوب، عقب اتخاذها عدد من القرارات الإصلاحية بزعم التنوع والنزاهة والشفافية لكن الشركتين وصفتا القرارات بالسطحية وغير المجدية. ومن بين القرارات، استحداث منصب "المسئول عن التنوع" والتشديد على ضم صحفيين سود وتوسيع نطاق المتقدمين للانضمام لعضوية الرابطة، حيث تم إضافة 20 عضوا جديدا على الأقل هذا العام إلى أعضائها الحاليين البالغ عددهم 87 عضوا وتوسيع كشوف العاملين بها بما يصل إلى 50% خلال الثمانية عشر شهرا القادمة. وردًا على هذه الإجراءات الهامشية، أصدر الرئيس التنفيذى لنتفليكس تيد ساراندوس بيانا قال فيه: "مثل الكثيرين في صناعتنا، كنا ننتظر إعلان اليوم على أمل أن تعترف باتساع المشكلات التى تواجه الرابطة وأن تقدم خريطة طريق واضحة للتغيير". لكن الجدول الزمنى لخطة الرابطة والمتمثل في زيادة المنظمة بنسبة 50% على مدى الـ 18 شهرًا القادمة، كان غير مقبول، لذلك نحن نوقف أى أنشطة مع الرابطة حتى يتم إجراء تغييرات أكثر أهمية". اقترحت رسالة ساراندوس أيضًا أن الرابطة بحاجة إلى توفير المزيد من التفاصيل ليس فقط عن خططها لأوجه القصور في تنوع عضويتها، ولكن أيضًا قواعدها ولوائحها المتعلقة بالحملات، حيث كانت المؤتمرات الصحفية التى تتضمن المواهب السوداء غالبًا ما تكون قليلة الحضور. من جانبها، قالت جينيفر سالك، رئيسة استديوهات أمازون، في بيان مساء الجمعة: "لم نعمل مع رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود منذ طرح قضايا الفساد والعنصرية لأول مرة، ومثل بقية شركاء الصناعة، ننتظر قرارًا صادقًا وهامًا قبل المضى قدمًا". وتأتى المقاطعة بعد أن أثار التحقيق الذى نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" جدلًا واسعًا، والذى أشار إلى عدم وجود أى صحفى أسود بين أعضاء لجنتها العليا المكونة من 87 شخصًا والمعنيين باختيار الأعمال السينمائية والتلفزيونية المرشحة وكذلك إعلان الجوائز كل عام. وذهب التحقيق إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث كشف عن وقائع فساد كبرى بين أعضاء الرابطة المخضرمين، بما في ذلك تلقى الرشاوى والهدايا باهظة الثمن والإقامة في فنادق خمس نجوم والسفر إلى دول أوروبية على نفقة كبرى استديوهات هوليوود للتأثير في قراراتهم أثناء التصويت سواء للأعمال المرشحة أو الفائزة، في حين لا يتم دعوة أي صحفى آخر حال كتابته أى مقال سلبى أو طرح وجهة نظر مغايرة. وأشار التحقيق إلى أن أحد الأعضاء داخل الرابطة، والذى رفض الكشف عن هويته مثل الكثيرين خوفًا من انتقام الآخرين في المجموعة، قال: "نحن منظمة عفا عليها الزمن. ما زلت أعتقد أن رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود بحاجة إلى ضغط خارجى للتغيير". وتجلى هذا التوجه المتشدد من جانب الرابطة في ترشيحات جوائزها هذا العام، من خلال النظر إلى الغياب الملحوظ لأى أفلام تتمحور حول السود، مثل: "Da 5 Bloods" و"Judas and the Black Messiah" و"Ma Raineys Black Bottom" و"One Night in Miami" وThe" United States vs. Billie Holiday".
مشاركة :