يأتي شهر رمضان المبارك كل عام بفرص مثالية وغنائم لنيل الأجر والثواب، من الناحية الروحانية وتكثيف العبادات، والالتزام بصلاة التراويح في المساجد، إلى جانب قيام الليل وصلاة القيام بشكل جماعي، إلا أن الوضع اختلف تماماً منذ بداية كورونا العام الماضي، وذلك تماشيا مع الإجراءات الاحترازية للدولة في الحد من انتشار فيروس كورونا، حيث لا وجود للتجمعات في الإفطار، ولا إقامة لصلاة التراويح في بعض المساجد للرجال مع تخصيص أوقات معينة للصلاة، فيما السيدات ليس مسموحا لهن هذا العام بإقامة صلاة التراويح في المساجد. ورغم كل هذه الظروف التي يمر بها العالم، مازال شهر رمضان يعتبر لكثير من المواطنين فرصة مثالية لاستغلاله من جميع الجوانب، داعين إلى استغلال أوقات البقاء في المنزل بالاقتراب من أفراد الأسرة، وتعليم الأبناء الطاعة والعبادة، وكيفية استغلال أيام شهر رمضان الفضيل بالاقتراب من الله، والابتعاد عن العادات الخاطئة، فقد اتجهت اغلب الأسر منذ العام الماضي مع دخول شهر رمضان إلى تخصيص جزء من منازلهم لتكون مصليات تقام فيها صلوات الجماعة، وقاموا بتجهيزها لأداء الصلوات وقراءة القرآن فيها، وهو ما يضيف طابعا روحانيا جديدا في منازلنا. وترى متخصصة الموارد البشرية عهود الشيباني، أن لشهر رمضان محاسن عديدة، وتقول: خلال شهر رمضان الماضي والحالي يمكن تحويل الظروف السيئة التي يعيشها العالم إلى أمور قد تكون إيجابية وتمتد لمدى طويل بالفائدة على الشخص من عدة نواح وأهمها العبادة التي لا يجب حصرها على ظرف أو وقت وزمان معين، مؤكدة أن شهر رمضان فرصة مثالية لتنظيم أمور الحياة بشكل عام بدلاً من العشوائية في الأشهر الماضية، بالنسبة لي الهدوء والجلوس المنزلي مع الذات بينت لي على أنني بحاجة ماسة إلى تنظيم أمور حياتي وترتيبها ووضع الأولويات والخطة للعمل عليها لأن أصبح إنساناً أفضل، آملاً أن يستمر ما بدأت به ليصبح نظاماً واضحاً صحيحاً مدروساً أعيش باقي حياتي عليه. فيما قالت المعلمة فاطمة السالم: كنت أضع خطة بشكل سنوي لما أنوي القيام والالتزام به خلال شهر رمضان، وكنت أحرص أن تكون من ضمن جدولي اليومي في حياتي كقراءة ورد من القرآن والتصدق وقيام الليل بكثرة الصلاة، ولكن دائما ما أخفق فيها بسبب الانشغال عن الهدف والخطة الأساسية، مؤكدة أن خروجها للتسوق للعيد والعمل على الاجتماعات العائلية والغبقات وغيرها كانت أموراً تلهيها وتدعها تؤجل ما تطمح القيام به إلى رمضان العام القادم، مشيرة إلى أنها منذ العام الماضي تمكنت من تنفيذ الخطة والجدولة التي رسمتها لتكون روتيناً تحاول الاعتياد عليه، معتبرة شهر رمضان مع جائحة كورونا فرصة ذهبية يجب استغلالها أمثل استغلال والاستمرار على ذلك حتى انتهاء الشهر، وباقي شهور السنة.
مشاركة :