أطلقت هواوي منذ سبتمبر الماضي عدة إصدارات تجريبية من نظام تشغيل HarmonyOS للهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والساعات ووحدات السيارات، ودعت مطوري التطبيقات لتجربة وتطوير تطبيقات لنظام التشغيل، وتزامن إطلاق الإصدارات التجريبية مع إصدار أدوات تطوير البرمجيات (SDK) ووثائق التطوير وأجهزة المحاكاة، مما منح المطورين الفرصة لإنشاء تطبيقات للهواتف المحمولة تستند إلى نظام التشغيل HarmonyOS قبل الإطلاق الرسمي. وتعكس تلك الخطوات وغيرها حرص هواوي على تحسين نظام HarmonyOS بشكل مستمر، لتحقق هدفها بتوفير بيئة متكاملة ومتوافقة من الأجهزة الذكية التي تعمل على نظامها التشغيلي الجديد. قال وانغ تشنغلو، رئيس قسم هندسة البرمجيات في مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين، إن نظام التشغيل الجديد مثالي لعصر إنترنت كل شيئ، حيث سيوفر HarmonyOS للمستخدمين تجربة حياة ذكية، وخلق فرص ضخمة للنمو والتطور في العديد من مجالات العمل. اوضح أن مفهوم إنترنت الأشياء (IoT) متواجد منذ فترة طويلة، ولكنه لم يصبح شائعًا حتى الآن، فأقل من 20٪ من الأجهزة الذكية متصلة فعليًا بشبكة هاتف محمول أو شبكة Wi-Fi، ومعدل استخدام الميزات الذكية لم يصل بعد إلى 1٪، ومازال عرض شاشة الهاتف على جهاز آخر يعد أمر معقد للغاية. وأشار إلى أن تجزئة النظام البيئي تتسبب في أن الأجهزة المختلفة لا يمكنها التعاون مع بعضها البعض، حيث تمتلك الأجهزة المختلفة أنظمة تشغيل خاصة بها، مما يجعل الاتصال بينها أمرًا معقدًا. كما أن ابتكار تطبيقات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة مازال يقتصر على أنظمة التشغيل المعزولة،فمثلًا تقتصر تطبيقات الساعة على الرياضة والصحة ووجوه الساعة المخصصة، وتركز تطبيقات التلفزيون على الترفيه والتعليم، وترتبط جميع تطبيقات السيارة تقريبًا بالملاحة والفيديو. في حين أن النظم البيئية المجزأة لجهاز واحد لم تعد تغطي الاحتياجات، ويحتاج مطورو التطبيقات إلى تطوير إصدارات مختلفة من نفس التطبيق لأجهزة مختلفة، مما يؤدي إلى زيادة عبء العمل والتكاليف، وغالبًا ما يجد المستهلكون أن تجربة التطبيق ليست متسقة عبر الأجهزة المختلفة. وأكد تشنغلو أن المشكلات دائمًا ما تجلب الفرص، فقد أدركت هواوي وجود فجوة في السوق بالنسبة لنظام التشغيل الذي يتيح الربط البيني للأجهزة المختلفة، خاصة في ظل الفرص التي أتاحها إنترنت الأشياء، والتي تعد نقطة تحول في تاريخ أنظمة التشغيل. وهذا ما عملت عليه هواوي حيث يهدف نظام HarmonyOS إلى أن يكون نظام التشغيل المثالي لعصر إنترنت كل شيء، يدعم الهواتف الذكية والأجهزة الذكية الأخرى، بما يسمح للعديد من الأجهزة المستقلة الالتقاء في "جهاز فائق" واحد، مما يوفر للمستخدمين تجربة سلسة مدعمة بالذكاء الاصطناعي. في بناء النظام الإيكولوجي لنظام تشغيل HarmonyOS، يتمثل التحدي الأكبر في الحصول على دعم مطوري التطبيقات والبائعين. بالنسبة لمطوري التطبيقات، توفر تقنية نظام تشغيل HarmonyOS الموزعة منصة لتطوير تطبيقات مبتكرة عبر الأجهزة. بالنسبة لمصنعي الأجهزة، يقدم نظام تشغيل HarmonyOS مجموعة مذهلة من الفرص. جدير بالذكر أن هواوي تهدف إلى إحداث فرق كبير في قطاع إنترنت الأشياء من خلال تحقيق التوافق مع مجموعة متنوعة من الأجهزة ودمج إمكانيات هذه الأجهزة وتجميعها في جهاز واحد عبر نظام التشغيل HarmonyOS بما يوفر للمستخدم حياة سلسة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
مشاركة :