تنهار مقاومة الحوثيين في اليمن يوماً بعد يوم، وهذه نتيجة طبيعية تواجهها هذه الميلشيات في معركتها لاغتصاب الشرعية في اليمن، عبر التحالف مع قوى محلية حكمت اليمن يوماً ما. اللافت للانتباه هنا، أن هذه القوى لا تكل ولا تمل، وعبر بوابة رغبتها بالعودة إلى السلطة وحكم اليمن، مستعدة لأن تفعل أي شيء، دون أي خوف على حياة اليمنيين ولا على مستقبلهم، بل رهنت حياتهم واستقرارهم، من أجل مصالحها، وتسببت بهتك حرمات بيوتهم ومقتل وجرح الآلاف، فوق ضياع التنمية وهدر موارد اليمن الاقتصادية. إن اليمن أمام توقيت فاصل، والمؤكد هنا، أن إرادة اليمنيين تنزع إلى الخروج من هذا المأزق الكبير، الذي تسبب بخراب بلادهم، ولا يمكن هنا لأي قوة حليفة للشعب اليمني أن تعمل من أجل إنقاذهم، لولا وجود أرضية وطنية لدى ذات الشعب اليمني تريد هذا الدور، من أجل الخلاص من الأسر، والفكاك من هذا الواقع المظلم. إن أنموذج اليمن دليل ساطع على الكيفية التي يتم عبرها تبديد الحياة في العالم العربي، بحيث يصبح الإنسان بلا قيمة، وتتم التضحية به على مذابح الصراعات، وقد آن الأوان أن يتحرر الإنسان العربي من يد الصراعات، من أجل بناء مستقبله ومستقبل الأجيال المقبلة. إننا نتطلع إلى ذلك اليوم الذي يعلن فيه اليمنيون حريتهم الكاملة، وتلك اللحظة، بقدر خصوصيتها، إلا أنها لحظة عربية وإسلامية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
مشاركة :