خلال الشهر الماضي حققت أسعار الذهب ارتفاع بنحو 6.87%، على الرغم من التداول المحدود النطاق لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، يأتي هذا في ظل المعنويات الإيجابية المسيطرة على السوق والحديث حول مخاطر التضخم، ولكن يحتاج المعدن الثمين جمع مزيد من الزخم الصعودي بشكل كافٍ لتجاوز مستوى المقاومة المهم عند 1800 دولار للأونصة. في غضون ذلك، من المتوقع أن يظل سعر المعدن الثمين ضمن نطاقه الحالي، سيتم إبطال هذه الأطروحة إذا تحرك السعر إلى ما دون 1755 دولار. ارتفعت أسعار تداول الذهب من مستوى 1705 دولار للأونصة لتصل فوق سعر 1790 دولار منذ بداية شهر أبريل، ليقف السعر الحالي حول 1768 دولار، وظل المعدن الثمين يتداول في نطاق محدود منذ منتصف أبريل، وبرغم ذلك لا يزال سعره تحت الضغط، لكن مخاوف التضخم المتزايدة قد تساعده على التقدم مرة أخرى فوق مستوى المقاومة عند 1800 دولار. مستوى المقاومة 1800 دولار يمثل مستوى قوي للغاية لا يزال سعر الذهب يتداول دون أعلى مستوياته التي سجلها في يناير 2021، في حين أن مستويات 1700 دولار و 1800 دولار كانت بمثابة مستويات دعم ومقاومة خلالشهري أبريل ومارس. لا يزال سعر هذا المعدن الثمين تحت الضغط، لكن مخاوف التضخم المتزايدة قد تساعد الذهب على التقدم مرة أخرى فوق مستوى المقاومة عند 1800 دولار، من المحتمل أن يسود النفور من المخاطرة في الأسابيع القادمة، وإذا قفز السعر فوق مستوى المقاومة 1800 دولار، فقد يكون الهدف التالي حول 1850 دولارًا. محادثات حول سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة حافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير بالقرب من الصفر،وصرح رئيس البنك المركزي “جيروم باول” في الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تعافيًا بشكل كبير، وبرغم ذلك لا يزال غير مكتمل وغير منتظم،وأشار “جيروم باول” إلى أن التضخم المتوقع سيكون مؤقتًا. لكن تصريحات وزير الخزانة “جانيت يلين” يوم الثلاثاء أحيت مخاوف التضخم، حيث صرحت يلين التي عملت سابقًا كرئيسة للبنك الاحتياطي الفيدرالي قائلة أن البنك المركزي قد يحتاج إلى البدء في رفع أسعار الفائدة لمنع الاقتصاد الأمريكي من الانهاك، وأوضحت أن تعليقاتها لم تكن توصية أو نصيحة إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي حين أن “جانيت يلين” ليست في وضع يسمح لها بتوجيه البنك المركزي، إلا أن رأيها قوي بما يكفي للتأثير على السوق، قد تكون السياسة المتشددة حافزًا هبوطيًا لأسعار الذهب. ضعف الدولار الأمريكي سعر الذهب له ارتباط عكسي بقيمة الدولار الأمريكي، على هذا النحو، فإن ضعف الدولار يخلق بيئة صعودية للمعدن الثمين، يأتي ضعف الدولار في وقت تتحسن فيه الرغبة في المخاطرة،الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب على العملة كملاذ آمن، إلى جانب ذلك، فإن عوائد سندات الخزانة الأمريكية تشهد حاليًا انخفاضًا بما يزيد من الضغط على الدولار. ارتفاع مخاوف التضخم يمكن أن تساعد الذهب على التقدم يستمر سعر الذهب في التداول دون مقاومة 1800 دولار، لكن صانعي السياسة الأمريكيين قالوا إنهم يتوقعون ارتفاعًا في التضخم وهو أمر إيجابي لسعر هذا المعدن الثمين. حقق الاقتصاد الأمريكي نموًا بأكثر مما كان متوقعًا في الربع الأول، وعلى الرغم من ذلك ترك البنك الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية دون تغيير في اجتماعه الأخير. في حين أن مخاطر التضخم تظهر في الأفق، إلا البنك الاحتياطي يركز على ضمان أن يتعافى سوق العمل بالكامل وأن يظل برنامج التحفيز في مكانه حتى يتعافى الاقتصاد بشكل كامل إلى مستويات ما قبل الوباء. يقول أحد محللي السوق أننا لا نزال على الأرجح نحتاج ما لا يقل عن عامين لعودة قطاع العمل إلى ما قبل جائحة فيروس كورونا، ولكننا إذا نظرنا على حجم التعافي والانتعاش القوي الذي حققه الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من هذا العام، من المرجح أن يصل قطاع العمل إلى كفاءته في النصف الثاني من هذا العام. من المحتمل أن يسود النفور من المخاطرة في الأيام القادمة، في حين أن الضعف في الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية يمكن أن يساعد هذا المعدن الثمين أيضًا على الاستقرار فوق مستوى المقاومة عند 1800 دولار. لا تزال المخاوف بشأن وتيرة حملات التطعيم في أجزاء كثيرة من العالم تمثل مشكلة، فالمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم مغلقة في العديد من البلدان، والمعركة العالمية ضد فيروس كورونا مستمرة حتى الآن. يعتبر الذهب أصلًا آمنًا، ومن المفترض أن تشهد أسعاره ارتفاع إذا ساء الوضع مع الوباء، حيث سيبحث المستثمرون عن أماكن أكثر أمانًا لاستثمار أموالهم، سيستمر المستثمرون في الاهتمام بتعليقات البنك بحثًا عن أي أدلة عن السياسة النقدية المستقبلية للبنك، لكن سعر الذهب قد يستفيد أيضًا من تصحيح سوق الأسهم (إذا حدث) الذي حقق مستويات قياسية جديدة على الإطلاق في الفترة الأخيرة. المستويات المرتفعة والمتصاعدة للديون الأمريكية حاليًا عند مستويات قياسية لديها القدرة على إجبار البنك الاحتياطي الفيدرالي على طباعة المزيد من الأموال، الأمر الذي ينذر بحدوث خطر تضخم هائل، لهذا قد يتسارع سعر الذهب في الاتجاه الصعودي خلال شهر مايو. الآفاق المستقبلية لأسعار الذهب خلال شهر مايو خلال شهر أبريل شهدت أسعار الذهب تعافيًا، حيث دخلت الربع الثاني في وضع الاستردادلخسائرها التي سجلتها في الربع الأول من عام 2021 الذي كان أغلبه هبوطيًا للمعدن،حيث عمل كل من الانخفاض في عوائد سندات الخزانة الأمريكية والدولار الأمريكي كحافز صعودي رئيسي للمعدن الثمين. ارتفع سعر المعدن الثمين بأكثر من 6%، وقد انتقل من مستوى منخفض بلغ 1680 دولار للأونصة في 31 مارس إلى أعلى مستوى في أبريل عند 1797 دولار للأونصة،ومع ذلك، تراجع في الأسبوع الأخير من شهر أبريل وأنهى تعاملاته عند 1771.95 دولار. مع دخول شهر جديد، سيكون لديناميكيات عوائد السندات تأثير كبير على الذهب، وفي يوم الجمعة 30 أبريل كانت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 1.63% ويعد هذا ارتفاع عن أدنى مستوى لها في الشهر عند 1.53%، ولكن نبرة البنك الاحتياطي الفيدرالي الحذرة من المرجح أن تدفع العائدات إلى الأعلى وإلى ما بعد 1.77% وهو أعلى مستوى في أكثر من عام والذي تم تسجيله في نهاية شهر مارس الماضي. سوف يتفاعل سعر الذهب أيضًا مع بيانات التضخم خلال شهر مايو الجاري، خاصة بعدما أصر البنك الاحتياطي الفيدرالي على أن التضخم المتوقع سيكون مؤقتًا، ومع ذلك، لا يزال المستثمرون الذين يتطلعون إلى تداول الذهب قلقين من أن تأثير التضخم سيكون أكثر حدة مما يحرص البنك المركزي الأمريكي على الاعتراف به، بالإضافة إلى ارتفاع عائدات السندات، جاءت القراءة الأساسية لمؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس عند 0.3 % مقارنة مع التوقعات البالغة 0.2 %، لهذا من المتوقع أن تظل بيانات التضخم لشهر أبريلوالمقرر إصدارها في 12 مايو دون تغيير عند 0.3%. يعتقد المحللين أن يكون تداول الذهب محدود النطاق، حيث يحتاج المضاربون على الارتفاع إلى جمع طاقة كافية لدفع الذهب إلى المستوى النفسي 1800 دولار وتجاوزه. غرِّد شارك هذا الموضوع: انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :