تعودنا على أن تهتم معظم الفرق التطوعية بمساعدة المحتاجين والمرضى مادياً ومعيشياً، ولكننا اليوم نقف أمام فريق رائع اتخذ الخطوة الأولى في تقديم مفهوم جديد للعمل التطوعي يرتكز على التعليم بالمرتبة الأولى ويستهدف ليس الأطفال، وإنما يستهدف العاملين وكبار السن.. إنه فريق بصيص الذي تقوم به مجموعة طلابية من جامعة السلطان قابوس. مشروع بصيص يعتبر أحد مشاريع المجتمع المدني، الذي يتشارك ويتعاون مع القطاع الحكومي والخاص من أجل خدمة الوطن والرقي به. ويقول القاسم محمد البلوشي رئيس الفريق: نحن برنامج تطوعي تقيمه جماعة التربية بجامعة السلطان قابوس ويشمل الجانبين، التعليمي والمعيشي، ويستهدف مساعدة العمال في دائرة الصيانة بجامعة السلطان قابوس وذلك بعد معرفة الإحصائيات عنهم من الجهة المسؤولة بالجامعة. وتأسس الفريق في أغسطس/آب من عام 2014 ويضم اليوم في عضويته 7 إداريين و150 متطوعاً، وما زال يلقى إقبالاً كبيراً. ويركز الجانب التعليمي من بصيص على تعليم الفئات المحددة وتدريسهم حسب المستويات، سواء كانت في المرحلة الأولى أو الثانية أو غيرهما، وذلك بهدف الرقي الوظيفي والتعليمي لديهم، ويتولى تقديمه متطوعون من طلبة كلية التربية ومن الكليات والجامعات الأخرى وموظفين ذوي خبرات وقدرات. وتتحدث شذا درويش الفلاحي، رئيسة الجانب الإعلامي للفريق، عن الخدمات التي قدمها في دورتيه الأولى والثانية، فتقول: فعلياً نحن أنهينا تقديم الدورة الثانية من البرنامج وقدمنا فيها عدداً من الورش والبرامج التي تساعد على غرس مجموعة من المهارات والمعارف كالاعتماد على الذات وتعليم الكتابة والقراءة، وأساسيات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، وينقسم البرنامج إلى قسمين، الأول منه يهتم بالجانب التعليمي ويتضمن اللغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية والحاسوب واللغة الإنجليزية، لتزويد العمانيين بالمعارف ورفع مستواهم التعليمي، والقسم الآخر يتعلق بالتحسين المعيشي والذي يتضمن إنشاء مشروع تجاري وحلقات عمل للمهن والحرف التي يمكن أن يمارسها الفرد إلى جانب حلقات في الجانب النفسي تخدمهم في حياتهم الاجتماعية كأفراد في هذا المجتمع لهم أدوارهم الخاصة، وتركز على كيفية التعامل مع الضغوط وغيرها من الموضوعات التي ستفيدهم في حياتهم الخاصة. وعلى الرغم من أن الفريق ما زال جديداً، ولم يكمل عامه الثاني بعد، فإنه سرعان ما لفت الأنظار إليه لأهميته وتركيزه على جانب مهم يغفل عنه الكثيرون في أعمالهم التطوعية، بحسب الفلاحي. وتضيف: حققنا إنجازات مهمة، لأننا نؤمن بأن التعلم هو السبيل لرفع مستوى الأوطان وازدهارها، وفعلياً نجحنا بحصد عدة جوائز للدور الذي نقوم به، وفاز الفريق بجائزة جريدة الرؤية للأعمال التطوعية، وجائزة مبادرون التابعة لوزارة الشؤون الرياضية، كما كُرّم الفريق بعدة جوائز نتيجة للجهود التي بذلها في التدريس لنحو 40 عاملة من دائرة الصيانة في الجامعة خلال الصيف الماضي، 5 مواد شملت اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والثقافة الإسلامية وتقنية المعلومات. ويلاقي بصيص إقبالاً كبيراً من شريحة العمل المستهدفة، وفق ما تقوله الفلاحي، ويظهرون الحماس والحيوية للاستفادة من كل خدمات البرنامج كالحصص الدراسية والورش وغيرها، ويبلغ عدد المستفيدين من البرنامج حتى اليوم 80 عاملة في دائرة الصيانة. ويحظى الفريق بدعم كبير منذ إطلاق برنامجه وأصبح لديه سفراء لترويج أهدافه ومنهم الشيماء الرئيس، عضوة المجلس البلدي، والدكتورة ريا المنذري، وسعيد البوسعيدي، وخالد الحريبي، وفارس الفارسي ومهند الإنساني، كسفير للنوايا الحسنة ويوسف الصايغ من الإمارات، إلى جانب بعض الإعلاميين. تقول الفلاحي: بالنسبة للجهات الداعمة فهناك راعٍ رئيسي للبرنامج وهو شركة النفط العمانية، والرعاة الإعلاميون هم: عمان نيوز وفعاليات عمان. ونحن نعتقد أن كل من يسهم و لو بكلمة بسيطة فإنه يمنحنا القوة والدفعة اللازمة للاستمرار وبذل المزيد في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج. يأمل أعضاء الفريق بصيص على أن يعمل برنامجهم على تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية، يدفعهم لهذا العمل حبهم للتطوع وخدمة المجتمع، فهم كأفراد متطوعين يملكون القدرات والخبرات التي تساعدهم على التطوع وبذل الخير للفئات المحتاجة، وكمؤسسات فإنهم قادرون على توفير أو الحصول على الدعم الذي بدوره يدفعهم للاستمرار. تقول الفلاحي: نأمل أن يتكرر البرنامج إن شاء الله في السنوات المقبلة بهمة وسواعد طلاب جماعة التربية بجامعة السلطان قابوس، ولأن البرنامج جديد بفكرته ولم يسبقنا أحد في تنفيذ عمل مشابه فإننا نتمنى أن نبقى دوماً بالصدارة في تقديم مستوى مميز من العمل التطوعي.
مشاركة :