جاء إطلاق الصواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة ليحمل معه رسائل عدة تؤكد أن المقدسيين ليسوا بمفردهم في المواجهة مع قوات الاحتلال. وبحسب المختصين والمهتمين والمتابعين للشأن الفلسطيني فإن تلك الرسائل لم تكن موجهة إلى إسرائيل فقط لكنها تحمل أبعادا أخرى. ومن جانبه قال محمد مشارقة، مدير مركز تقدم للسياسات، إن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رسالة رمزية لعدم استسلام الشعب الفلسطيني. وأضاف في حديثه لقناة الغد “القيادة اليمينية الدينية المتطرفة في إسرائيل كان عليها أن تدرك أن حجم الضغوط على الفلسطينيين يدفعهم إلى المساواة بين الموت والحياة”. وتابع “تتحمل هذه القيادة المسؤولية عن هذا التصعيد فما جرى في أحياء القدس من تطهير عرقي في منطقة الشيخ جراح تمهيدا لإخلائها من سكانها العرب الفلسطينيين.. كان ذلك وراء تطور الأحداث”. وقال، إن هذا الأمر يشير إلى أن القيادة الإسرائيلية مستمرة في تنفيذ خطة القرن. وأشار إلى أن إسرائيل تدفع بهذا الخيار الذي يجعل الفلسطينيين يستخدمون كل ما لديهم دفاعا عن أرضهم وحقهم في الوجود. وأضاف “كانت مفاجأة أن تمنع إسرائيل هذا العام من الصلاة في ليلة القدر ما مثّل استفزازا مفضوحا وتصعيدا للأزمة”. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> ومن جانبه قال الكاتب الفلسطيني طلال عوكل، إن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تجاه القدس المحتلة تحمل العديد من الرسائل، لكنها ليست حصرا لإسرائيل. وأضاف في حديثه لقناة الغد “إنها رسالة لإسرائيل بأنها لن تستطيع الاستمرار في العبث والتوسع، وأنها لا تستطيع أن تظل معتمدة على قرار ترامب بأنها قادرة على تغيير هوية القدس”. واستدرك “لكن هناك رسالة أخرى للمقدسيين بأنهم ليسوا بمفردهم”. وقال، إنها رسالة بأن “ما يصدر من بيانات في اجتماعات الجامعة العربية والتعاون الإسلامي ومجلس الأمن، لا يجب أن يقف عند حد البيانات، حيث لن يقتنع أهل القدس، لأنهم بحاجة لشكل آخر من الدعم العربي والدولي، وهو ما يمكن أن يجبر إسرائيل على التوقف عن هذه الجرائم”. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> فيما قال المحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض، إن ما جرى اليوم مهم ويخلق معادلات جديدة، ويشير إلى أن الفصائل الفلسطينية تطلق تحذيرا وتنفذه. وأضاف في حديثه لقناة الغد “ندخل معادلة جديدة ليست رمزية، فهناك تغييرا في شكل الصراع وأدواته وطريقة إدارته”. وتابع “الفلسطيني بأدواته البسيطة يستطيع أن يفعل ويغير.. إسرائيل لم تعد هي اللاعب الوحيد والمتحكم الوحيد” وقال، إن اطلاق الصواريخ على إسرائيل من الواضح أنه مدروس، وهناك قراءة إقليمية لذلك الفعل. وأطلقت الفصائل الفلسطينية عددًا من الصواريخ تجاه مستوطنات إسرائيل، مساء اليوم الإثنين، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في القدس . وتم إطلاق الرشقات مع انتهاء المهلة التي أعلنت عنها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي لمدينة القدس، والتي بموجبها دعت الفصائل إسرائيل بسحب قواتها ومستوطنيها من االمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح . جاء هذا بعد اقتحام جنود الاحتلال المسجد الأقصى المبارك ظهر اليوم والاعتداء على المرابطين بداخله مما أسفر عن إصابة المئات. وقوبلت هذه الهجمة الإسرائيلية على القدس المحتلة بتنديد عربي ودولي وسط دعوات من القوى الفلسطينية للتصدي لها. وفي سياق متصل أفاد مراسل الغد باعتداء جنود الاحتلال على عدد من الصحفيين والمراسلين أثناء تغطيتهم اعتداءات قوات الاحتلال على المرابطين في المسجد الأقصى.
مشاركة :