الحج والساسة | لولو الحبيشي

  • 9/29/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

النبل والحكمة في السياسة السعودية ليس ضعفًا، والدور الإعلامي الذي يمنح المملكة صورتها العالمية الناصعة النقية –رغم تقصيره- يبقى موجعًا للكثيرين الذين يُؤلمهم أي ثناء مستحق على المملكة، فتجدهم ينتقدون الإعلام المُنصف كونه لا يبخس المجتهد حقه، ولا يغض الطرف عن الجوانب الإيجابية الغالبة، بل يريدون أن ينصبّ التركيز الإعلامي على الجانب السلبي، ويُبادرون بالترويج لاتهام الجهات الرسمية قبل أن تتضح المسؤوليات، وهم في هذا لا يختلفون عن الدولة الصفوية التي بدلًا من أن تُراجع نفسها في سياستها العدوانية على جيرانها، التي تجاوزت كل حدّ، لم تتردد في بث سمومها وتنفيذ خططها عبر آلة إعلامية مادتها الزيف والكذب الفاضح. فهؤلاء لا يُراجعون أنفسهم ولا يَصْدقون النصح، ولا يهدفون للإصلاح، بقدر ما يهمهم نجومية الفرد وخدمة التنظيمات والجماعات التي ينتمون لها، وهم من الجبن لا يتجرؤون على توجيه خطابهم للخامنئي –مثلًا- لتسييسه حجاج بلاده، وإرسالهم للإساءة للحج وإلحاق الضرر بالحجاج لغايات سياسية قذرة، ولا يطلبون منه الاعتذار عن مقتل كثير من الحجاج بسبب تمرُّد البعثة الإيرانية على التوجيهات وعكسها للمسار المُحدَّد، يستيقظ هؤلاء من مرقدهم ليُبادرون بإلقاء التهم جزافا، ويفتون قبل أن يستبينوا الحقائق. إن وجود 100 ألف عسكري من عدة قطاعات ينتشرون في المشاعر المقدسة، لا تقتصر مهامهم وأدوارهم على تنفيذ خطة أمن الحجاج وسلامتهم، وضمان الانسيابية في تنقلاتهم أثناء قضاء المناسك، بل أن التعامل النبيل الذي يُمارسونه في توجيه وإرشاد الحجاج، وتقديم الخدمات الإنسانية لهم كمساعدة كبار السن والعناية بهم، وبالأطفال التائهين لحين تسليمهم لذويهم، أو رش المياه لتلطيف الأجواء على الحجيج، كُلُّها أعمال مكتظة بالإنسانية والعطاء والإيثار، وهي أبلغ وأجمل من كل لوحات العالم النادرة، التي حاول مُبدعوها إيقاظ الهاجس الإنساني لدى مشاهديها، لكن المغرضين لا يعتقدون أنها تستحق التأمُّل والثناء، ولا يرونها، رغم أنها متوفرة جدًا في مشاهد عفوية ومتكررة في مواسم الحج على مدى سنوات طوال. هؤلاء يعتقدون أن الحفاظ على الروحانية والإنسانية مع إدارة أكثر من مليوني حاج في وقت واحد، مختلفي الثقافات واللغات، في مساحة جغرافية محدودة، يتحركون في وقت محدد واحد «أمرٌ هيّن»، ويستهينون بحجم هذا العمل الجبّار الذي تُقدِّمه المملكة لخدمة الحجيج، وتُجنِّد لأجله فرق عمل ضخمة ومتعددة، وميزانيات كبرى. إنهم يستخدمون الإعلام لأغراض سياسية ونشر الزيف واستغفال الناس، ولا يُريدون أن يستخدم الإعلام سواهم للكشف عن الصورة الناصعة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، والتي يُحاولون حجبها عمدًا، متناسين أن دور الإعلام كشف الحقائق كاملة، وليس التضليل وتوجيه الجموع لما يرون ويهدفون.. حفظ الله بلاد الحرمين من كيد المغرضين. @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com

مشاركة :