أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الخاص باقتصاد دبي، تسارع تعافي القطاع الخاص غير المنتج للنفط الإمارة خلال شهر أبريل الماضي، الذي شهد تحسناً قوياً في النشاط التجاري والأعمال الجديدة ونمو المبيعات إلى أسرع مستوى له منذ شهر أكتوبر 2019، مدعوماً بارتفاع ثقة الشركات في ظل التوسع في التطعيم بكوفيد-19. وارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص بدبي والتابع لمجموعة HIS ماركيت، من 51.0 نقطة في شهر مارس إلى 53.5 نقطة في شهر أبريل، وهو ما يشير إلى توسع قوي في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط، خاصة وأن هذه القراءة تعد الأعلى منذ شهر نوفمبر 2019، مما يؤكد أن الاقتصاد يقترب من مسار النمو الذي كان قبل كوفيد -19. يشار إلى أن مؤشر مديري المشتريات التابع لمجموعة HIS ماركيت والخاص بمراقبة حركة الاقتصاد بدبي، هو مؤشر مشتق من مؤشرات انتشار فردية تقيس التغيرات في الإنتاج والطلبيات الجديدة والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون السلع المشتراه. وتشمل الدراسة اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي، مع بيانات قطاعية إضافية منشورة بخصوص قطاعات السياحة والسفر، والجملة والتجزئة، والإنشاءات. الطلبات الجديدة والسياحة والسفر وكانت النتيجة الأكثر إيجابية في الدراسة الأخيرة هي مؤشر الطلبات الجديدة، والذي أشار إلى أسرع ارتفاع في مبيعات الأعمال في مدة عام ونصف العام. وقد ساعد هذا الارتفاع في تعزيز تفاؤل الشركات بشأن العام المقبل حيث من المتوقع أن ينحسر تأثير جائحة كوفيد-19. كما أظهرت البيانات أن قطاع السفر والسياحة كان المحرك الرئيس للانتعاش في شهر أبريل، حيث سجلت شركات دبي في هذا القطاع أول ارتفاع في الأعمال الجديدة منذ بداية هذا العام حتى الآن، وأقوى معدل نمو منذ نهاية عام 2019. كما تم تسجيل زيادات أسرع في الأعمال الجديدة في قطاعات البيع بالجملة والتجزئة والبناء مقارنة بفترة الدراسة السابقة. ونتيجة لذلك، رفعت شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط إنتاجها للشهر الخامس على التوالي في شهر أبريل، مع تسارع وتيرة التوسع إلى أعلى مستوياتها منذ شهر يوليو 2020. كما كانت هناك زيادة ثالثة في أعداد الموظفين في أربعة أشهر، مما يعكس الجهود المبذولة لإعادة بناء القدرات التجارية. وارتفع الطلب على مستلزمات الإنتاج بقوة في بداية الربع الثاني، مما فرض ضغوطاً على الموردين مع إطالة متوسط فترات التسليم إلى أقصى حد منذ شهر مايو الماضي، ووجدت بعض الشركات أن المعروض من مستلزمات الإنتاج الذي يكاد يكفي لتلبية الطلب بسبب النقص العالمي، مما أدى إلى زيادة طفيفة في التكاليف الإجمالية. ومع ذلك، انخفض معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل ملحوظ من مستوى شهر مارس الأعلى. التفاؤل والثقة ووفقاً لنتائج الدراسة، تحسنت التوقعات الخاصة بالنشاط التجاري للأشهر الـ 12 المقبلة بشكل ملحوظ خلال شهر أبريل، وارتفعت درجة التفاؤل إلى أعلى مستوياتها منذ شهر مارس 2020، حيث أظهرت الشركات تفاؤلاً متزايدا بأن تأثير كوفيد-19 سينحسر خلال العام المقبل. وقال ديفد أوين، الباحث الاقتصادي في مجموعة Markit IHS: إن تسارع الانتعاش في الاقتصاد غير المنتج للنفط في دبي خلال شهر أبريل، يظهر عودة الإنتاج ونمو الطلبات الجديدة إلى اتجاهات ما قبل كوفيد وتحسن ثقة الشركات إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام. ولفت إلى أن تسجيل شركات السفر والسياحة أكبر تحسن ملحوظ في الأداء، في ظل تزايد الآمال في ارتفاع النشاط السياحي في وقت لاحق من العام، مدعوماً بالتطعيم السريع للقاح، لافتاً إلى أنه وبعد تسجيلها انخفاضا طوال الربع الأول من العام، ارتفعت الأعمال الجديدة بأقوى معدل لها منذ نهاية عام 2019. وأضاف: مع تحسن الطلب، أنهت الشركات غير المنتجة للنفط الجولة الأخيرة من انخفاض أسعار الإنتاج في شهر أبريل، حيث تم رفع الأسعار لأول مرة منذ ثلاث سنوات، في الوقت ذاته تراجع تضخم التكلفة عن معدل شهر مارس وكان أبطأ من معدل تضخم أسعار المبيعات، مما يشير إلى تحسن طفيف في هوامش الأرباح بعد فترة طويلة من الضغط الناتج عن تخفيضات الأسعار".
مشاركة :