نذر انفجار بين حماس وإسرائيل وسط مطالبات دولية بضبط النفس القدس - تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو تصعيد خطير على وقع التوترات الجارية في القدس بين الفلسطينيين من جهة والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة ثانية، وسط تحذيرات دولية من خروج الوضع عن السيطرة. وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل، فيما دوت صفارات الإنذار، وسمعت أصوات انفجارات في القدس. وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن سبعة صواريخ تم إطلاقها باتجاه القدس، وأن القبة الحديدية نجحت فقط في اعتراض صاروخ واحد، لافتا إلى إصابة إسرائيلي بجروح عقب استهداف سيارته بصاروخ مضاد للدروع. وكانت كتائب القسام أمهلت الجانب الإسرائيلي حتى مساء الإثنين لسحب قواته والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة “وإلا فقد أعذر من أنذر”. وتنذر الأحداث المتصاعدة بانفجار في الأراضي الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة، في ظل ما أظهرته الفصائل من تحد وهو ما يضع حكومة بنيامين نتنياهو في موقف حرج. وكان نتنياهو رفض قبل أيام ضغوطا من القيادات الأمنية لشن عملية عسكرية في القطاع، على خلفية إطلاق صواريخ على غلاف غزة، ولا يعرف بعد هل سيبقي نتنياهو على موقفه أم أنه سينجر خلف القيادة الأمنية. وعلق الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أكبر مناورة عسكرية له منذ ثلاثين عاما كان أعلن عن انطلاقها، استعدادا لاحتمال تصاعد التوتر. وقال الجيش في بيان إن رئيس الأركان اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي قرر بعد تقييم الموقف تعليق التدريب، وأصدر تعليمات للقوات “بتركيز كل الجهود على الاستعداد والجاهزية لسيناريوهات التصعيد”. ويعمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة وحول القطاع، فيما قررت مدن وبلدات إسرائيلية عدة في غلاف غزة فتح الملاجئ العامة تحسبا لرشقات صاروخية من القطاع. وفيما بدا محاولة لاحتواء التصعيد، ألغيت مسيرة الأعلام الخاصة بإعلان توحيد القدس بعد ضمها في العام 1967، والتي شكلت أحد الأسباب في تأجيج التوتر بالمدينة المقدسة. وشهد المسجد الأقصى تصعيدا خطيرا، باقتحام قوات إسرائيلية لباحاته، مطلقة الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز على المرابطين هناك، قبل أن تنسحب مخلفة أكثر من 305 إصابات بصفوف الفلسطينيين بينهم مسعفون. وتعرف مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان توترات في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح” ومحيط المسجد الأقصى. وترجع معظم الاضطرابات الأخيرة إلى الجهود طويلة الأجل التي يقوم بها المستوطنون اليهود من خلال المحاكم لطرد الأسر الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح.
مشاركة :