غزة/القدس - أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عشرين شخصا بينهم تسعة أطفال وقيادي في حركة حماس قتلوا في غارات إسرائيلية مساء الاثنين ردا على صواريخ أطلقت من الجيب الفلسطيني المحاصر. وقالت الوزارة في بيان "ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 20 شهيدا من بينهم تسعة أطفال" في الغارات الإسرائيلية على شمال القطاع، مضيفة أن "65 شخصا أصيبوا بجروح مختلفة يعالجون في المشافي". وبين القتلى قيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قُتل بغارة على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد أن أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق "رشقات صواريخ" من قطاع غزة على إسرائيل في ظل توتر في القدس الشرقية، بينما ذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت مركبة عسكرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع (كورنيت)، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وأعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية الاثنين أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل ردا على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة". وقال مسؤول في الغرفة طلب عدم الكشف عن اسمه إنه "تم إطلاق أكثر من مئة صاروخ في اتجاه العدو، من بينها رشقات صاروخية في اتجاه القدس المحتلة وتل أبيب وعسقلان ردا على العدوان الإسرائيلي في الشيخ جراح والمسجد الأقصى". وتبنت كتائب القسام في بيان لها "توجيه ضربة صاروخية للاحتلال في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة". وتم إطلاق الرشقات مع انتهاء مهلة عند السادسة بالتوقيت المحلي أعلنتها كتائب القسام لإسرائيل لسحب قواتها ومستوطنيها من المسجد الأقصى و حي الشيخ جراح في شرق القدس. وكان الناطق باسم الكتائب أبوعبيدة قد قال على تويتر إن "قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلة حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر". وحذرت فرنسا الاثنين من "تصعيد واسع النطاق" بعد اندلاع صدامات جديدة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة ودعت جميع الأطراف إلى "أكبر قدر من ضبط النفس". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن هذه المواجهات "تهدد بخطر تصعيد واسع النطاق"، داعية "جميع الأطراف إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن أي استفزاز". وأوقعت المواجهات الدائرة الاثنين بين مصّلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، أكثر من 300 جريح غالبيتهم من الفلسطينيين بعد نهاية أسبوع اتسمت بصدامات عنيفة. ودعا وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الاثنين "جميع الأطراف" المعنيين بتجدد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "احتواء التصعيد". وقال للصحافيين خلال استقباله نظيره الأردني في واشنطن بأن إطلاق حماس للصواريخ من قطاع غزة "يجب أن يتوقف فورا"، مضيفا "العنف ينبغي أن يتوقف، على كل الأطراف التزام احتواء التصعيد وخفض التوترات واتخاذ إجراءات ملموسة للتهدئة". ونددت باريس خصوصا بـ"إطلاق صواريخ من قطاع غزة استهدفت (ليل الأحد الاثنين) الأراضي الإسرائيلية في انتهاك للقانون الدولي". وأعربت أيضا عن "قلقها الشديد للتهديد بعمليات الإخلاء القسرية بحق سكان في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية والتي تعكس سياسة الاستيطان غير الشرعية بموجب القانون الدولي وتؤجج التوترات". وأضافت المتحدثة باسم الخارجية أن "كل التصريحات الاستفزازية وكل الدعوات إلى العنف والكراهية غير مقبولة وينبغي أن تتوقف فورا". ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا في وقت لاحق الاثنين بناء على طلب تونس لبحث التطورات في القدس الشرقية. وفي أعقاب مشاورات لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الاثنين "لا يسعنا إلا أن ندعو كل الأطراف إلى التهدئة في ظل هذا الوضع المتفجر بحق". ورحب ماس بقرار تقييد الوصول إلى الحرم القدسي من أجل تخفيف حدوث المزيد من الاستفزازات. وكان وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن، أعرب في وقت سابق عن تأييده لإصدار رد فعل أوروبي أقوى وقال" ثمة خوف من أن الإسرائيليين على وشك احتلال القدس الشرقية وطرد الفلسطينيين منها". وطالب بوضع موضوع "إسرائيل/فلسطين لـ"مرة أخرى على رأس جدول أعمال الاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن الفلسطينيين "عليهم التزام أيضا". ودعا جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إلى التهدئة في القدس الشرقية بعد إصابة أكثر من 300 فلسطيني في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية. وقال في مؤتمر صحفي "الوضع في ما يتعلق بطرد العائلات الفلسطينية... مبعث قلق كبير. مثل هذه الإجراءات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتؤدي فقط إلى تأجيج التوتر على الأرض". واجتمع مجلس الأمن الدولي الاثنين بشكل عاجل لبحث المواجهات في القدس، لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من "غير المناسب" توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين. وقالت المصادر نفسها إن المفاوضات ستستمر بشأن نص يُتوقع أن تخفَّف لهجته مقارنة بالوثيقة الأولية التي اقترحتها النرويج على الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الذي دعته تونس للانعقاد. وطالبت مسودة الإعلان وقُدمت بالاشتراك مع تونس والصين "إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد" التي تلحق بالفلسطينيين "بما في ذلك في القدس الشرقية". كما تضمنت الوثيقة إعراب المجلس عن "قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية" حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الاثنين وحده. وشددت على "أهمية أن تمتنع جميع الأطراف عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقوض قابلية تطبيق حل الدولتين". وتدعو الوثيقة المقترحة كذلك إلى "ضبط النفس والامتناع عن كل استفزاز وخطاب تحريضي والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة واحترامه". وقال دبلوماسي إن الولايات المتحدة أوضحت لشركائها خلال اللقاء المغلق الذي عقد عن طريق الفيديو أنها "تعمل خلف الكواليس" لتهدئة الوضع و"ليست واثقة من أن إصدار إعلان في هذه المرحلة سيساعد". واندلعت التوترات الحالية في الضفة الغربية وفي الجزء الشرقي من القدس الذي يتسم بصبغة عربية منذ بدء شهر رمضان الحالي، ويشعر العديد من الفلسطينيين بالغضب لأن الشرطة الإسرائيلية أغلقت قطاعات في المدينة القديمة لمنع التجمعات، بالإضافة إلى تهديد السلطات الإسرائيلية بعض العائلات العربية بطردها من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس وقد وقعت صدامات خلال العطلات الأسبوعية الماضية أسفرت عن وقوع العديد من المصابين. وفي تطور آخر قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن تسعة فلسطينيين قتلوا اليوم الاثنين في انفجار غامض شمال قطاع غزة. وأعلن مسعفون عن نقل 9 قتلى من بينهم 3 أطفال وعدد من المصابين إلى مستشفى بيت حانون شمال القطاع. وأوضحت مصادر محلية أن الحادث نتج عن انفجار غامض لم تعرف أسبابه على الفور.
مشاركة :