أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف 130 "هدفا عسكريا" في غزة مما أسفر عن مقتل 15 ناشطا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ردا على إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكس في تصريحات للصحفين: "قصفنا 130 هدفا عسكريا، غالبيتها لحركة حماس" مضيفا "وفقا لتقديراتنا، قتل 15 ناشطا تابعين لحركة حماس والجهاد الإسلامي". وقُتل عشرون شخصاً على الأقلّ، بينهم تسعة أطفال وقيادي بحركة حماس، في الغارات التي شنّتها إسرائيل على غزّة رداً على إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع على أراضيها، في حين دارت في الحرم القدسي اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيليّة ومتظاهرين فلسطينيّين خلّفت أكثر من 500 جريح، في تصعيدٍ للعنف غير مسبوق منذ سنوات. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى على الأقلّ في صفوفها. وخرجت تظاهرات في العديد من مدن الضفّة الغربية المحتلّة لدعم أهالي القدس والمرابطين في المسجد الأقصى، وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ فلسطينيا قُتل ليلاً بالرّصاص على هامش مواجهات دارت مع إسرائيليّين في مدينة اللدّ حيث تمّ إحراق عدد من السيارات. 150 صاروخ أطلق من قطاع غزة وقال الجيش الإسرائيلي إنّه لغاية قرابة منتصف الليل بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزّة على إسرائيل أكثر من 150 صاروخاً، اعترضت منظومة القبّة الحديد المضادّة للصواريخ "عشرات" منها. وتسبّب صاروخ بأضرار في منزل على بعد نحو 15 كيلومتراً من القدس حيث دوّت صفارات الإنذار بعد السادسة مساء بقليل، وفق مراسلي فرانس برس. جاء ذلك بعد أن حذرت كتائب القسام إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة للمواجهات. وصرح الجيش الإسرائيلي عند بدء استهدافه القطاع "لقد بدأنا بشنّ غارات على غزّة، وأكرّر أنّنا بدأنا .... استهدفنا قائدًا كبيرًا في حماس" التي تُسيطر على القطاع المحاصر. وأكّد مصدر في حماس أنّ "الاحتلال استهدف القيادي في كتائب القسّام (الجناح العسكري للحركة) محمد فياض في بيت حانون في شمال قطاع غزّة"، مؤكّداً مقتله. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنّ حماس تجاوزت "خطّاً أحمر" من خلال توجيه صواريخ نحو القدس وأنّ الدولة العبريّة "ستردّ بقوّة". وقال نتانياهو الذي عقد اجتماعات مع قادة الجيش وجهاز الشين بيت "لن نتسامح مع الهجمات على أراضينا وعاصمتنا ومواطنينا وجنودنا. من يُهاجمنا سيدفع ثمنا باهظاً". وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس إنّ مصر وقطر اللتين توسّطتا في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تُحاولان تهدئة التوتّرات. وقال المتحدّث باسم وزارة الصحّة التابعة لحماس، لفرانس برس إنّ عشرين شخصًا قُتلوا وأصيب 65 آخرون بجروح نُقل عدد منهم إلى مستشفى بيت حانون في شمال القطاع. قبل ذلك، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى "إطلاق سبعة صواريخ من قطاع غزة ... اعترضت القبة الحديد أحدها". تصعيد خطير ومساء الإثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل ردا على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة". وبحسب مسؤول عسكري، كانت هناك "رشقات صاروخية باتجاه القدس المحتلة وتل أبيب وعسقلان". وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "كتائب القسام تُوجّه الآن ضربةً صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردًا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتجاوزاته ضد شعبنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى". وأضاف: "هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدًا: وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا". الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الهدوء ندّدت الولايات المتحدة "بأكبر قدر من الحزم" بإطلاق صواريخ على اسرائيل، معتبرة أنّه "تصعيد غير مقبول"، وداعيةً جميع الاطراف إلى "الهدوء" و"نزع فتيل التوترات". ودعا أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي الاثنين إسرائيل والفلسطينيين إلى احتواء التصعيد، حاضا على وقف فوري لإطلاق الصواريخ من قبل حماس. وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "نعترف بحق اسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها واراضيها". بدورها، دانت لندن إطلاق الصواريخ ودعت إلى "احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف ووقف استهداف المدنيين". أكثر من 500 جريح فلسطيني… إصابات في العيون والرأس ومنذ الجمعة، شهدت القدس الشرقية عموماً وباحات المسجد الأقصى خصوصاً، مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين هي الأعنف منذ 2017، لكنّ أعنف الاشتباكات دارت الإثنين إذ أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى على الأقلّ في صفوفها. في باحة المسجد الأقصى، اندلع حريق هائل مساء الإثنين أمكن مشاهدته من على بعد كيلومترين فيما كان الآلاف مجتمعين لأداء الصلاة. ولم تعرف أسباب الحريق على الفور. وليل الأحد الإثنين ألقيت بالونات حارقة وسبعة صواريخ نحو جنوب إسرائيل. وتم اعتراض صاروخين فيما سقطت البقية في أراض مفتوحة. ردًا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مواقع عسكرية في القطاع وأغلق معبر إيريز-بيت حانون. يأتي إطلاق الصواريخ في اليوم الرابع من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها بخلاف القوانين الدولية. وتجدّدت المواجهات ليل الإثنين في باحات المسجد بعد أن ردّت الشرطة الإسرائيلية على إلقاء شبّان مفرقعات باتجاه قواتها بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت في محاولة لتفريق المحتجين. وتصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع مستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الإثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967 ومن ثم ضمّها. ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين تجمعوا عند حائط البراق، أو الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية والذي يعد أقدس الأماكن لدى اليهود، من دخول الباحات والبلدة القديمة عبر باب العمود فألغيت مسيرة كانوا ينوون تنظيمها. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب الإثنين إخلاء الحائط الغربي. شاهد: إسرائيلي يهاجم بسيارته متظاهراً فلسطينياً في القدس لماذا يعتبر المسجد الأقصى الموقع المقدس مصدر معظم التوترات في القدس؟ إلغاء مسيرة الأعلام الإسرائيلية وإخلاء الحائط الغربي تفاديا لتأزم الوضع في القدس محكمة إسرائيلية ترجئ جلسة استماع مقررة الإثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح (مسؤول) أكثر من 300 فلسطيني أصيبوا بجروح بالأقصى والقدس خلال يومين في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل قبل خمسين عاما. لكنّ أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أن من "غير المناسب" توجيه رسالة علنية في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين. وقالت منظمة التعاون الإسلامي الإثنين، إن "تصاعد وتيرة الأعمال الوحشية ضد الفلسطينيين بالمسجد الأقصى والقدس المحتلة جريمة حرب تستوجب المحاكمة". ودانت كل من مصر والأردن القمع الذي مارسته إسرائيل في نهاية الأسبوع في باحات الأقصى. كذلك أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن "قلقها العميق"، داعية إسرائيل إلى التهدئة. وحضّت الأمم المتّحدة إسرائيل على التزام "أقصى درجات ضبط النفس"، فيما دعت تركيا "العالم إلى التحرّك لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل"، في حين أعربت فرنسا عن خشيتها من "تصعيد واسع النطاق" للعنف. وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها عاصمتها "الموحّدة"، فيما يتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المستقبلية.
مشاركة :