غزة - قتل قياديان ميدانيان في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة إسرائيلية الثلاثاء استهدفت شقة في برج سكني غرب مدينة غزة، بينما قتل على الجانب الآخر امرأتان إسرائيليتان إثر سقوط صاروخ على منزل في مدينة عسقلان، وذلك في خضم اشتباكات مستمرة لليوم الثاني بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية. وقال مصدر في حركة الجهاد لوكالة فرانس برس "استشهد قياديان ميدانيان وأصيب قيادي ثالث في سرايا القدس في غارة عدوانية استهدفتهم في شقة غرب غزة". وأوضح مصدر طبي، "وصل إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة شهيدان وثمانية مصابين آخرن بينهم امرأة وطفليها"، مشيرا إلى أن أحد المصابين حالته "حرجة". من جانبها قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان مقتضب إن غارة إسرائيلية استهدفت هدفا كان يتواجد فيه مجاهدونا في إطار رفع الجهوزية والاستعداد (في اشارة ضمنية لاستهداف نفق) ويوجد لدينا شهداء ومفقودون" دون مزيد من التفاصيل. وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس فإن حصيلة القتلى حتى ظهر الثلاثاء بلغت "26 شهيدا من بينهم 9 أطفال وامرأة و125 إصابة بجراح مختلفة". من جانبها قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخا أُطلق من قطاع غزة تسبب في مقتل شخصين ببلدة عسقلان في جنوب إسرائيل اليوم الثلاثاء، وهما أول قتيلان يسقطان في إسرائيل خلال التصعيد الذي بدأ عبر الحدود مساء أمس الاثنين. ويأتي هذا بينما يستمر التصعيد من الجانب الإسرائيلي في كل من القدس وقطاع غزة على الرغم من الدعوات الدولية التي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها ضد الفلسطينيين. وجاءت الاعتداءات الإسرئيلية بعد تصدى آلاف الفلسطينيين المعتكفين في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان لخطط مستوطنين للدخول إليه إذ أحيت إسرائيل الاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967 وضمها. وردت حركة الجهاد الإسلامي (حماس) بعد مقتل 22 فلسطينيا في ضربات إسرائيلية على غزة الاثنين بضربات انتقامية على المستوطنات الإسرائيلية. وتبادلت إسرائيل وحركة حماس إطلاق النيران الكثيف الثلاثاء، مع، في تصعيد كبير للعنف بين الجانبين على خلفية المواجهات في المسجد الأقصى في القدس التي تعد الأعنف منذ عام 2017. وأعلنت كتائب القسام الثلاثاء، توجيه "الضربة الصاروخية الأكبر" تجاه مدينتي أسدود وعسقلان الإسرائيليتين المحاذيتين لقطاع غزة ردا على استهداف المنازل. وأضافت حركة حماس في بيان، أنه تم توجيه "الضربة الصاروخية الأكبر لمدينتي أسدود (38 كم من غزة) وعسقلان (19 كم من غزة)." وأردف البيان أن هذه الضربة "جاءت ردًا على استمرار العدوان (الإسرائيلي) باستهداف البيوت الآمنة ورجال المقاومة"، وحذّرت كتائب القسام إسرائيل قائلة: "القادم أعظم". وقال إعلاميون أنه شوهدت عشرات الصواريخ تنطلق من شرقي القطاع تجاه المدن الإسرائيلية، وأعقب ذلك شن المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جديدة على مناطق متفرقة من القطاع. في المقابل قالت صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية، إنها "تقدر إطلاق 70 صاروخا من غزة خلال نصف ساعة". ولم يصدر أي بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي بشأن عدد الصواريخ التي أطلقت من غزة خلال الساعات الماضية. بدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن "إسرائيليين اثنين أصيبا بشظايا زجاج من مبنى تلقى ضربة مباشرة بقذيفة صاروخية في مدينة أسدود". كما أشارت الهيئة إلى "إصابة بمبنى في مدينة عسقلان" دون تفاصيل إضافية. ندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الثلاثاء بالضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ووصفها بأنها "عشوائية وغير مسؤولة"، قائلا إن إسرائيل تسببت في تصعيد سابق للعنف بسبب أفعالها في القدس. كما قال أبو الغيط في بيان إن "الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وتسامح الحكومة مع المتطرفين اليهود المعادين للفلسطينيين والعرب، هو ما أدى إلى اشتعال الموقف على هذا النحو الخطير"، مضيفا أن الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة "استعراض بائس للقوة على حساب دماء الأطفال". وطالب أبو الغيط المجتمع الدولي بالعمل فوراً على وقف العنف، قائلا إن "الاستفزازات الإسرائيلية لا زالت تتواصل في القدس، في تحد لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وهم على أعتاب عيد الفطر المبارك". ويعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية اجتماعا عبر الإنترنت اليوم الثلاثاء لمناقشة الوضع في القدس. وأبدت الأمم المتحدة الثلاثاء "قلقا كبيرا" حيال تصاعد أعمال العنف الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل. وأفاد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل الصحافيين في جنيف "ندين كافة أشكال العنف وكافة أشكال التحريض على العنف والانقسامات القومية والاستفزازات"، قائلا "يجب على قوات الأمن الإسرائيلية أن تسمح بحرية التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات". وتابع أنّه "لا يجب استخدام القوة ضد من يمارسون حقوقهم سلميا"، مضيفا "حتى حين يكون استخدام القوة ضروريا يجب أن تتلاءم تمامًا مع المعايير الدولية لحقوق الانسان." وأشار المتحدث كولفيل إلى أن مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قلق خصوصا بشأن تأثير العنف على الاطفال، موضحا "يجب إخلاء سبيل الأطفال المعتقلين ويجب تهدئة الأمور".
مشاركة :