دمشق ـ وكالات: تتهم فصائل المعارضة السورية وحدات حماية الشعب الكردية في حلب بالسعي لفتح معبر بري مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام واستهداف طريق الكاستيلو الذي يخضع للمعارضة ويعد شريان حلب الذي يربطها بالريف الشمالي، كما أنه المنفذ الوحيد للمسافرين إلى تركيا. شهدت الأيام الماضية اشتباكات وقصفًا متبادلًا بين كتائب من المعارضة من الجبهة الشامية وجبهة النصرة من جهة والقوات الكردية المتمركزة في حي الشيخ مقصود من جهة أخرى، سقط فيها قتلى وجرحى بينهم مدنيون من الطرفين. ويسود التوتر أطراف حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية بحلب، بعد المعارك التي شهدها في الأيام الماضية بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة ووحدات حماية الشعب الكردية التي تتهمها المعارضة بأنها تمهد لفتح معبر بري يربط بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وحي الشيخ مقصود الذي يخضع لسلطة وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما ترفضه المعارضة. وأشارت المصادر الميدانية إلى مقتل رجل وامرأة وجرح عدة أشخاص بعدما قصفت القوات الكردية الموجودة في حي الشيخ مقصود حي بعيدين وطريق الكاستيلو ودوار الجندول، بعدد من قذائف الهاون، واستهداف القناصة السيارات العابرة التي تقل المدنيين مما تسبب باحتراق شاحنة كبيرة. كما ذكرت مصادر في حي الشيخ مقصود أن طفلين قتلا وأصيب عشرة أشخاص نتيجة سقوط العشرات من قذائف الهاون على الحي. وأحدث استهداف القوات الكردية لطريق الكاسيتلو ردود فعل غاضبة، وخرجت عدة مظاهرات أول أمس في أحياء تخضع للمعارضة، أبرزها أحياء صلاح الدين والمشهد للتنديد بما وصفه المتظاهرون "الممارسات الكردية المسيئة للثورة السورية". ودفع استهداف القوات الكردية طريق الكاستيلو كتائب المعارضة إلى بناء ساتر ترابي لتفادي قناصة ورشاشات وحدات حماية الشعب الكردية التي تشرف على الطريق من حي الشيخ مقصود. ويعد طريق الكاستيلو الذي يخضع للمعارضة رئة حلب وشريانها الرئيسي الذي يربطها بالريف الشمالي، كما أنه المنفذ الوحيد للمسافرين من حلب إلى تركيا وباقي دول العالم، ولا سيما بعد توقف حركة السفر عبر مطار حلب الدولي. كما تنقل عبره معظم البضائع ومواد الوقود والمحروقات إلى الأحياء الخاضعة للمعارضة، مما ينذر بارتفاع الأسعار إن استمر قطع الطريق في الأيام القادمة. وقال الناشط الميداني محمود أبو الشيخ إن القوات الكردية أخطأت بهذا التصرف، فقطع الطريق سيجعلها موضع اتهام مباشر بالعمالة للنظام، وسيجرّ عليها حربًا موسّعة مع كل فصائل المعارضة. وكانت غرفة عمليات فتح حلب، التي تضم أبرز كتائب المعارضة، أعلنت في بيان سابق صدر من أكثر من أسبوع رفضها فتح أي معبر مع مناطق النظام، محذرة من أن هذا الإجراء سوف تكون له تبعات خطيرة، وسيكون هدفًا عسكريًا مشروعًا لقواتها العسكرية. واتهم ناشطون من حي الشيخ مقصود القوات الكردية بالسماح لثلاث سيارات بالعبور إلى مناطق سيطرة النظام، ومن ثم العودة إلى الحي، رغم تحذيرات غرفة فتح حلب من ذلك الأمر. وقال الناشط الإعلامي أبو أحمد الحلبي إن القوات الكردية تطمح لفتح معبر مع مناطق النظام بهدف الحصول على المال من خلال ذلك المعبر، إضافة إلى عقد صفقة مع النظام بقطعها الطريق الوحيد لأحياء المعارضة بغية فرض الحصار. من جهته، كشف الرائد ياسر عبد الرحيم قائد غرفة عمليات فتح حلب عن وجود "مفاوضات حثيثة مع الفصائل الكردية لاحتواء الموقف"، مشيرًا إلى أن الساعات القليلة القادمة سوف تشهد تغيرًا في مجرى الصراع القائم بين المعارضة والقوات الكردية.
مشاركة :