يسجل الحجاج الموجودون في المدينة المنورة زيارة إلى جبل أحد، الذي دارت أسفله واحدة من أكبر المعارك بين جيوش الحق وفلول الباطل. ووردت تسمية أحد بهذا الاسم في روايات عدة، منها: ما يشير إلى أنه دلالة على تميّز الجبل عن غيره لتوحّده وانقطاعه عن غيره من الجبال الأخرى، فهو يظهر وكأنه قطعة واحدة غير مجزّأة أو متصلة بأي جبل، وقيل في تسميته بأحد نسبة إلى رجل من العمالقة كان يسمى (أحداً) أقام بجواره فسمي الجبل باسمه. ويُطل جبل أحد على المدينة المنورة من الجهة الشمالية، كمانع طبيعي على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال من المدينة المنورة، بطول سبعة كيلومترات وعرض ما بين 2 إلى 3 كيلومترات، وارتفاع يصل إلى 350 متراً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلومترات تقريباً. ويحوي جبل أحد أجمل التكوينات الصخرية من أحجار الغرانيت الذي يميل لونه إلى اللون الأحمر الداكن، وبه عروق مختلفة الألوان منها الأزرق والأسود والأبيض والأخضر والرصاصي، كما يحوي الكثير من المعادن كالحديد في الصخور السطحية، والنحاس في التكوينات الداخلية لبعض الصخور. ويُمثّل موقع جبل أحد منطقة استراتيجية مهمة من المدينة المنورة، فهو يشرف على التقاء عدد من مجاري الأودية والواحات الخضراء. وتنتشر على جبل أحد الكثير من النباتات والأعشاب والحشائش بشكل كبير ويبدو الجبل في كثير من أجزائه واحة خضراء تغطيها الأعشاب والنباتات المختلفة، وتستمر بعض هذه النباتات في النمو كالأعشاب والنباتات البرية، أما النباتات العشبية الأخرى خصوصاً ما ينتمي إلى الفصيلة النجيلية فيموت بالتدرج نظراً لانقطاع الأمطار.
مشاركة :