رفضت قيادات الجالية المسلمة في بلجيكا أي محاولة لإيران بتسييس ما حدث في موسم الحج، وقال البعض منهم إن ما فعلته إيران من استغلال حادث منى سياسيًا هو موقف ليس من الإسلام، لأنه من المفترض أن يتكاتف الجميع للبحث عن حلول أو طرق لتفادي وقوع مثل هذه الأمور بدلاً من توجيه اتهامات والتشهير بالآخرين كما اتفقت القيادات الدينية على الإشادة بالجهود الجبارة التي تقوم بها السلطات في المملكة لخدمة ضيوف الرحمن. وقال الشيخ نور الدين الطويل عضو المجلس العلمي التابع للهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، إن محاولة إيران تسييس أمور دينية واستغلال حادث وقع أثناء أداء مناسك الحج فهذا أمر مرفوض تماما، والجميع يعلم أن إيران وحجاج إيران يتسببون في مشكلات، ولهم تاريخ يشهد على ذلك، «ولهذا نحن نقول إننا نرفض تسييس الأمر وأن ما تريده إيران هو الفتنة وهذا نرفضه تماما». وأشار إلى أن الخدمات التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن كانت على أعلى مستوى. وأضاف الطويل في اتصال هاتفي قبل ساعات من عودته إلى بروكسل بعد أن أدى فريضة الحج هذا العام: «نشكر السلطات السعودية وخصوصًا رجال الأمن الذين قدموا جهودًا مميزة لتسيير الأمور بسلام وهدوء، وشاهدنا هذا الأمر بأعيننا لكن كان أداء السلطات السعودية على أعلى مستوى من الأداء الأخلاقي في خدمة ضيوف الرحمن»، وقال نور الدين: «نحن حجاج أوروبا كنا نقيم في مخيمات على أعلى مستوى من الخدمات ولم نعانِ من أي شيء». من جانبه قال الشيخ عبد الهادي عقل إمام وخطيب مسجد المركز الإسلامي في بروكسل ورئيس معهد الدراسات الإسلامية في المركز: «لم يكن هناك أي تقصير من المملكة في أي جانب، وهي تسعى دائما لتوفير الخدمات اللازمة للحجاج والتيسير عليهم، ولكن عدم التزام الناس بالإجراءات وسوء تصرف البعض من المسؤولين عن التفويج، كلها أمور قد تؤدي إلى وقوع حوادث، ولكن السلطات السعودية لا تتحمل هذا الأمر». وعن محاولة تسييس الأمور من جانب إيران قال: «هذا خطأ وهذا ليس في الإسلام لا يجوز التشهير بالآخرين ولا الطعن بالآخرين ولا بد من مساندة بعضنا البعض كمسلمين، لأن الحج يشهد حضور ملايين الأشخاص لأداء الفريضة في نفس التوقيت وهذه عملية ليست بالأمر السهل بل هي مسؤولية كبيرة، وعلينا أن نتعاون ونتكاتف لإنجاح هذه المهمة، والعمل على تفادي أي أخطاء وليس بالطعن ولا بالتشهير بالآخرين وبتصيد الأخطاء». وأضاف أنه «للأسف هناك من يتربص بهذه الأمور، وللأسف أيضًا أنه لا يوجد التزام بالمواعيد والتعليمات من الأشخاص مما يؤدي إلى مثل الحوادث»، وقال الشيخ عبد الهادي: «إن السعودية تقدم إمكانيات هائلة لتسهيل أداء الحج، وأنا كنت منذ عامين هناك ورأيت بنفسي ما تقوم به السلطات السعودية، وأضرب إليك مثلا عندما تقوم دولة ما بتنظيم مؤتمر يحضره 200 أو 300 شخص تكون هناك استعدادات قصوى وتحدث أحيانًا أخطاء، فما بالك بهذا المؤتمر الذي يحضره ملايين من المسلمين أثناء الحج». واختتم يقول: «لو التزام الحجاج بالتعليمات لن تحدث مثل هذه الحوادث».
مشاركة :