توقّع عقاريون أن تشهد عقارات دبي والإمارات ككل أداءً قوياً خلال الصيف المقبل، وذلك على غير العادة في السنوات السابقة التي كانت تهدأ فيها المبيعات بشكل كبير بالتزامن مع سفر معظم سكان الدولة (مواطنين ومقيمين) إلى الخارج. وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن ذلك يعود إلى أسباب عدة، منها حركة انتعاش القطاع التي بدأت وتيرتها في الارتفاع منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، فضلاً عن تطعيم معظم سكان الدولة، الذي يمنح المستثمرين مزيداً من الثقة بأن الإمارات هي الملاذ الآمن للاستثمار. إيجابية وتفصيلاً، توقع المستشار العقاري رئيس شركة «أون بلان العقارية»، أحمد الدولة، أن يميل أداء السوق العقارية في الإمارات حالياً إلى الإيجابية والانتعاش، مستفيداً من نجاح الإجراءات الاحترازية للدولة في التصدي لجائحة «كوفيد-19»، والاقتراب من تطعيم السكان بالكامل، ما أعطى جرعة ثقة إضافية للمستثمرين بأن الإمارات هي الملاذ الآمن للاستثمار في الوقت الراهن. وقال الدولة إن الشركات تعوّل بشكل كبير على استمرار زخم المبيعات خلال العام الجاري بفضل صلابة ومرونة الاقتصاد الإماراتي، وإطلاق المبادرات الحكومية رغم الجائحة، مثل قوانين الإقامة، وكذلك إتاحة تملك الأجانب للأنشطة التجارية بالكامل. المستثمر الخليجي وأضاف الدولة أنه من المنتظر أن تنشط الاستثمارات العقارية مع إعادة فتح معظم الدول للحدود مع الإمارات، مرجحاً أن يكون المستثمر الخليجي أبرز الوافدين للاستفادة من الفرص المغرية في السوق، والأسعار المعقولة وخطط السداد الجذابة وتوافر الخيارات العقارية، وكذلك أغلب المستثمرين من الدول العربية والأجنبية. وأوضح أن الموسم الصيفي يتزامن مع العودة التامة للقطاع السياحي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقطاع العقاري، حيث سيكون له تأثير إيجابي في زيادة الطلب على العقارات، ما سينعكس بصورة مباشرة على ارتفاع الإيجارات وصولاً إلى تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي سيدعم القطاع بقوة. إشارات واعدة من جانبه، يرى الخبير العقاري وليد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال للوساطة العقارية»، أن السوق العقارية في دبي، أظهرت إشارات واعدة ومؤشرات إيجابية ومبشرة على الانتعاش وتحقيق مستويات قياسية خلال عام 2021، مع تنامي الطلب ونمو الأسعار تدريجياً بشكل يشجع المطورين والمستثمرين على حد سواء. وأضاف الزرعوني أن عقارات الإمارات تقدم أفضل العوائد قياساً بدول المنطقة أو حتى مقارنة مع بقية الدول، كما توفر بيئة استثمارية خصبة للتفوق في المجالات كافة، مشيراً إلى أن فصل الصيف 2021 يتمتع بأوضاع أكثر ملاءمة تشجع على ضخ السيولة في السوق العقارية، مع نمو مبيعات الفلل والشقق السكنية الجاهزة. ولفت إلى أن السوق تشهد خلال فترة الصيف حملات ترويجية بقوة للبيع، وسط تركيز جميع الشركات للفوز بحصة جيدة من السيولة المتوقع قدومها، لاسيما مع تنظيم معرض «إكسبو» الدولي في أكتوبر المقبل ولمدة ستة أشهر كاملة. انتعاش ملحوظ بدوره، قال مؤسس ومدير شركة «الليوان الملكي» للعقارات، محمد أبوحارب، إن مبيعات العقارات خلال فصل الصيف تشهد في العادة هدوءاً نسبياً كل عام، إلا أنه في العام الجاري قد تنتعش المبيعات بشكل ملحوظ بفضل عوامل عدة، أبرزها عمليات التطعيم الواسعة لجائحة «كوفيد-19»، إلى جانب زيادة جاذبية السوق أمام المستثمرين المحليين والأجانب، فضلاً عن انتعاش قطاع السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، ما يكفل طلباً إضافياً على القطاع الإيجاري. وأضاف أبوحارب أن الدولة تقود مبادرات لدعم وتشجيع قطاع السياحة في الصيف، متابعاً: «سيكون موسم الصيف المقبل متغيراً تماماً عن الصيف الماضي، حيث هناك مؤشرات قوية في الربع الأول من عام 2021 توضح أن السوق ستتعافى وتسجل معدلات نمو غير مسبوقة في الصيف». الفلل توقع أبوحارب ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية، خصوصاً قطاع الفلل، مع تدفق السيولة من الأسواق المجاورة، والأوروبية أيضاً، لشراء العقارات بغرض الاستثمار في مدينة دبي. وقال: «كلنا نترقب حدثاً كبيراً واستثنائياً هو معرض (إكسبو 2020 دبي)، إذ سيكون تأثيره جيداً على ترسيخ قاعدة المستثمرين في الدولة، وزيادة اكتشاف الفرص العقارية المتاحة». وأشار أبوحارب، إلى توقعات زيادة المنافسة بين شركات التطوير العقاري في ما يتعلق بتقديم مزيد من العروض الصيفية لتشجيع المستثمرين على الشراء، وهذا أمر نلاحظه منذ بدء الجائحة وحتى اليوم. وبيّن أن عروض المطورين شملت خفض رسوم الخدمات أو رسوم التسجيل العقاري، مشيراً إلى أن استمرار مثل هذه العروض سينعكس على تنشيط المبيعات خلال الصيف، فضلاً عن التشريعات التي أقرتها الدولة على صعيد منح الجنسية والإقامة الذهبية، ما عزز تحويل رؤوس الأموال من الدول المجاورة إلى دبي للاستفادة من المميزات التي تمنحها هذه القوانين. مبيعات أفضل في السياق ذاته، توقع المدير العام لشركة «فيوجر باث»، محمد آل علي، أن تسجل العقارات مبيعات أفضل خلال موسم الصيف مع تحسن وضع السوق، وتلاشي مخاوف «كورونا» التي ظلت تضغط على السوق طوال العام الماضي. وذكر آل علي أنه يوجد تنافس كبير بين المطورين العقاريين لإنشاء مشروعات جاذبة، وتقديم أفضل العروض مما يعزز الطلب، ورغم ذلك تشهد السوق حالياً حالة من الركود خلال رمضان الجاري، متوقعاً أن تتعافى السوق وتسجل انطلاقة قوية بعد انقضاء عيد الفطر وتستمر طوال موسم الصيف، إذ يعمد المستثمرون والمشترون المحتملون إلى دراسة أفضل العروض لاقتناص الفرص الاستثمارية الأحسن. وأكد أن الفترة الأخيرة شهدت قدوم مستثمرين أجانب للاستثمار والإقامة في دبي بعد النجاح في السيطرة على الجائحة وتطعيم معظم السكان، ما يضيف شريحة جديدة من المستثمرين، والتي قد تفضل الاستمرار في الإمارة وضخ استثمارات في قطاع العقارات. ولفت إلى أن الأوضاع كانت صعبة خلال العام الماضي، وسط ركود اقتصادي ومخاوف التعرض للإصابة بالفيروس، لكن السوق أظهرت تماسكاً واستطاعت تجاوز الأزمة بمرونة كبيرة. زيادة الاستثمارات إلى ذلك، توقّع الرئيس التنفيذي لشركة «بن غاطي للتطوير العقاري»، محمد بن غاطي، زيادة ضخ الاستثمارات العقارية خلال موسم الصيف، لاسيما مع تزايد مستويات الثقة في القطاع خلال الفترة المقبلة بسبب العائدات المجزية التي لم تتدنَّ في أحلك الظروف عن نسبة 6 و7%. وقال بن غاطي إن القطاع العقاري شهد العديد من التغييرات الإيجابية بفضل القرارات الصائبة والحكيمة بالتزامن مع القوانين التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر القليلة الماضية، لافتاً إلى أن تعافي الاقتصاد، وعودة الأنشطة إلى مستويات ما قبل الجائحة، يعززان من نشاط القطاع وتمكينه من استعادة مساره. أداء أقوى من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، إن السوق العقارية مقبلة على موسم صيفي سيسجل خلاله أداء أقوى من الفترة المقابلة في العام الماضي، بسبب عدد من العوامل، منها الدعم الحكومي، وتسهيلات البنوك، وإقبال الأثرياء على الشراء، إضافة إلى التسهيلات الموجودة. وأضاف أن فترة الصيف تعتبر من الفترات المهمة للشركات العقارية، حيث تتنافس الشركات فيها لرفع نسبة مبيعاتها من خلال العروض المغرية، متوقعاً أن الموسم المقبل يكون امتداداً للانتعاش الذي بدأ في الربع الأخير من العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، الذي سجل مستويات عالية من المبيعات، خصوصاً في مجال الفلل والـ«تاونهاوس»، وذلك مع ارتفاع أعداد الحاصلين على اللقاح، وزيادة نشاط الحركة الاقتصادية، ما يجعل جميع الأمور مبشرة خلال الصيف المقبل. • الصيف المقبل سيكون على غير العادة في السنوات السابقة التي كانت تهدأ فيها المبيعات. • الشركات تعوّل على استمرار زخم المبيعات خلال 2021 بفضل صلابة ومرونة الاقتصاد الإماراتي. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :