اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، في الأمم المتحدة، أن أي انتقال سياسي في سوريا يجب أن يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد، مؤكدًا أن «لا أحد يمكنه أن يتصور حلا سياسيا» في وجود الرئيس السوري. وأعلن فرنسوا هولاند الاثنين أنه «لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا والجلاد» في سوريا، مستبعدا الرئيس بشار الأسد من أي حل سياسي للنزاع. وحمل هولاند الرئيس السوري مسؤولية الفوضى في سوريا، مشيرًا إلى «مأساة ناجمة عن تحالف الإرهاب مع الديكتاتورية». وقال هولاند خلال لقائه صحافيين قبل خطابه أمام الجمعية العامة: «علينا أن نبذل كل ما هو ممكن للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا، هذا الانتقال يتضمن رحيل بشار الأسد. لم يتغير شيء». وأضاف: «قالت روسيا وإيران إنهما راغبتان في المساهمة في حل (...) وبالتالي علينا العمل مع هذه الدول لنقول لها إن الحل لعملية انتقالية في سوريا يجب أن يتضمن رحيل الأسد». وانتقد هولاند «وهم» الرئيس السوري الذي يسعى إلى «الإيحاء بأننا إذا كنا ضد (داعش)، فإننا مع الأسد. كلا!». إلى ذلك، حذر ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله الثاني، من مخاطر الجماعات الإرهابية التي تتمسح في الدين الإسلامي وتقوم بتحريف الإسلام، مطالبًا أن يستجيب المجتمع الدولي لخطط مكافحة تلك الجماعات التي تمارس القتل الجماعي وقطع الرؤوس والخطف والعبودية. وحث على التصدي لاحتكار الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام الاجتماعية، وكشف دوافع المتطرفين المتعطشين للسلطة والسيطرة على المال والأرض واستخدام الدين ستارًا. وطالب الملك عبد الله بإيجاد حل للأزمة السورية وتقديم الإغاثة للاجئين السوريين ومساعدة الأردن في تحمل وطأة استيعاب الملايين من اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أنهم باتوا يمثلون أكثر من 20 في المائة من سكان الأردن. وقدم الملك عبد الله في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح أمس، خطة من سبع خطوات لترسيخ روح التسامح والتعايش المشترك وما تنص عليه جميع الأديان. وأكد أن المبادئ التي تجمع الدول والأديان أكثر من الخلافات التي تفرقها. وقال عاهل الأردن: «علينا العودة إلى الروح المشتركة لمختلف الأديان وقيم المحبة والسلام والعدالة والرحمة، ووقف أساليب الترهيب، والدعوة إلى محبة الله وإظهار الاحترام للمختلفين معنا». بدوره قال أمير قطر تميم بن حمد إنه حذر من «استمرار نظام الأسد في سياسة إرهاب الشعب»، مضيفا أن نصف الشعب السوري «أصبح نازحا داخليا وخارجيا، وعلى المجتمع الدولي التحرك لحل هذه القضية». ولفت في كلمة له أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، إلى ضرورة وضع حد لإراقة دماء السوريين من طرف النظام والإرهاب، مؤكدا أن المجتمعات العربية هي الأكثر تضررا من الإرهاب. مشددا على أنه يجب عدم تخيير الشعوب بين الإرهاب والاستبداد. وقال: «كان على المجتمع الدولي وقف مجازر النظام السوري في الوقت المناسب. فالشعب السوري يتعرض لحرب إبادة وتهجير من نظام الأسد». ودعا أمير قطر الجمعية العامة للتعاون لفرض حل سياسي في سوريا. واعتبر أن غياب التوافق الدولي أعاق حل القضايا الدولية الهامة، محذرا من أن الصراع في الشرق الأوسط يمثل تهديدا دائما للأمن والسلم الدوليين.
مشاركة :