تمثل مهنة صناعة وحياكة المشالح الأحسائية من المهن المغمورة الخالدة التي أمتهنها وأتقن صنعها وحياكتها العديد من العائلات الأحسائية لأكثر من قرن من الزمن، وارتبطت هذه المهنة بالأحساء كأول المدن التي بدأت صناعة وحياكة المشالح، وأحد أهم الأسواق المنتجة والمصدرة للمشالح في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. ويمتاز المشلح الأحسائي بدقة حياكته يدوياً عبر استخدام خيوط الحرير والقطن والصوف وتطريز حواشيه بالزري الذهبي والفضي، حيث تمتد فترة حياكته من عشرة أيامٍ إلى ستة أشهر ويمر بسبع مراحل تبدأ بمرحلة التركيب، الطوق، الهيلة، البروج، المقصر، ومرحلة القيطان والخبانة وصولاً إلى مرحلة البرداخ التي تم فيها ضرب الزري وإبراز لونه الذهبي. ويحول الأحسائيين مجالسهم لأماكن صناعة وحياكة المشالح وتعليم الحياكة حيث يرسلون أبناءهم منذ الصغر لتعلم المهنة التي تصل لمدة خمس سنوات، يتم خلالها التدرج في تعلم أمور الحياكة بطي خيوط المشلح وتنظيفه، والتعلم على كيفية غرز الإبرة، وأخذ المقاسات على قطع القماش، والتدرب على الخيوط النحاسية التي يعتمد عليها في خياطة المشلح. ويعمد الحائكون الأحسائيون على تعليم أبنائهم هذه المهنة بهدف تكوين مصدر دخل إضافي للعائلة، غير أن ظهور الطفرة الصناعية واكتشاف النفط في المملكة أسهم في انتقال الكثير من الحائكين للعمل في الشركات الصناعية وأخذ ممارسة الحياكة كنوع من الهواية. يمتاز المشلح الأحسائي بدقة حياكته يدوياً
مشاركة :