احتل عدد من البرامج الإنسانية والتراثية صدارة المشاهدة والمتابعة في رمضان هذا العام، وجاءت آراء الناس والنقاد بعد دراسة مؤشرات النجاح للأعمال البرامجية، واختيار الأفضل فيما بينها، خصوصاً لمن نجح في تقديم رسالة هادفة للجمهور من خلال إنتاج هذه البرامج، منها «قلبي اطمأن» و«الشارة» و«مُر وحلو»، التي تولت تنفيذها «أبوظبي للإعلام» لتقدم محتوى ترفيهياً اجتماعياً إنسانياً هادفاً يرقى بالمشاهد الخليجي والعربي. وعزز برنامج «قلبي اطمأن» مكانته في موسمه الرابع لهذا العام، باعتباره من أكثر البرامج مشاهدة ومتابعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب»، حيث أتى البرنامج هذا العام الذي يعرض على شاشة «أبوظبي» بشكل ومضمون مختلفين، برسالة وهدف واحد منذ انطلاقته وهو أن «الناس للناس»، ويتصدر نسبة المشاهدات عبر الشاشة الصغيرة «يوتيوب»، إلى جانب التعليقات الإيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدى «غيث» الإماراتي تداعيات أزمة «كورونا»، وأخذ يجوب دول العالم بحثاً عن مساعدة المحتاجين ورسم البسمة على وجوههم، وإتاحة الفرصة لهم في التغلب على مشقات الحياة، بنهج التعامل مع الإنسان، سواء أكان عربياً أم أجنبياً، مسلماً أم غير مسلم. صعوبات حياتية وعلى امتداد المواسم السابقة، ركز «قلبي اطمأن» في طرحه للحالات الإنسانية على عرض ظروف أفراد يعانون صعوبات حياتية ويقدم لهم الحلول، لكنه في الموسم الجديد رسم خريطة جديدة، انطلقت من هدف تقليل الفقر في العالم، وقدم الشاب غيث الإماراتي الدعم عن طريق مغلفات مغلقة ومختومة بكلمة «سعادة»، ويحمل كل منها دعماً من نوع مختلف، وقد يحصل بعض المشمولين بالمساعدة على بطاقتين أو ثلاث، تكفل لهم في النهاية تأمين الحاجة من المال أو تدبير شؤون حياة أو علاجاً أو مأوى أو فرصة عمل أو غير ذلك، مما يساعده في محنته. وحتى الآن ما تزال شخصية «غيث» محور تساؤل في مواقع التواصل الاجتماعي، من هو، ولماذا يصر على إخفاء وجهه، لكنه يظل يكرر دائماً أنه ليس من الضرورة أن يكون للخير وجه، الخير مبدأ، الخير إنسان، وظهور الوجه يضيع هذه الفكرة، ليؤكد نهج الإمارات التي تفيض بالعطاء حول العالم، بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين. علامة مسجلة ركزت حلقات الموسم الجديد على مشكلات الفقر، ومن هم بحاجة إلى مساعدات مجتمعية أو علاجية، مثل الكفيف ومرض البهاق وأصحاب الهمم ومن يعانون من التقزم، لينتقل «غيث» بجمهور مشاهديه إلى عوالم أرحب، ومساحات أوسع، مع تغيير في ملابسه وحقيبته المميزة التي أصبحت علامة مسجلة لتوزيع السعادة، ليستمر في طريقه في زرع الخير ونشر السعادة حول العالم. الشارة أما برنامج المسابقات التراثي المُحبب «الشارة» من تقديم حصة الفلاسي، يواصل حضوره مع الجمهور ويركز على تراث دولة الإمارات بمفرداته المكانية وما يكتنزه فيه من عادات وتقاليد وإرث شعري عميق، في البحر والصحراء والجبل والمزرعة والبيت القديم وكافة تفاصيل المهن اليدوية الشعبية والأمثال واللهجة، والشخصيات المؤثرة في تاريخ وحاضر الدولة، والذي تقدمه الإعلامية حصة الفلاسي، ويضم عدداً من خبراء التراث الإماراتي ضمن لجنة التحكيم المكونة من: سعيد بن سالم بن لاحج الرميثي، سيف محمد بوقبي المزروعي، محمد بن صابر المزروعي، إلى جانب مشاركة عدد من حافظات التراث. صون التراث ويأتي «الشارة» الهادف لصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية، وذلك من خلال طرحه باقة من الأسئلة التراثية المشوقة، تسلط الضوء على العادات والتقاليد والشخصيات التاريخية المؤثرة وتاريخ بناء القلاع والأبراج في الدولة، بالإضافة إلى مفردات اللهجة الإماراتية والشعر النبطي والأمثال والألغاز والحكايات وتفاصيل البيت الإماراتي القديم وأبرز المهن والصناعات اليدوية، وكل ما يتعلق بتفاصيل موروثنا الثقافي، وعبرت حصة الفلاسي عن سعادتها الكبيرة لما يحققه البرنامج من نجاح من عام لآخر، في التعريف بالموروث الشعبي الإماراتي على مستوى العالم العربي، حيث أصبح البرنامج في أعلى قائمة برامج المسابقات الرمضانية التي تعنى بالثقافة والتراث بشكل متخصص، إلى جانب المشاركات المتميزة التي امتدت على مدار 11 موسماً، وردود الأفعال الإيجابية عبر مواقع التواصل لبعض الحلقات التي فاز بها المشاركون بالناموس، إضافة إلى الحلقة المتميزة التي تعرف فيها المشاهد على عايشة العبيدلي أصغر شيف إماراتية. مُر وحلو عاد الإعلامي علي آل سلوم إلى شاشة «الإمارات» في رمضان هذا العام، من خلال البرنامج الاجتماعي الإنساني «دروب» تحت عنوان «مُر وحلو»، في موسمه الثامن، حيث يتنقل البرنامج بالمشاهدين خلال نصف ساعة بين وجهات من نوع خاص، مع التركيز على المناطق الطبيعية، مع تسليط الضوء على تكيف الإنسان والحيوان والنبات معها، وبخاصة في المناطق التي تمتاز ببيئة مختلفة عن المتعارف عليه لدى البشر حول العالم، وكيفية تعايش البشر مع المتغيرات طوال السنوات الماضية وما هو مستقبلها.
مشاركة :