قالت منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تستخدم القوة «التعسفية والوحشية ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين إلى حد كبير» في الصدامات الدائرة في القدس الشرقية، والتي أوقعت مئات الإصابات في صفوف المتظاهرين والعشرات من رجال الشرطة. دافعت إسرائيل الثلاثاء عن سلوك ضباطها وبدت مصرة على أنهم ردوا على المشاغبين الفلسطينيين العنيفين، على حد تعبيرها، بالوسائل المناسبة. ووصفت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها تلك الوسائل بأنها «غير متناسبة وغير قانونية» متهمة قوات الأمن بتنفيذ «هجمات غير مبررة ضد المتظاهرين السلميين». ويأتي بيان منظمة العفو وسط تصاعد للتوتر في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويتركز جزء كبير من التصعيد في باحات المسجد الأقصى الذي يعتبر ثالث أقدس المواقع في الإسلام. ودارت في باحات المسجد وأماكن أخرى في القدس الشرقية المحتلة صدامات استخدمت خلالها الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه الآسنة ضد المحتجين الفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة وزجاجات المياه والألعاب النارية نحو عناصر الشرطة. ورأت المنظمة الدولية أن إسرائيل استخدمت وعلى مدى عدة أسابيع القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات في القدس الشرقية. واستشهدت المنظمة بحادث بعينه إذ أشارت إلى تفريق القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي لتجمع فلسطيني سلمي هتف المشاركون فيه ضد محاولة إخلائهم من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. وقالت المنظمة إن عناصر الخيالة الإسرائيلية انطلقت نحو الحشد، وداست على رجل كان يحاول الهرب. ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي إلى «محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الممنهجة». وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت في وقت سابق من العام الجاري بإخلاء أربعة منازل يسكنها فلسطينيون، يقولون إن لديهم عقود إيجار معطاة من السلطات الأردنية التي كانت تدير القدس الشرقية بين 1948 و1967. وجاء ذلك دعماً لمطالبة مستوطنين يهود بملكية هذه المنازل، بدعوى أنّ عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. - فقط استعداد - ولم ترد الشرطة الإسرائيلية على تهم بعينها لكنها قالت لوكالة فرانس برس في رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني «لن نسمح بالإخلال بالنظام والإضرار بنسيج الحياة والتحريض على الإضرار بقوات الشرطة والعنف ضد الشرطة والمدنيين». وفي تصريح لقناة «إن 12» الإسرائيلية الإثنين، قال مفوض الشرطة كوبي شبتاي «أظهرنا الكثير من ضبط النفس» في الأيام الأخيرة في القدس. وأضاف «نحن في مرحلة الاستعداد فقط». خلفت الصدامات التي اندلعت في وقت مبكر من صباح الإثنين، في باحات المسجد الأقصى 520 إصابة في القدس فيما أصيب 37 شرطيا إسرائيليا. وحذرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية، التي تدير قطاع غزة الإثنين إسرائيل بضرورة سحب قواتها من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح. وأطلقت منذ مساء الاثنين نحو 500 صاروخ سقطت سبعة منها في أراض مفتوحة قريبة من القدس. وأعلنت إسرائيل ضرب أكثر من 130 هدفا عسكريا في قطاع غزة. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 26 شخصا في القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع بينهم تسعة أطفال. وقالت جماعة «احموا الأطفال» ومقرها لندن إنها «شعرت بالرعب» من الضربات الجوية الإسرائيلية، وطالبت بوقف «الاستهداف العشوائي وقتل المدنيين». لكن المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس أكد لصحافيين أن غالبية الضربات تستهدف حركة حماس. وأضاف «نحن في المراحل الأولى من ضرباتنا المضادة، سوف تستمر، نحن مستعدون لمواجهة تصعيد».
مشاركة :