تحليل في الجول - التمريرة الطويلة سلاح خفي يجب أن تمتلكه في مخزن أسلحتك

  • 5/12/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قد يبدو تكتيك الكرة الطويلة أو التمريرة الطويلة بسيطا ولكنه مهارة معقدة لتحقيق الكمال المراد، طرح الدور ربع النهائي ونصف النهائي من المسابقات القارية في أوروبا بالإضافة إلي لقاء القمة بين الزمالك والأهلي في الدوري المصري أربعة أمثلة رائعة على هذا التكتيك الذي تم تطبيقه بشكل جيد لتسجيل الأهداف، تضمنت الأربع الحالات تنفيذا تقنيا مثاليا سواءً في التمريرة الطويلة أو عند استلامها والتعامل معها ولكن كانت هناك أيضا تحركات وتكتيكات دقيقة أدت إلى نجاح الفكرة. سيوضح هذا التحليل بعض هذه التفاصيل وسيشير أيضا إلى فعالية التمرير الطويل عندما تكون الظروف مناسبة. الأهلي أمام الزمالك في لقاء الدور الثاني من الدوري المصري. حاول الزمالك الحفاظ علي خط الدفاع مرتفع للغاية، لكن خط الوسط لم يستطع التناغم مع ذلك فلم يتم الضغط علي حامل الكرة بالشكل الكافي، هذه الحالة تسمي بالـ "مكشوفة" وسميت هكذا لأن حامل الكرة بإمكانه كشف الملعب ووجهه بإتجاه مرمي الخصم دون وجود أي عائق أمامه للتمرير. الاتصال بالعين طوال الوقت هنا مهم جدا بين حامل الكرة واللاعب المنطلق، لاحظ صلاح محسن كيف يراقب سلوك السولية. بمجرد تحرك صلاح محسن، يبدأ عمرو السولية بتلقي إشارة للعب الكرة الطويلة خلف خط دفاع الزمالك الذي لم يستعد جيدًا للتعامل مع الحالة، المسافة بين محمود علاء ومحمود الونش كبيرة كما ان الإتصال بينهم لم يكن موجودا، الأول اختار الوقوف بوضعية جسد خاطئة وبالتالي سيكون من المستحيل الركض بسرعة كافية للتغطية والثاني بعيد كل البعد عن التغطية علي زميله أثناء لعب الكرة فكان قراره أيضا متأخرا بالتحرك بعد قرار السولية بلعب الكرة الطويلة. يستعد صلاح محسن للركض من الوسط نحو المرمي مستغلا الوضع الذي سيسمح له بالتفوق علي محمود علاء. تشيلسي أمام ريال مدريد في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. بدءاً من الخصم، حاول ريال مدريد اللعب بخط دفاع عالي والحفاظ أيضا على ضغط خط الوسط، بدأ الهجوم بالإقتراب من حامل الكرة وتقليل المسافات مع لاعبي الوسط، مع قدرة كلا من جورجينو وروديجير علي إطعام المهاجمين بالتمريرات، بدا تشيلسي في توسيع الملعب عند الاستحواذ مع عناق كلا من أزبليكويتا وشيلويل لخطي التماس في كلا الجانبين. اللعب علي تنفيذ مصيدة التسلل ضد ماونت، فيرنر وبوليسيتش بدا وكأنه تكتيك محفوف بالمخاطر، من جهة تشيلسي، فإن هذا سمح لهم بإستغلال وتيرة مهاجميهم من خلال التمريرات خلف الخط الخلفي. مشاهدة الهدف عدة مرات تُظهر بعض التفاصيل الصغيرة ولكنها مهمة، أولا، عند بناء اللعب من الخلف، يسقط الثلاثي الهجومي ماونت، فيرنر وبوليسيتش إلي الوسط لسحب خصمه المباشر بعيدا عن المساحة المركزية، يحافظ بوليسيتش على اتصاله بالعين مع روديجير طوال الوقت، مما يدل على أهمية التواصل غير اللفظي في مساعدة اللاعبين على تنفيذ التكتيكات سرا على أرض الملعب. ما يلي هو نتيجة هذا الإعداد والتواصل، مع اتساع الفجوة بين كورتوا وخط الدفاع، يبدأ بوليسيتش بالإستعداد للركض القطري من الوسط نحو المرمي مستغلا إنطلاقته السريعة من الثبات والتي سيتفوق بها بكل تأكيد علي سرعة ناتشو. ريال مدريد أمام ليفربول في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا. جمع هذا الهدف بين قدرة توني كروس على اختيار توقيت التمرير وقدرة فينيسيوس جونيور علي استخدام وضعية جسده بشكل صحيح. يميل ليفربول للعب بخط دفاع عالي منذ فترة طويلة لكن الفريق يقع في الفخ مع عدم وجود فان ديك لقيادة الدفاع، يبدأ فينيسيوس بالتمركز في نصف المساحة اليسري للاستفادة من الفجوة بين ترينت أليكساندر أرنولد وفيليبس، اتصال العين هنا مع توني كروس هو أمرًا ضروريا بالنسبة لفينسيسوس. مع سحب بنزيمة لفيليبس الذي يقف بوضعية جسد خاطئة بعيدا ، بدأ فينسيوس بالتحرك للأمام قليلا، إشارة جيدة لتوني كروس للقيام بعمله، من خلال التبادل الذكي للمواقف، يجد كروس الوقت والمساحة لاختيار تمريرة مناسبة، وبالتالي كان التنفيذ ممتازا. بفضل سرعته، يجد فينيسيوس جونيور نفسه يركض نحو المرمى مع الكرة التي لعبت في طريقه بسرعة مناسبة. يقوم بإنزالها ببراعة بصدره، وبإستخدام وضعية جسده المثالية يدفع الكرة بشكل قطري ليتخطي ويليامز ويتمكن من قطع الأتصال معه نهائيا ليجد نفسه في موقف انفراد مريح مع أليسون بيكر. مانشستر يونايتد أمام غرناطة في ذهاب الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي. ظروف هذا الهدف تشبه كثيرا هدف فينسيوس جونيور. يبدأ مانشستر يونايتد في بناء اللعب بضربة مرمى قصيرة، يذهب راشفورد إلى خط التماس بهدف سحب ظهير غرناطة بعيدا عن قلب الدفاع، دانيل جيمس يحافظ علي توسيع الملعب بالاقتراب من الخط الجانبي، يراقب راشفورد سلوك ليندلوف ويحافظ على الاتصال بالعين معه طوال الوقت. مع اتساع الفجوة بين ظهير وقلب دفاع غرناطة، يبدأ راشفورد بالسير بإتجاه الوسط وعينه علي أعمق مدافع مرئي لعدم الوقوع في فخ التسلل، يبدأ راشفورد حركته وهي إشارة إلي ليندلوف للعب التمريرة الطويلة. يمرر اللاعب السويدي بطريقة رائعة في مسار راشفورد، مما يبرز الحاجة إلى الخبرة الفنية في كل مركز على أرض الملعب. لا يزال أمام راشفورد عملا هناك، بفضل سرعته، يتمكن اللاعب الإنجليزي من تجاوز قلب دفاع غرناطة وبإستخدام وضعية جسده بين الكرة والمدافع فقد نجح في إمتصاص الكرة تحت الضغط وسيطر عليها ببراعة، يكمل راشفورد المشهد بنهاية هادئة أمام حارس المرمى لكن عبقرية النهاية هذه بدأت بفحصه للمساحة أثناء الركض، حيث فحص بكتفه ليرى ما يفعله حارس المرمى قبل أن يحول انتباهه نحو الكرة ليتحكم بها بع ذلك، كان هذا الفحص الصغير كافيًاً لإعطاء راشفورد صورة للهدف الذي أمامه، مما سمح له بإنهاء الهجمة بهدوء تحت الضغط. كانت الظروف مثالية لخلق تلك الفرص، مهاجم سريع، خط دفاع عالي للخصم وقدرة علي تمرير الكرة بدقة، هذه هي التفاصيل التي أدت إلى تسجيل الأهداف. لن يتم استخدام تكتيك التمريرة الطويلة دائما ولكنه سلاح قوي لإمتلاكه في مخزن الأسلحة، حاول جمع كل تلك التفاصيل الدقيقة، سحب المدافع من مركزه، توقيت الركض والتمرير، تواصل اللاعبين في الفريق مع بعضهم بشكل فعال وستكون لديك العناصر اللازمة لخلق فرصة لتسجيل الأهداف من التمريرة الطويلة. لا يأتي ذلك بدون تعليم اللاعبين لعب تمريرة طويلة فعالة، والتحكم في التمريرة من الخلف وإنهاء الهجمة بسرعة، في الوقت الذي يتم فيه توجيه الكثير من الاهتمام لعبور الخطوط والتعامل مع هياكل الخصوم، فمن المفيد أيضا تعزيز القدرة الشاملة على التكيف مع المواقف المختلفة، تُظهر أمثلة مثل هذه قيمة تعليم الأساسيات للاعبين، خاصة في سنوات التطوير. قد يحمل هذا التحليل اسما يُستخدم لإظهار الطبيعة الأساسية للعبة التمريرة الطويلة، لكن تقشير الطبقات الداخلية يكشف عن جمال وأناقة وفعالية أكثر من تبرير استمرار استخدامها.

مشاركة :