يقيم أهالي بلدة سنابس بمحافظة القطيف كل عامٍ تقليد المسحراتي مع قدوم شهر رمضان المبارك، مسترجعين للأذهان عبق الزمن الماضي الجميل، فيجول المسحراتي بين الأحياء والأزقة قارعًا الطبل وسط ترديد الأدعية والأهازيج الرمضانية، وذلك من بعد منتصف الليل وحتى الفجر، بهدف إيقاظ الأهالي لموعد تناول السحور.ويقول المسحراتي مهدي عبدالله الخليل، الذي ورث هذه المهنة منذ أكثر من 42 سنة، إن مهنة المسحراتي تعد من التقاليد التي تحمل طابعًا ثقافيًا يهدف إلى تعريف الأجيال بالمهن التي زاولها بعض الآباء والأجداد عامًا بعد عام، وأصبحت إرثًا يصنع البهجة والسرور في نفوس الأهالي والأطفال.وأوضح أن مهنة المسحراتي تُعد من المهن المغمورة التي توارثها الآباء والأجداد واعتادوا على إحيائها كل عام، والمحافظة على هذا التقليد الثقافي والاجتماعي والمحافظة عليه من الاندثار.وبيّن الخليل أن مهنة المسحراتي ارتبطت بأسماء العوائل التي امتهنتها، وجرت العادة أن يكون هناك العديد من المسحرين الذين يجولون مختلف الأحياء والأزقة القديمة في تاروت، والمرور على بيوت الأهالي ومناداتهم بأسمائهم، مشيرًا إلى أن الأهازيج التي يتم ترديدها تختلف من بداية الشهر الكريم عن آخره، فيتم ترديد الأهازيج الترحيبية مع حلول الشهر، في حين تردد الأهازيج الوداعية في آخره.بدوره تحدث المؤرخ د. علي الدرورة عن مهنة المسحراتي، أن هذا التقليد الثقافي والاجتماعي بدأ بطرق الأبواب بالعصي بعد منتصف الليل، ثم أُدخل عليه الطبل في بداية الدولة الأموية؛ ليزيد من وضوح الصوت وانتشار سماعه، واستمر ذلك حتى يومنا الحاضر في مختلف الدول التي تحيي تقليد المسحراتي، ثم أدخلوا إطلاق المدفع كأداة تنبيه عالية الصوت للفطور والسحور، كما يكرم الأهالي في نهاية شهر رمضان المسحراتي.
مشاركة :