أوضح الداعية الإسلامي، الشيخ محمد السبر أن صلاة العيد سنة مؤكدة وقد دلت على مشروعيتها السنة الصحيحة، ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها منذ أن شرعت في السنة الثانية للهجرة، ووقتها بعد طلوع الشمس، وارتفاعها قدر رمح إلى الزوال، في حدود ربع ساعة بعد الإشراق. ولفت السبر إلى أن صلاة العيد من شعائر الإسلام الظاهرة التي تتأكد المحافظة عليها وإظهارها، ما لم يمنع من إظهارها خوف على النفس أو المال، كأن هناك مانعًا من خوف على النفس بسبب وباء كورونا الذي نعيشه، فمن كان مصابًا بهذا الوباء أو مخالطًا لمصاب أو مشتبهًا فهو معذور بسببه من الجُمع والجماعات وغيرها، فضلاً عن موائد الإفطار في العيد وسائر التجمعات الاجتماعية والعائلية، كل ذلك من أجل منع انتشار عدوى الفيروس الضار بين الناس، وذلك إعمالاً لمقصد الشرع الشريف من الحفاظ على النفس الذي هو من الكليات الخمس في الشريعة الإسلامية، وكل الشرائع السماوية المنزلة، وأخذًا بمبدأ السعة في الشريعة الإسلامية التي جعلت أداء العبادات- ومنها صلاتا العيدين على اليسر والسعة كما قال ﷺ : (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم). وقال "السبر": المصاب والمخالط لا يجوز له الحضور لصلاة العيد ولا الجمع والجماعات، والدولة وفقها الله والجهات المعنية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية قد أعملت مقاصد الشريعة الأساس في الحفاظ على الناس ودفع الضرر عنهم بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي في المساجد والجوامع المعدة لصلاة العيد حتى يفرج الله تعالى عن عباده ويرفع الضر عنهم. وعن سنن العيد قال "السبر": سنن العيد من التكبير المطلق الذي يشرع من حين أن يعلم بدخول هلال شهر شوال، إلى الشروع في صلاة العيد، فإن على المسلم والمسلمة أن يحرصا عليه وهو من أكد سنن العيد؛ فإنه شرع في العيد، والأمر فيه للندب اتفاقًا، فتنبغي المحافظة عليه والإكثار منه. وتابع : على المسلم الحريص على فضيلة صلاة العيد ألا يفوتها، أما بقية سنن العيد من الغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب، وأكل التمرات وترًا قبل الصلاة في الفطر، فإنها سنن مقصودة في يوم العيد لذات اليوم وفضله، لا لأجل حضور الصلاة، فسواء أكان هناك حضور لصلاة العيد أم لا، حتى الحُيَّض والنفساء، فإنه يسن لهن الإتيان بهذه السنن. وأكمل، أما التهنئة بالعيد وصلة الأرحام وبذل السلام فإن الوضع في هذا العيد لا يختلف عن غيره، إلا من حيث عدم التواصل المباشر كما اقتضت ذلك التوجيهات الرسمية، فيهنئ المسلم أقاربه ومن يعرف ومن لا يعرف بعدم المصافحة والمعانقة مع التباعد الجسدي والسلام باللفظ والإشارة، وبطرق بديلة في برامج التواصل الاجتماعي ورسائل الجوالات والاتصال الهاتفي، ولا ينبغي كسر قواعد التباعد والاحترازات والتوجيهات الصحية والرسمية بحال، من أجل زيارات العيد، فكل إنسان يعذر قريبه وجاره وغيرهم، فللضرورة أحكامها، وكل إنسان عليه أن يحمي نفسه وغيره، فهذا هو الواجب الشرعي والنظامي الذي يتعين الالتزام به. واختتم "السبر" بقوله أسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وأن يعيد هذه المناسبة على بلادنا والأمة الإسلامية باليمن والبركات، وأن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه، وأن يرفع عن بلادنا والعالم أجمع جائحة "كورونا".
مشاركة :