دمشق- أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران مستعدة لإقامة علاقات وثيقة مع السعودية وللتعاون معها من أجل أن يسود السلام والاستقرار منطقة الشرق الأوسط. وقال ظريف بعد اجتماعه مع نظيره السوري فيصل المقداد في دمشق "نحن يقينا على استعداد وكنا دائما على استعداد لإقامة علاقات وثيقة مع السعودية. وأنا على يقين من أن أشقاءنا السوريين يرحبون دائما بالتعاون في العالم العربي ونحن أيضا معهم في ذلك. وكان وزير الخارجية الإيراني وصل صباح الأربعاء إلى دمشق، لتبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والاطلاع على آخر المستجدات في المنطقة. واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ظريف، والوفد المرافق له وبحسب بيان لرئاسة الجمهورية السورية "تناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين، واستمرار التشاور والتنسيق على كافة الأصعدة إضافة إلى سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، بما يحقق مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين". وتابع ظريف "أجرينا بعض الاتصالات مع السعودية ونأمل أن تؤتي ثمارها من خلال تعاون أكبر بين إيران والمملكة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لا سيما في اليمن الذي يعاني من كارثة إنسانية مروعة". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية علنا لأول مرة الاثنين أن طهران تجري محادثات مع السعودية موضحا أنها ستبذل ما في وسعها لحل المسائل الخلافية بينهما. وتنتظر الرياض ترجمة المحادثات مع طهران إلى أفعال، حيث قال السفير رائد قرملي مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية الجمعة، "نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند على أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات". واحتضنت بغداد قبل شهر تقريبا اجتماعا بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران وتهدئة الأوضاع في المنطقة. وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية كشفت في السابع من مايو الحالي أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين رفيعي المستوى عقدوا محادثات مباشرة خلال الشهر الجاري، في محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين. وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي الثلاثاء إجراء مباحثات بين طهران والرياض خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى عقد "جولتين رئيسيتين" من المباحثات بينهما، لافتاً إلى أن "حوارات تمهيدية سبقتهما". وعن أجندة المفاوضات، قال المتحدث الإيراني إنها تركز على القضايا الثنائية والإقليمية، مشيرا إلى أنها "ستستمر حتى الوصول إلى نتيجة، ومسار الحوار إيجابي". والأربعاء الماضي أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن بغداد استضافت محادثات بين الطرفين "أكثر من مرة". والتقى وفد سعودي بقيادة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان بمسؤولين إيرانيين في بغداد في التاسع من أبريل الماضي.
مشاركة :