مقالة خاصة: نقص الرقائق يضرب قطاع الصناعة التحويلية في أوروبا وسط حالة الانتعاش

  • 5/12/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فرانكفورت 12 مايو 2021 (شينخوا) إن وجود نقص عالمي في رقائق أشباه الموصلات يدفع قطاع الصناعة التحويلية في أوروبا إلى تكبد خسائر، وهو ما يعيق انتعاش القطاع ويدفع أوروبا إلى إعادة النظر في استراتيجية سلسلة التوريد الخاصة بها. تعد شركات صناعة السيارات من بين الشركات الأكثر تضررا، حيث أصبحت الرقائق حيوية الآن لكل شيء بدءا من نظام بطارية السيارة وصولا إلى وظائف الكمبيوتر داخل السيارة. وقد قامت العديد من شركات صناعة السيارات في أوروبا مؤخرا بخفض أو إيقاف الإنتاج بعد فشلها في تأمين الحصول على المكونات الأساسية. وكانت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات قد أرسلت في أواخر إبريل موظفين للعمل لفترة قصيرة وأوقفت الإنتاج مؤقتا في مصنعين في بريمن وراستات بسبب اختناقات في تسليم الرقائق. كما أوقفت شركة أودي الإنتاج جزئيا في موقعها في نيكارسولم. وصرح متحدث باسم أودي لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق، خلال مقابلة أجريت معه عقب القرار، بأن "الوضع المحيط بتوريد أشباه الموصلات معقد ومتقلب"، مضيفا أن الشركة تتابع التطورات عن كثب و"تعيد تقييم الوضع على أساس أسبوعي". وقد أصبح نقص الرقائق تحديا رئيسيا لقطاع الصناعة التحويلية في أوروبا، الذي يشهد انتعاشا قويا في الربع الأول من هذا العام بفضل الطلب العالمي القوي. وأظهرت أحدث البيانات أن قطاع الميكانيكا والهندسة الألماني شهد ارتفاع الطلبات بنسبة 29 في المائة بالقيمة الحقيقية على أساس سنوي في مارس. "غير أنه في الوقت نفسه، ازدادت معوقات الإنتاج بسبب الاختناقات في الإمدادات الهامة. ويعد هذا الأمر بمثابة مفتاح ربط في الأعمال الخاصة بانتعاش يبدو مرضيا بخلاف ذلك"، حسبما أشار رالف ويتشرز كبير الاقتصاديين في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية. كما وجد معهد الأبحاث الألماني (إيفو) في مسح أجراه مؤخرا أن 45 في المائة من الشركات العاملة في قطاع الصناعة التحويلية بألمانيا سجلت اختناقات في إبريل، "وهي أعلى قيمة منذ يناير عام 1991". وقال المعهد في الأسبوع الماضي إن النقص في المنتجات الوسيطة بما في ذلك أشباه الموصلات، أصبح "مشكلة خطيرة" بالنسبة للصناعة التحويلية في ألمانيا، محذرا من أنه "قد يعرض انتعاش قطاع الصناعة التحويلية للخطر". كما تراقب شركات تصنيع الإلكترونيات، التي تعتبر أشباه الموصلات حيوية بالنسبة لها، عن كثب كيف تتكشف الأمور. وقالت شركة نوكيا الفنلندية لصناعة معدات الشبكات إنها "ستواصل مراقبة التطورات الإجمالية في السوق بما في ذلك الرؤية بالنسبة لتوافر أشباه الموصلات"، مع إدراج شراء الرقائق كعامل خطر واحد في تقريرها المالي للربع الأول. وتوقع سونغ سون جاي، المحلل بشركة هانا دايتو للأوراق المالية في كوريا الجنوبية، أن يستمر نقص الرقائق لفترة أطول مما كان متوقعا وقد يستمر حتى العام القادم، وفقا لما ذكرته صحيفة ((هاندلسبلات)) الألمانية. والأسباب الكامنة وراء النقص الحالي في الرقائق التي تستشعرها الصناعات الأوروبية معقدة. فمن ناحية، تشكل شركات تصنيع الرقائق في آسيا والولايات المتحدة جزءا كبيرا من العرض العالمي، فيما تنتج أوروبا نحو 10 في المائة. وقال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون لـ((بلومبرج)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا إن حصة أوروبا من تصنيع أشباه الموصلات انخفضت على مر السنين لأن المنطقة كانت "ساذجة للغاية، ومنفتحة للغاية". وإن الجائحة العالمية والحريق الذي شب مؤخرا في مصنع للرقائق باليابان، فضلا عن الطقس القاسي في أجزاء من الولايات المتحدة في الأشهر الأولى من هذا العام، زادت جميعا من اختناقات الإمدادات الحالية. وفي مارس وفي إطار مبادرتها الرقمية للسنوات القادمة، أعلنت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، عن هدفها المتمثل في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لأشباه الموصلات إلى 20 في المائة على الأقل من حصة السوق العالمية بحلول عام 2030. وذكر بريتون لصحيفة ((فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج)) الألمانية في أواخر إبريل أن هذا أمر مهم لمعالجة الاختناقات الحالية، وستكون هناك حاجة أيضا إلى أشباه الموصلات من أجل شبكات الـ5G والـ6G، والقيادة الذاتية، والصناعة 4.0، والصفقة الخضراء، بالإضافة إلى التطبيقات المستقبلية لمعالجة البيانات اللامركزية. وترحب المفوضية بإعلان مشترك صدر عن 22 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي و"يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وزيادة الاستثمار على طول سلسلة قيمة أشباه الموصلات في المعدات والمواد والتصميم وعملية التصنيع والتعبئة المتقدمة، حيثما كان ذلك ممكنا من خلال صناديق التعافي والمرونة، حسبما أفاد بيان نشر على موقع المفوضية على الإنترنت في 26 إبريل. ونقل عن بريتون قوله إن الاعلان المشترك" سيمهد الطريق أمام تدشين تحالف صناعي". وأضاف أن "اتباع نهج جماعي يمكن أن يساعدنا في الاستفادة من نقاط قوتنا الحالية واحتضان فرص جديدة حيث تلعب رقائق المعالجات المتقدمة دورا أكثر أهمية بالنسبة للاستراتيجية الصناعية والسيادة الرقمية في أوروبا"، لافتا إلى أن أوروبا ستظل مفتوحة. ولم تكشف الكتلة حتى الآن عن تفاصيل الخطة. فخلال الأسبوعين الماضيين، انهمك بريتون في تبادل الآراء مع صانعي السياسة الأوروبيين وممثلين عن كبرى شركات صناعة الرقائق في العالم. ومن أجل تلبية الطلب الحالي والمستقبلي على صناعة أشباه الموصلات، ستزيد أوروبا بشكل كبير من طاقتها الإنتاجية "اعتمادا على نفسها ومن خلال شراكات مختارة"، حسبما غرد بريتون على تويتر.

مشاركة :