قال مختار المحمودي، نائب رئيس "جمعية الإحياء والتجديد"، إن تحول "جماعة الإخوان المسلمين" إلى جمعية جاء بعد تعرضها لحملة تشويه شرسة منذ حكم معمر القذافي، وباتت كل التهم تلصق بها. جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول، مع القيادي السابق في "جماعة الإخوان المسلمين" الليبية، التي تحولت لاحقًا إلى "جمعية الإحياء والتجديد". وأوضح المحمودي، أن أهداف الجماعة الاستراتيجية ما زالت كما هي، لكن الأهداف التكتيكية تتغير بتغير معطيات الواقع، بالإضافة إلى الاسم والشعار. ** قرار التحول اتخذ منذ 2015 أشار المحمودي، إلى أن جماعة الإخوان الليبية، عقدت عدة مؤتمرات وطرحت القضايا المتعلقة بحملات التشويه، وارتأت أن "نخرج من ربكة الاسم حتى نعيد حركتنا داخل مجتمعنا الطيب، وهذا ما حدث". ويكشف أنه "تقرر في المؤتمر العاشر أن نغير الاسم والشعار وننطلق باسم جديد، وبدأت الهيئات التنفيذية داخل الجماعة بتحويل القرار إلى شكله الحالي". والمؤتمر العاشر لجماعة الإخوان الليبية انعقد عام 2015 في تركيا، وتم اختيار أحمد السوقي مراقبا عاما للجماعة خلفا لبشير الكبتي. ويوضح المحمودي: "هذا الأمر أخذ فترة من الزمن بسبب الحرب التي شنها (اللواء المتقاعد خليفة) حفتر، وهذا أثر علينا في المنطقة الشرقية، فمعظم أبناء الجماعة بالمنطقة هُجّروا، وهذا أيضا أحد الدوافع التي رأينا من خلالها أن نحدث تغيير". وأطلق حفتر، "عملية الكرامة" منتصف مايو/أيار 2014، انطلاقا من مدينة بنغازي (شرق)، وشن في أبريل/نيسان 2019 هجوما فاشلا على العاصمة طرابلس، استغرق 14 شهرا. ** ممارسة السياسة عبر الأفراد بدل الجماعة وحول علاقة "حزب العدالة والبناء"، بجماعة الإخوان، قال المحمودي: "بعد أول مؤتمر أقيم في ليبيا عقب تحريرها في 2011، وبعد أن أصبحنا نستطيع أن نخرج من مرحلة العمل السري، ارتأينا كجماعة أن نخوض العمل السياسي بالشراكة مع الليبيين". ويستطرد: "لم يكن المطلوب أن تتحول الجماعة إلى حزب، لذا رأينا أن نؤسس حزبا بالشراكة مع المواطنين الذين يتبنون الفكر والإسلام الوسطي، وفعلا هذا ما حدث". وأضاف: "منذ بداية التأسيس كان الحزب مستقلا إداريا وماليا عن الجماعة، التي دورها تربوي دعوي، والسياسة يمارسها أفراد الجماعة من خلال الحزب، وفعلا هذا ما حدث، فليس للجماعة سلطة إدارية على الحزب". وأشار إلى أن "الهجمة التي حدثت للجماعة هي أيضا بسبب تأسيسها لحزب العدالة والبناء في اعتقادي، والحزب مستقل، وإدارته مسؤولة عن إخفاقاته ونجاحاته". وأوضح: "نحن كمؤسسة (جمعية الإحياء والتجديد) ليس لنا ممارسة سياسية، لكن لدينا رأي سياسي، فمثلا اتفاق الصخيرات، كثير من الأعضاء لم يعجبهم هذا الاتفاق، غير أن الجماعة تمارس العمل السياسي من خلال أفرادها المنخرطين في النشاط السياسي فقط". وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، وقّع الفرقاء الليبيين اتفاقا برعاية الأمم المتحدة بمدينة الصخيرات المغربية، تشكلت على أساسه حكومة الوفاق الوطني. وأردف: "نحن كمؤسسة الإحياء والتجديد، بحكم أننا انتقلنا من الإخوان المسلمين، ولدينا أعضاء مؤسسين في العدالة والبناء، فهذا الحزب ما زال الصوت الذي نمارس من خلاله العمل السياسي ونشارك في الانتخابات، أما نحن كمؤسسة فلا". وحول خطة الجمعية للانتخابات القادمة، قال نائب رئيس الجمعية: "مؤسسات المجتمع المدني ليست معنية بالسياسة، لكن أفراد المؤسسات ممكن أن ينخرطوا في أي أحزاب". ** الارتباطات الخارجية في هذا الشأن، قال المحمودي: "علاقتنا بجماعة الإخوان المسلمين في العالم علاقة تعاون فقط، كأي مؤسسة لديها تعاون مع مؤسسات أخرى، وليس الإخوان فقط فنحن نتعاون مع أي مؤسسة أخرى لتحقيق أهدافنا، وداخل ليبيا نتعاون مع كل من يريد الإصلاح". وأوضح أن "الجماعة لديها النظام الأساسي الذي ينظم شؤونها، وأن أعلى هيئة في هذا النظام المؤتمر العام، ومن خلاله نتخذ القرارات الاستراتيجية، وفيه تحاسب الهيئات التنفيذية وحتى الرقابية، وينتخب فيها القيادات الجديدة". جدير بالذكر أن "جماعة الإخوان المسلمين" الليبية، أعلنت في 2 مايو/أيار الجاري، انتقالها إلى جمعية "الإحياء والتجديد". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :