لندن - كشفت دراسة أن الأمهات اللواتي اعتنين بطفل جديد أثناء الإغلاقات كن أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بمقدار الضعف. واستطلع خبراء جامعة كوليدج لندن حالات 162 امرأة في لندن لديهن أطفال تقل أعمارهم عن ستة أشهر بين مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي. وقالت نصف المشاركات إنهن يعانين من الشعور بالذنب والقلق والإرهاق من بين أعراض أخرى، مما يتناسب مع تعريف المرض. وللمقارنة، تشير التقديرات من دراسات متعددة إلى أن المعدلات كانت عند واحدة من كل خمس (23 في المائة) قبل الجائحة. وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ألقى الخبراء باللوم في الارتفاع على عبء "الأمومة المستمرة" دون رعاية الأطفال أو الدعم من أفراد الأسرة الآخرين. كما أشار الفريق إلى شعور بعض الأمهات بأنهن فاتهن تكوين صداقات مع أمهات أخريات وأطفالهن. وأظهرت النتائج أن الأمهات اللائي يعتنين بأطفالهن أثناء الإغلاق كن أكثر عرضة للمعاناة من العزلة والإرهاق والقلق وعدم الكفاءة والشعور بالذنب وزيادة التوتر. وواجهت النساء اللواتي كن على اتصال أكثر مع الناس، أعراض اكتئاب أقل من الأمهات اللائي كن أكثر عزلة. لكن العلماء أضافوا أنه ليس كل ما عانت منه الأمهات بسبب الإغلاق كان سلبياً، فق قالت نساء إن الإغلاق "يحمي" وقت الأسرة، ويعزز الترابط بين الآباء وأطفالهم. وذكرت أخريات إن شركائهن كانوا موجودين في كثير من الأحيان، ويمكنهم المساعدة أكثر من السابق لو كانت الحياة مثل ما قبل مارس/آذار 2020. ووجدت العديد من الدراسات أن العمل المنزلي للأمهات ورعاية الأطفال قد ازداد خلال جائحة كوفيد، مما يشير إلى أن عبء الإغلاق قد أثر بشكل غير متناسب على الأمهات. وقال متحدث باسم جمعية أمراض ما بعد الولادة ومقرها لندن، والتي لم تشارك في الدراسة إنهم "لم يفاجأوا" بالنتائج. وأضاف "من الواضح أنه كان وقتًا عصيبًا بشكل خاص للحمل وإنجاب طفل جديد، مع كل القلق الإضافي حول كوفيد والمشاكل التي ترتبت بعد ذلك". ويعد اكتئاب ما بعد الولادة شكلا من أشكال الصحة العقلية التي تؤثر على أكثر من واحدة من كل 10 نساء في غضون عام من الولادة. وتشير الأبحاث إلى أن العديد من الرجال يمكن أن يتأثروا مثل النساء، ويشعر الكثير من الآباء بالإحباط والبكاء والقلق خلال الأسبوعين الأولين من ولادة الطفل، وهو ما يطلق عليه غالبًا "كآبة النفاس". ولكن إذا بدأت الأعراض لاحقًا أو استمرت لفترة أطول، فقد يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة الذي لا يقل خطورة عن غيره من أشكال اضطراب الصحة العقلية. وتشمل أعراضه الحزن المستمر وعدم التمتع أو الاهتمام في العالم الأوسع والإعياء والأرق وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات والتعرض لأفكار مخيفة مثل إيذاء الطفل. ويمكن أن تشمل العلاجات المساعدة الذاتية، مثل التحدث إلى الأصدقاء أو الأهل، وفي الحالات الشديدة، قد يوصى باستخدام مضادات الاكتئاب. ولا يزال سبب اكتئاب ما بعد الولادة غير واضح، ومع ذلك فهو أكثر شيوعًا لدى الامهات اللواتي لديهن تاريخ من مشاكل الصحة العقلية. ويمكن أن يؤدي نقص الدعم من الأحباء والعلاقة السيئة مع الزوج إلى زيادة مخاطر هذه الحالة المرضية.
مشاركة :