تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس، مقتفية أثر موجة بيع في وول ستريت، إذ أفزع الارتفاع السريع للتضخم في الولايات المتحدة المستثمرين، في حين ضغط انخفاض أسعار السلع الأساسية على أسهم شركات التعدين ذات الثقل. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.0 بالمئة، ليزداد بعدا عن أعلى مستوياته على الإطلاق. وخسر قطاعا الموارد الأساسية والنفط والغاز، واللذين كانا من أكبر الرابحين في الآونة الأخيرة على خلفية ارتفاع أسعار السلع الأساسية، أكثر من اثنين بالمئة، إذ أدى صعود الدولار إلى انخفاض أسعار المعادن والنفط. وتراجع سهم العلامة التجارية البريطانية الفاخرة بربري 8. بالمئة بعد الإعلان عن انخفاض المبيعات السنوية عشرة بالمئة تحت وطأة جائحة كوفيد-19. وكانت الأسهم الأوروبية واصلت في وقت أخر صعودها لمستويات غير مسبوقة بفضل تفاؤل حيال استئناف أنشطة اقتصادية، فيما ساهمت سياسة التيسير النقدي في صعود القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، من بينها أسهم شركات التعدين والقطاع المالي. وصعد المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.1 بالمئة، ليصعد لمستوى قياسي جديد في التعاملات المبكرة، إذ زادت شركات التعدين 2.2 بالمئة بفضل ارتفاع أسعار المعادن. وصعد المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الذي تشكل أسهم شركات السلع الأساسية ثقلا عليه 0.2 بالمئة رغم صعود الجنيه الإسترليني، ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المرحلة الجديدة من إجراءات الخروج من العزل المرتبط بكوفيد-19. ونزلت أسهم آي.إيه.جي، المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جت وويز إير بما بين 1.5 بالمئة و3.4 بالمئة بعدما سمحت بريطانيا باستئناف الرحلات الدولية من 17 مايو، لكن ما أطلق عليها "القائمة الخضراء" لم تتضمن سوى 12 دولة. وقفز سهم شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتك 10.8 بالمئة بعدما كشفت عن خطط لبناء موقع تصنيع جديد للقاحاتها في سنغافورة. وصعدت الأسهم العالمية إلى مستويات جديدة مع تقليص المستثمرين توقعاتهم لتشديد السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، بعدما أظهرت البيانات أنه طريق تعافي سوق العمل الأمريكية من الجائحة مازال طويلا. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا الأوروبية هي الأفضل أداء اليوم، إذ ارتفع مؤشر القطاع 2.2 بالمئة، متعافيا من خسائر تكبدها في وقت سابق من الأسبوع. وكان أداء أسهم شركات الموارد الأساسية الأفضل على مدار الأسبوع، وصعد مؤشر القطاع 7.2 بالمئة ليغلق على أعلى مستوياته في عشر سنوات وسط ارتفاع أسعار المعادن الصناعية وخام الحديد، توقعا لتعافي الطلب العالمي. وزاد المؤشر داكس الألماني 1.3 بالمئة، مقتربا من أعلى مستوياته، بينما أغلق المؤشر كاك 40 الفرنسي عند ذروته منذ نوفمبر 2000، واخترق المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مستوى 7100 نقطة للمرة الأولى منذ فبراير 2020.
مشاركة :