اصدرت حركة طالبان اليوم الثلاثاء تسجيل فيديو اشادت فيه بسيطرتها على مدينة قندوز شمال افغانستان واستعرضت خلاله الدبابات والعربات المدرعة التي استولى عليها مقاتلوها، واعدة بتطبيق الشريعة الاسلامية. واقتحم مسلحو الحركة مدينة قندوز الاثنين وسيطروا عليها في اكبر انتصار لهم منذ الاطاحة بهم من السلطة في 2001. وشنت القوات الافغانية بدعم جوي اميركي الثلاثاء هجوما مضادا لاستعادة المدينة، الا ان الشريط المسجل يظهر ان الحركة قد تواصل سيطرتها على المدينة. وكان بعض المحللين توقعوا اختفاء الحركة من المدينة بعد تحقيقها نصرا رمزيا. ويبدأ التسجيل الذي مدته عشر دقائق ونشرته الحركة على موقعها على فيسبوك بلقطة لساحة قندوز الرئيسية وقد انتشر فيها عناصر طالبان وهم يهتفون ويرفعون علمهم الابيض على مرأى من السكان الذين بدا عليهم القلق. وفي مناطق اخرى من المدينة بدا المسلحون وهم يعرضون دباباتهم وعرباتهم المدرعة التي غنموها هاتفين "الله اكبر" وهم يجوبون الشوارع بعربات بيك اب سيطروا عليها. وظهر في الشريط احد المسلحين وهو يقول لحشد من الناس ان الحركة ستطبق الشريعة الاسلامية، وردد الحشد "انشاء الله". وينتهي الشريط برسالة من زعيم الحركة الجديد الملا اختر منصور الا انه لم يظهر في الشريط. ويقول الملا في رسالته "نحن لا نؤمن بالانتقام" معلنا "عفوا عاما" عن عناصر الجيش الحكومي الراغبين في الانشقاق عن الجيش. كما امر الملا منصور الموظفين الحكوميين والاطباء في قندوز بمواصلة عملهم كالمعتاد، كما قال للسكان ان طالبان ستضمن سلامتهم وتحمي ممتلكاتهم. واختتم قائلا ان "كابول يجب ان تقبل هذه الحقيقة المرة بنصرنا، ويجب ان تقلق بشان باقي الدولة". ويرى محللون انه بغض النظر عن بقاء مقاتلي حركة طالبان او مغادرتهم المدينة، فان الهجوم على قندوز سيعزز صورة الملا منصور بين صفوف المسلحين في اطار مساعيه لترسيخ سلطته وعرض قدراته كقائد ميداني. وتعتبر السهولة النسبية التي تمكن من خلالها المسلحون من السيطرة على المدينة -- في ثالث محاولة لهم -- خلال اقل من يوم دون ان يتكبدوا خسائر جسيمة، ضربة للجيش الافغاني الذي يقاتل طالبان بدون مساعدة قوات الحلف الاطلسي منذ بداية العام الحالي.
مشاركة :