ذكرى رحيل الوجية محمد جميل بن منصور العريض

  • 5/14/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الوجيه محمد جميل بن منصور العريض هو ابن الوجيه الراحل منصور العريض «ملك اللؤلؤ البحريني» وأحد أبرز رجالات البحرين، منه تأثر، ومن بعده خط مساره الخاص. على الصعيد المهني، هو تاجر عقارات بامتياز، فوالده منصور العريض أحد أكبر الملاك في البحرين، وعلى نهجه هذا استمر، ليترك بصمة واضحة على صعيد تطوير العقارات في البحرين. ابتعثه والده هو وأخاه، منذ كان عمره 15 سنة، إلى بريطانيا للدراسة في مدرسة خاصة، لينتقل بعدها إلى لبنان، وبالتحديد للجامعة الأمريكية في بيروت، ويدرس الاقتصاد. ولارتباطه بالعلم، ولع بالأدب والشعر وكان مطلعا على العديد من الثقافات ومتقنا للغات عدة، بينها الإنجليزية، وبعض من الألمانية والفرنسية وحتى العبرية. الوجيه محمد جميل بن منصور العريض كان الابن الثالث للوجيه منصور العريض وكان قريب جداً من والده يأخذ من حكمته وقوة الرأي وعمق الفكرة، وقد صحب محمد جميل والده في العديد من السفرات التجارية الخارجية للهند وغيرها من البلدان حيث كان يشتري اللؤلؤ من الحكام وتجار اللؤلؤ. بعدها أًرسل المرحوم للدراسة في لندن في مدرسة ملفيلد المشهورة لعدم تأقلمه مع الحياة آنذاك فقد ابتعثه والده من جديد للبنان ودخل مدرسة برمانا الثانوية ومن ثم إلى الجامعة الأمريكية في لندن، حيث كانت هذه المرحلة فترة مهمة في صقل شخصيته وإظهار اهتماماته التي تمثلت في حب الحياة الاجتماعية والأدبية والدقة في جميع المعاملات منها التجارية والمجتمعية. اسهم مع والده في إنشاء أول شركة بحرينية للألبان الطازجة، حيث تم جلب عدد من الأبقار من لندن في فترة الخمسينيات ومن ثم وصل عدد الأبقار إلى ما يقارب الـ350 بقرة باستخدام أحدث المعدات المتوافرة في تلك الفترة إذ إنها كانت من أنجح المشاريع آنذاك. ومن مرافقته لوالده، اكتسب من والده الوجيه منصور العريض العديد من العلاقات في شتى مجالات الحياة منها السياسية والتجارية والأدبية، حيث كان والده على علاقة وثيقة مع حاكم البحرين آنذاك الشيخ سلمان آل خليفة ومن بعده ابنه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة فأخذ منه الحنكة السياسية والقدرة على تدبير الأمور وإدارتها من خلال لقاءاته العديد من المسؤولين والوجهاء وأصحاب القرار. اجتماعياً، كان للفقيد حضوره وبصماته، دعم مؤسسات أهلية عدة، شملت نادي العروبة الذي ارتبط به كثيراً فكان حريصاً على التواجد فيه بشكل منتظم، ودعم نشاطاته، وبجانب ذلك كانت يده الممتدة تصل بعطاءاتها إلى جمعيات تختص بفئة المعاقين، والصم والبكم، وأبعد من ذلك، كان حريصاً على تخصيص نصف ساعة من وقته يومياً لتوزيع المعونات على الفقراء وهو من كان يباشر العمل هذا بنفسه. العشرات من الفقراء يقصدونه باستمرار. بعد انتقاله من المنامة لمنطقة السقية، كان مجلس الوجيه محمد جميل منصور العريض، يستقبل الناس من مختلف الطبقات ومن بينهم الدبلوماسيون والسفراء. هو والد سعادة الدكتور منصور بن محمد جميل العريض عضو مجلس الشورى السابق و ناصر العريض ومريم وجهان. يلخص أحفاده محمد بن منصور العريض وأحمد بن منصور العريض جدهم المرحوم الوجيه محمد جميل بن منصور العريض في ٣ كلمات «الرجل النادر ذو الجود والكرم»، وذكر احفاده «كان المرحوم الجد محباً للمجتمع وصاحب علاقات متنوعة من جميع طبقات المجتمع واهتماماتها، وكان يحرص يومياً على مقابلة المحتاجين ومساعدتهم قدر المستطاع رغم تردد بعضهم عليه بشكل يومي فإنه لا يقوم بإرجاع أي أحد ولو بالقليل. وكان «جدنا» محب للخيل وكاتباً للشعر الحر والنثري ويحفظ أشعارا لكثير من الشعراء أمثال إيليا أبو ماضي وأحمد شوقي وغيرهم. كان يركب الخيل في البحرين بفريج العريض المطل على شارع الشيخ عبدالله بالمنامة، كان يرتدي ملابس الخيالة الخاصة، وكان مظهره غريبا بالنسبة إلى ذلك الوقت، لفت اعجاب الكثير من الخيالة والرياضيين وكان يشارك في سباقات الخيول. خلفنا منه، عشق الخيل، الشعر والأدب. رحمه الله الوجيه محمد جميل بن منصور العريض وأسكنه فسيح جناته.

مشاركة :