أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي، أن السلف الصالح - رضي الله عنهم - كانوا يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ويخافون من رده وإبطاله، وقال في خطبة الجمعة، أمس، بالمسجد الحرام: أحسنوا الظن بربكم، واسألوه أن يتقبل منكم، وأن يغفر لكم ويرحمكم، وحريٌ بالمؤمن بعد رمضان، أن يتابع الإحسان بالإحسان، ويعيش دهره في رضا الرحمن، ولا يعجب أحدٌ بعمله، فلن يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله، فحق الرب عظيم، ونعم الله على العباد لا تحصى. زاد المؤمنوبين أن من علامات الرضا والقبول اتباع الحسنة بالحسنة، والطاعة بالطاعة، «وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا» وهذه الحسنات، من الزاد الذي يدخره المؤمن ليوم القيامة، ويرجو بفضل الله ورحمته، أن يرجح بها ميزانه، فالمغبون من محقها، بما يجترحه من السيئات، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الحور بعد الكور، وَمَنْ نَقَضَ العهدَ بعد توكيده، أصبَحَ كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، فهدمت ما بنت، وبددت ما جمعت. دأب الصالحينوأكد أن المداومة على الأعمال الصالحة، وإن قلّت، هو دأب الصالحين، وهَدْيُ سيد المرسلين، وهي سبب لمحبة الله تعالى للعبد، ورضاه عنه، وحصول المودة له من أهل الأرض والسماوات، وأن من بركات الاستمرار على العمل الصالح، الفوز بالجنة، والنجاة من النار.وأوضح د. المعيقلي أن من المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال، ففي صحيح مسلم: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وفي صيام الست من شوال، جبر ما نقص من صيام رمضان.وقال: «أيها المسلمون في كل مكان: هنيئاً لكم ما بلغكم الله تعالى، من الصيام والقيام وقراءة القرآن، وما قسمه سبحانه في الليالي المباركة من الرحمة والغفران، فهنيئًا للتّائبين وهنيئًا للمستغفِرين، فكم من تائبٍ قُبِلت توبتُه، وكم مُستغفِرٍ مُحيَت حَوبَته، وكم من مستوجِبٍ للنار، قد أُعتقت رقبته، وهنيئاً لكم هذا العيد الذي تفرحون فيه بنعمة الله وفضله عليكم، وتكبّرونه وتشكرونه على ما هداكم، فالعيد: شعيرة من شعائر الله، وهو يوم جمال وزينة، وفرح وسعادة وموسم للبر والصلة وتجديدٍ للمحبة والمودة، وأوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن.
مشاركة :