غزة 13 مايو 2021 (شينخوا) واجهت طواقم إنقاذ الدفاع المدني الفلسطيني في غزة اليوم (الخميس)، العديد من المهام الشاقة في عمليات انتشال جثث قتلى فلسطينيين قضوا في هجمات إسرائيلية مكثفة في اليوم الرابع من التوتر في القطاع. وعملت فرق إنقاذ مختلفة على مدار ساعات اليوم في عمليات انتشال جثث قتلى وإخراج مصابين من تحت أنقاض ركام منازل دمرت في هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية بحسب مصادر فلسطينية. وقال مسعفون وعمال إنقاذ إنهم انتشلوا خمسة قتلى ونحو 25 جريحا بعضهم بحالة خطيرة جراء قصف مدفعي "عشوائي" استهدف عددا من المنازل في قرية أم النصر شمال قطاع غزة. وجرى انتشال جثث لعدد أخر من القتلى من تحت أنقاض ركام منازل في بلدة بيت لاهيا شمال غزة ومخيم البريج للاجئين وسط غزة ومدينة رفح أقصى جنوب القطاع مع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للصحفيين أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ يوم (الاثنين) ارتفع إلى 103 من بينهم 27 طفلا و11سيدة و580 إصابة بجراح مختلفة. فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن طائرة استطلاع اسرائيلية استهدفت سيارة مدنية تحمل شارة (صحافة) تقل ثلاثة صحفيين بصاروخ خلال تغطيتهم في شمال غزة ما أدى لإصابتهم بجروح متوسطة. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات حربية أغارت على موقع مركزي لإنتاج صواريخ تابع لحركة حماس وموقع عسكري تابع للقوة البحرية للحركة يستخدم كذلك كموقع مركزي لإنتاج الصواريخ في وسط قطاع غزة. وذكر الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي في بيان صحفي، أن الجيش أغار كذلك على عدة مواقع أخرى لإنتاج الأسلحة تتبع للجماعات المسلحة. وأضاف أن طائرات حربية أغارت على شقة عملياتية لسامر أبو دقة قائد منظومة الطائرات بدون طيار التابعة لحماس والتي استخدمت لأغراض عسكرية. في المقابل كثفت الجماعات المسلحة الفلسطينية إطلاق رشقات صاروخية على مدن وبلدات إسرائيلية. وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهداف مدينتي بئر السبع وعسقلان في جنوب إسرائيل ومواقع عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي برشقات صاروخية. فيما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن قصف مدينتي سديروت وعسقلان بصليات مكثفة من صواريخ "بدر 3" المطور. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم رصد إطلاق 160 صاروخا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل خلال نحو 12 ساعة. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هيداي زيلبرمان، أنه يتم حشد قوات الجيش على تخوم غزة "استعدادا لاحتمال القيام بعملية برية". وعصر اليوم أعلنت كتائب القسام عن استهداف مواقع إسرائيلية بطائرات مسيرة من طراز (شهاب) محلية الصنع في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء جولة التوتر. وعرضت الكتائب مقطع فيديو قصير لعدد من عناصرها وهي تقوم بتجهيز الطائرات المسيرة مكتوب عليها باللغة العربية "شهاب" ووضعها على منصات إيذانا بإطلاقها في خطوة هي الأول من نوعها. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، إسقاط طائرة دون طيار "خرقت المجال الجوي الإسرائيلي من غزة، مشيرا إلى أن وحداته "تابعت الطائرة من لحظة الاجتياز وحتى إسقاطها". كما تبنت كتائب القسام، إدخال صاروخ محلي بمدي يصل 250 كم لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة في بيان، إنه تم استهداف مطار رامون على بعد نحو 220 كم من غزة، بصاروخ (عياش 250) بمدى أكبر من 250 كم وبقوة تدميرية هي الأكبر. وعلى إثر ذلك أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن تعليق الطيران في مطار "رامون" في إيلات أقصى جنوب إسرائيل بعد إطلاق الصاروخ. وقالت الإذاعة، إنه بعد انتهاء إطلاق الصواريخ والاعتراضات قام موظفو هيئة المطارات بالتحقق من سلامة المدرجات، وهذا الأمر قد يستغرق أكثر من ساعة وعندها فقط ستعود عمليات الهبوط والإقلاع. ويعد المطار هو الثاني بعد بن غوريون الدولي قرب تل أبيب الذي أغلق صباح اليوم أمام هبوط الطائرات وسط استمرار إطلاق الصواريخ من غزة. وفي السياق قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم للصحفيين في غزة، إن "كل معالم السيادة الإسرائيلية هي تحت صواريخ القسام، مشيرا إلى أن حركته انتقلت من " مرحلة الدفاع إلى الهجوم". يأتي ذلك فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية، إن مناطق شاسعة من إسرائيل تعرضت عصر اليوم لرشقات صاروخية كثيفة أطلقت من غزة، اعترضت منظومة القبة الحديدية بعضا منها. وحسب الإذاعة، فإنه رصد خلال دقائق إطلاق أكثر من مائة قذيفة صاروخية على مشارف القدس وتل أبيب وبئر السبع وأشكلون وسديروت وغيرها من المدن والقرى في النقب الغربي ما تسبب بإصابة عدد قليل من الأشخاص بجروح طفيفة. وأعلن الجيش، استدعاء سبعة آلاف من عناصر قوات الاحتياط، كما تقرر إلغاء إجازات الجنود حتى إشعار آخر. ونقلت الإذاعة عن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن إسرائيل ستواصل الدفاع من جهة وتسديد الضربات من جهة أخرى إلى أن يستقر الهدوء للمدى البعيد. في هذه الأثناء أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن وفدا مصريا وصل تل أبيب في مسعى لدفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء موجة التوتر الحالية. يأتي ذلك فيما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي اوفير جيندلمان إن قرار وقف إطلاق النار ليس واردا حاليا وأن العملية العسكرية في غزة مستمرة حتى تحقيق أهدافها. وذكر جيندلمان بحسب الإذاعة الإسرائيلية، أن الهدف الأول هو تسديد ضربات غير مسبوقة لحركة حماس، معتبرا أن الحركة "تدفع ثمن جرائمها واعتداءاتها على مواطني دولة إسرائيل".