منذ عشر سنوات تعمل في إسرائيل منظومة الدفاع الصاروخي المسماة "القبة الحديدية". لكنها لم تتعرض لاختبار أقسى مما تعرضت له في الأيام القليلة الماضية. فكيف تعمل هذه المنظومة؟ منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية فوق سماء مدينة عسقلان، شمال قطاع غزة (أرشيف) منذ اتساع نطاق العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مئات مقاطع الفيديو التي تظهر كفاءة منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المسماة "القبة الحديدية"، لاسيما مقاطع من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء (12 مايو/ شباط 2021)، والتي تظهر سقوط صواريخ على مدينة تل أبيب . في المقاطع يُسمع دويّ صفارات الإنذار، يتبعها عشرات النقاط المضيئة في السماء، ومن ثم أصوات انفجارات، لينتهي الخطر الذي يهدد السكان مؤقتاً. في مواقع التواصل الاجتماعي، يمتدح الكثيرون منظومة "القبة الحديدية" ويصفونها بـ"بوليصة التأمين على الحياة" لإسرائيل. كيف تعمل "القبة الحديدية"؟ تتألف "القبة الحديدية" من وحدة رادار ومركز تحكم يمكنهما التعرف على المقذوفات الطائرة، مثل الصواريخ، وحساب مسارها ونقطة سقوطها المتوقعة. هذه العملية تحصل في ثوانٍ قليلة، وهذا ضروري، لأنه بحسب المسافة عن قطاع غزة، لا يحصل الإسرائيليون إلا على ما بين 15 و90 ثانية فقط للبحث عن مكان آمن من الصواريخ. العنصر الثالث في هذه المنظومة هو قاذفات الصواريخ الاعتراضية، والتي تتألف من ثلاث قاذفات لكل منظومة، في كل منها 20 صاروخاً. يتم إطلاق الصواريخ الاعتراضية فقط عندما يتوقع النظام سقوط الصاروخ على مناطق مأهولة. صواريخ الاعتراض يمكنها المناورة في الجو، ولا يُشترط فيها أن تصيب الهدف بدقة، بل يكفي أن تنفجر بالقرب منه لتدميره. لكن الركام المتساقط من الصاروخ يمكنه إحداث أضرار أيضاً. تتكون "القبة الحديدية" من جهاز رادار ومركز تحكم وثلاث بطاريات من الصواريخ الاعتراضية (ارشيف). هذا وتعتبر "القبة الحديدية" نظاماً متحركاً يمكن نقله إلى أي مكان، وتوجد منه في إسرائيل عشر وحدات عاملة. وبحسب بيانات شركة "رافائيل" الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية، المنتجة لمنظومة "القبة الحديدية"، فإن بطارية واحدة منها يمكنها حماية مدينة متوسطة الحجم، إذ يمكن للمنظومة اعتراض مقذوفات في محيط يبلغ 70 كيلومتراً. لهذا، وبحسب الخبراء، فإن حماية إسرائيل بالكامل تتطلب وجود 13 وحدة من "القبة الحديدية". ومن أجل حماية متكاملة، تعتمد إسرائيل على أنظمة أخرى، ذلك أن منظومة "القبة الحديدية" موجهة لاعتراض الصواريخ والمقذوفات قصيرة المدى. ما هي نسبة نجاح "القبة الحديدية"؟ تقول شركة "رافائيل" المصنعة إن نسبة الاعتراض الناجحة للمنظومة تبلغ 90 في المائة. ويقول موشيه باتيل، مدير منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، لوكالة فرانس برس، إن "القبة الحديدية" نجحت في السنوات العشر الماضية، وحتى يناير/ كانون الثاني، في اعتراض 2400 مقذوف. أما شركة "رافائيل" فتتحدث عن نجاح المنظومة في اعتراض أكثر من 2500 مقذوف. اعتمدت حركة حماس الفلسطينية مؤخراً على استراتيجية جديدة في إطلاق الصواريخ لاختبار منظومة "القبة الحديدية" أو دفعها لحدودها القصوى. وتكتب الشركة على موقعها الإلكتروني: "كل صاروخ يتم اعتراضه كان سيسقط في منطقة مأهولة ويسبب أضراراً كبيرة محتملة ويسقط ضحايا". وبحسب ما يقول الجيش الإسرائيلي، فإن أكثر من ألف مقذوف أطلق في الأيام الماضية على إسرائيل، منها 200 سقطت داخل قطاع غزة. ويبدو أن حركة حماس المتطرفة تتبع استراتيجية إطلاق رشقات صاروخية متتابعة، وبالتالي اختبار فعالية "القبة الحديدية" أو دفعها إلى حدودها القصوى. كم تبلغ تكاليف تشغيل "القبة الحديدية"؟ كل صاروخ اعتراض يخرج من بطارية الصواريخ في "القبة الحديدية" يكلف، بحسب تقارير إعلامية، حوالي 66 ألف يورو. ولهذا تقوم المنظومة فقط باعتراض المقذوفات التي يُتوقع أن تسقط على مناطق مأهولة. يشار إلى أن الولايات المتحدة موّلت تطوير هذه المنظومة ، وقامت أيضاً بشراء وحدتين من إسرائيل لاستخدامها لديها. أوتا شتاينفير/ ي.أ
مشاركة :