ارتفعت أسعار النفط الخام امس مع انحسار المخاوف بشأن متانة اقتصاد الصين أمام مؤشرات على تراجع المعروض في الولايات المتحدة ، أكبر مستهلك للخام في العالم. ويقول اقتصاديون إن القطاع الصناعي العملاق في الصين ينكمش مع تراجع الطلب المحلي مما عزز القلق من احتمال تباطؤ الاقتصاد بوتيرة أسرع مما كان يخشى. ونزلت الأسهم الآسيوية لأقل مستوياتها في ثلاثة أعوام ونصف العام امس مقتفية أثر خسائر حادة في وول ستريت ، بعد أن أججت بيانات صينية ضعيفة المخاوف من هشاشة الاقتصاد الصيني. لكن آفاق الاقتصاد الأمريكي تبدو أكثر إشراقاً في حين تتراجع إمدادات النفط على ما يبدو، إذ تقدر بيانات أنه جرى سحب أكثر من مليون برميل الأسبوع الماضي من مخزونات النفط في نقطة تسليم كوشينغ في الولايات المتحدة. وارتفعت التعاقدات الآجلة لمزيج برنت الخام2.05 % إلى 48.34 دولار للبرميل وكان قد انخفض أكثر من 2.5 في المئة أمس الأول. وصعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.96 % إلى 45.30 دولار للبرميل في العقود الآجلة. وقالت انرجي اسبكتس في مذكرة للعملاء ينخفض الإنتاج الأمريكي سريعا لتبدأ عملية إعادة التوازن لأسواق الخام. وأضافت أن من شأن ذلك نزول إنتاج الخام الأمريكي إلى 8.8 مليون برميل يومياً في الربع الأخير مقابل توقعات أولية بوصوله إلى 9.1 مليون برميل يومياً. وربما تكون الأسعار المنخفضة بداية لخفض الإنتاج في الولايات المتحدة، ولكن ما زالت الأسواق تعاني تخمة في المعروض. وقال كارستن فريتش من كومرتس بنك في فرانكفورت لا يمكن أن تعيد الولايات المتحدة التوازن للسوق بمفردها. ما زلنا ننتظر أدلة ملموسة على انحسار تخمة المعروض. من جهته، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في مقابلة صحفية نشرت امس ، إنه يتوقع أن يبقى سعر النفط الخام حول مستوى 45 دولاراً للبرميل لفترة طويلة. ورداً على سؤال لصحيفة كوريير النمساوية التي أجرت معه المقابلة حول ما إذا كان هناك احتمال لأن تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل مجددا ، قال بيرول يمكنني فقط القول إن سعر النفط سيظل منخفضاً لبضعة فصول. ونقلت عنه الصحيفة قوله سيظل السعر 45 دولاراً للبرميل لفترة طويلة. وقال بيرول النفط الرخيص يسبب مشاكل كبرى لشركات النفط.. هذا العام خفضوا استثماراتهم بمقدار الخمس. لم يشهد تاريخ هذه الشركات أبداً تخفيضاً سنوياً بمثل قوة هذا العام. روسيا تخفض إنتاجها 10% قال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش في قمة رويترز للاستثمار في روسيا ، إن إنتاج بلاده من النفط قد ينخفض بما يصل إلى عشرة في المئة إذا ظلت الأسعار العالمية منخفضة لفترة طويلة. لكنه استبعد أن تنخفض الأسعار دون المستوى الحالي الذي يبلغ نحو 48 دولاراً للبرميل لفترة طويلة ، لأنه ليس من مصلحة معظم منتجي النفط تحمل الأسعار المتدنية لأكثر من عامين. وقال دفوركوفيتش في مقابلة في إطار قمة رويترز التي عقدت في مكتب الوكالة في موسكو نحسب الموازنة على أساس سعر 50 دولاراً للبرميل.. إذا ظلت الأسعار عند مستوى منخفض لفترة طويلة سيكون من المحتمل جداً خفض الإنتاج بين خمسة وعشرة في المئة، إذا ظلت الأسعار عند مستوى متدن لعدة سنوات. وقال دفوركوفيتش إن الحكومة الروسية لن تأخذ إجراءات لخفض الإنتاج لكن هذا الخفض سيكون أحد التداعيات الطبيعية لانخفاض أسعار النفط على خطط استثمارات الشركات. مضيفاً أن الأسعار المتدنية لفترة طويلة ليست من مصلحة أغلبية الدول المنتجة ، ومن ثم فإن هذا السيناريو غير محتمل. وقال نفهم أن البعض يمكنهم الانتظار في ظل أسعار متدنية. البعض (قد ينتظر) عاما وآخرون عامين ، لكننا لا نرى دولاً تريد أن تعيش في ظل أسعار متدنية لأكثر من عامين. وأضاف أن السعودية أكبر منتج للنفط في العالم قد يكون باستطاعتها من الناحية الفنية تحمل الأسعار المتدنية لفترة أطول ولكن حتى مع ذلك ستضطر إلى خفض استثماراتها في الإنتاج الجديد ، ما قد يهدد مكانتها الريادية في السوق على المدى الطويل. وقال دفوركوفيتش إنه حتى إذا صمدت المملكة فإن دولاً أخرى ستضطر في نفس الوقت إلى خفض إنتاجها ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار مجددا قبل أن تصل روسيا إلى النقطة التي ستكون هي الأخرى مضطرة عندها إلى خفض إنتاجها.
مشاركة :